حضارة وتاريخ

تاريخ مسجد السلطان حسن

 

كتب الباحث الاثري : أحمد عثمان عوض

 

“لولا أن يقال ملك مصر عجز عن إتمام بناء لتركت بناء هذا الجامع من كثرة ما صرف عليه” هكذا قال السلطان حسن أثناء بناء مسجده الذي استمر بناءه طوال حياته.

 

السلطان الملك الناصر حسن بن محمد بن قلاوون ولد في ٧٣٥ هجري / ١٣٣٤ ميلادي و كان إسمه قماري و عند توليه السلطنه في عمر الثالثة عشر غير إسمه إلي حسن.

 

تآمر بعض الأمراء ضد السلطان لقبضه على الأمير بن منجك و بيبغاروس و سجنوه في دار السلطنه و كانت تلك فترة سلطنته الأولى.

 

استأنف السلطان حسن السلطنه و حكم مصر فترة ثانية إنتهت بمقتله على يد يلبغا الخاصكي ٧٦٢ هجري / ١٣٦١ ميلادي و لم يتم العثور على جسد السلطان.

 

اما عن المسجد فكان مكانه قصر الأمير يلبغا اليحياوي الذي تم هدمه بواسطه السلطان حسن لبناء مسجده الذي بدأ في بناءه عام ٧٥٧ هجري/ ١٣٥٦ ميلادي بواسطه المعماري محمد بن بيلبك المحسني كما هو مذكور في النص المنقوش في المدرسة الحنيفية .

 

و يتكون المسجد المدرسة من صحