كل ماتريد معرفته عن معركة قادش
وقعت هذه المعركه بين قوات الملك رمسيس الثاني ملك مصر والحيثيين بقيادة الملك مواتللي الثاني بمدينة قادش التي تقع علي الضفه الغربيه لنهر العاصي في سورية جنوب بحيرة حمص بعدة كيلومترات، وهذه المعركه مؤرخه بالعام الخامس من حكم الملك رمسيس الثاني (العام الخامس فصل الشمو, اليوم التاسع)أي حوالي العام 1274 ق.م علي وجه التقريب,
(اللون الأخضر) يمثل الامبراطورية المصرية فى عهد رمسيس الثانى ..(اللون الأحمر) يمثل الامبراطورية الحيثية فى أقصى امتداد لها. 1279 قبل الميلاد
نسخة من اتفاقية السلام بين الفراعنة و الحيثيين منقوشة على لوح من الطين تم اكتشافها فى عاصمة الحيثيين حاتوسا بشمال تركيا و معروضة فى متحف آثار إسطنبول .
محتويات
1 خلفيه تاريخيه
2 حملة قادش
3 المعركه
4 النتيجة
5 معاهدة السلام
خلفيه تاريخيه
بدأ انحسار النفوذ المصري في آسيا في عصر اواخر ملوك الاسره الثامنة عشر كنتيجة مباشره للاضطرابات التي خلفتها الحرب الأهلية في مصر أثناء ثورة إخناتون الدينية في الداخل. مما جعل الحيثيون يستغلون هذه الاضطرابات لكي يقوموا بقيادة تحالف ضد مصر, ونجاحهم في ذلك, وبالتالي فقدان مصر للكثير من مناطق نفوذها في آسيا الغربيه, وذلك دون أن يتحرك الملك اخناتون لتلبية طلبات النجده التي كان يرسلها إليه امراء المدن الآسيويه الموالين لمصر فيما عرف بخطابات تل العمارنه.
وبعد وفاة الملك اخناتون وفشل ثورته الدينية والعودة الي عبادة الالهه التقليديه والإله امون مره أخرى ،وتولي الملك حور محب عرش مصر في نهاية الأمر, والذي يعتبر آخر فراعنة الاسره الثامنة عشرالذي قام بتنظيم الشؤون الداخليه لمصر, والذي توفي دون وريث بعد أن نجح في اعادة الامن الي البلاد, تولي عرش مصر أحد قادة الجيش وهو رمسيس الأول مؤسسا بذلك الاسرة التاسعة عشر.
وقد أخذ ملوك هذه الاسره علي عاتقهم استعادة النفوذ المصري في آسيا مرة أخرى, فبعد وفاة الفرعون رمسيس الأول بعد سنتين من الحكم, بدأ ابنه وخليفته سيتي الأول حملاته العسكريه ضد الحيثيين ،حيث كان يرمي الي صد التقدم الحيثي وما كان عليه في عهد الفرعون تحتمس الثالث في عصر الاسره الثامنة عشر, وبالفعل نجح سيتي الأول بعد عدة حملات عسكريه وتقابل مع جيوش الحيثيين بالقرب من قادش في سوريا الحالية، وأخيرا عقد الصلح معهم (كما ذكر في نقوشه علي جدران معبد الكرنك) بمعاهدة شهيرة، وربما قام بتوقيع معاهدة مع الحيثيين ،ومات بعد 14 عاما من الحكم ،وتولي من بعده ابنه رمسيس الثاني.
وقد شن الفرعون رمسيس الثاني حملته الأولى في العام الرابع من حكمه وعبر فيه فلسطين ووصل بجيوشه الي نهر الكلب (بالقرب من بيروت) حيث اقام لوحة تذكارية هناك ،واستعاد مقاطعة امور من الحيثيين. وبغرض السيطرة علي سوريا تحرك الملك رمسيس الثاني بجيوشه في العام الخامس من حكمه ،وتابع تقدمه شمالا في سوريا وتواجه مع جيوش الحيثيين عند مدينة قادش على نهر العاصي.
حملة قادش
خرج رمسيس الثاني بجيوشه من قلعة ثارو الحدوديه وذلك في ربيع العام الخامس من حكمه. وبعد مرور شهر وصل بجيوشه الي مشارف مدينة قادش عند ملتقي نهر العاصي أحد فروعه. وكان الجيش المصري يتكون من اربع فيالق وهي فيالق آمون ورع وبتاح وست وهي أسماء آلهة مصر الكبرى, بينما كان الملك مواتللي ملك الحيثيين قد حشد جيشا قويا انخرط فيه الكثير من الجنود بالإضافة الي جيوش حلفائه (ومن بينهم ريميشارينا امير حلب), واتخذ من قادش القديمه مركزا لجيوشه.
المعركه
فيما كان رمسيس معسكرا بجيشه بالقرب من قادش (التي كانت علي مسيرة يوم واحد),إذ دخل معسكره اثنان من الشاسو (البدو) ادعيا انهما فارين من جيش الملك الحيثي ،واظهرا الولاء للفرعون الذي اسلمهما بدوره الي رجاله ليستجوبوهما عن مكان جيوش الحيثيين، فاخبرا الفرعون بان ملك الحيثيين قد بعد عن الموقع وهو جاليآ في حلب شمال سوريا.
وفي الواقع لم يكن هذين الشاسو غير جواسيس، وعلي أساس هذه الأخبار وبدون التأكد من صحتها اسرع الملك رمسيس علي رأس فيلق امون وعبر مخاضة لنهر العاصي, ثم سار الي مرتفع شمال غربي قادش وأقام معسكره هناك في انتظار وصول باقي الجيش ليتابع السير في اثر جيش خيتا الذي كان يظن انه في الشمال حسب ما أخبره الجاسوسان, وفي هذه الأثناء قبض جيشه علي اثنين من جنود العدو الكشافه اللذان استخلصوا منهما الحقيقه وهي ان الحيثيين كانوا كامنين في قادش وان جيوش الحيثيين كانت في طريقها لعبور نهر العاصي ومفاجئة الجيش المصري هناك.
وبالفعل عبر نصف الجيش الحيثي مخاضة نهر العاصي وفاجئوا رمسيس الثانى الذي كان قد ارتكب خطأ تكتيكيا بترك مساحات كبيرة بين فيالقه فهاجموا فيلق رع ودمروه تدميرآ كاملآ وبذلك قطعوا الاتصال بين رمسيس وبقية فيالقه ،واتجه الجيش الحيثيي بعد ذلك بعرباته الحربيه وتابع تقدمه وهاجم فيلق آمون الذي فقد نتيجة ذلك العديد من جنوده، وهنا وفي مواجهة خطر التطويق والهزيمة المحتمه قاد رمسيس بنفسه هجوما ضد الحيثيين حيث سلك بالجيش المصرى ممرا ضيقا ليلتف حول الحيثيين ودفع بهم حتي النهر و كانت اللحظة الفارقة في ذلك وصول إمدادات من جنوده القادمين من بلاد امور والمسماه (نعارينا) وقد فاجأ ذلك الحيثيين وو جدوا أنفسهم محاصرين من الجيش المصرى واضطر الحيثيين لترك عرباتهم الحربية و السباحة فى نهر العاصى أمام هجوم الرعامسة.
و فى اليوم التالى دارت معركة أخرى غير حاسمة و قد ادعى رمسيس الثانى فى كتاباته ان مواتللي الثاني قد ارسل فى طلب الصلح فى ذلك اليوم و لكن ليس هناك اية دلائل من جانب الحيثيين تؤكد صدق هذه الرواية
وبعد معارك ضارية بين الطرفين و الخسائر الفادحة التي لحقت بهماأتفق الطرفين على الصلح، وهكذا انتهت المعركة دون نصر حاسم لاي من الطرفين،
ظهر فى تلك المعركة تفوق العجلات الحربية المصرية السريعة التي يقودها رجلين على العجلات الحيثية البطيئة التي يقودها ثلاث رجال
النتيجة
فشل رمسيس الثانى فى كسر دفاعات قادش و نجح الحيثيون بابقائها تحت سيطرتهم و انتهت المعركة باحتفاظ كل من الطرفين بنفس مكاسبه السابقه وخسائر فادحة لكلا الطرفين فى المعركة .و عاد رمسيس آفلا الى دمشق . ذكر رمسيس الثاني انتصاره في المعركة ، والتي قام بنقش تفاصيلها بالكامل علي جدران معبد الرمسيوم وكذلك معبد الأقصر, بالإضافة إلى معبده بأبو سمبل (على جداره الشمالي فيما عرف بانشودة معركة قادش)
وقد ذكر الملك مواتللي من ناحيته في وثائق بوغازكوي بان المعركة كانت انتصارا له وان أمور قد وقعت في أيدي الحيثيين ،بينما وفي خلال السنوات العشر التي مرت بعد ذلك قام رمسيس بعدة حملات الي آسيا واستولي علي دابور بعد حصارها واضطر الحيثيون في النهايه الي التراجع تاركين أكبر جزء من سوريا دون حماية كافية. وفي أعقاب وفاة مواتللي تولي ابنه الحكم وبعد عدة سنوات من الحكم حل محله عمه الملك خاتوشيلى الثالث وانتهز رمسيس هذه الفرصة وتقدم نحو تونيب أو توشب واستولي عليها.
وهنا بدأت قوة الاشوريين في الظهور وتهديد مناطق النفوذ المصرية والحيثيه، مما حدا بالطرفين الي توقيع معاهدة سلام بينهما وذلك في العام الحادي والعشرون من حكم الملك رمسيس الثاني (حوالي 1258 ق.م)والتي سجلت بالخطين الحيثى (علي لوح من الفضه باسم الملك خاتوشيلى) والهيروغليفي على جدران معبدي الكرنك والرامسيوم في طيبه(الأقصر حاليا) في جنوب مصر.
معاهدة السلام
تم توقيع معاهدة سلام رسمية في عام 1258 قبل الميلاد، تم نقش المعاهدة على لوح من الفضة،و وصل الينا منها نسخة من الطين نجا في العاصمة الحيثية حاتوسا الموجودة جغرافيا في تركيا الحديثة، و معروضة في متحف الآثار في اسطنبول. و هناك نسخة طبق الاصل لمعاهدة قادش معلقة فى المقر الدائم للأمم المتحدة كأول معاهدة سلام مكتوبة و موثقة فى التاريخ. النسخ التركية منقوشة على ألواح الطين و النسخ المصرية مكتوبة على أوراق البردى .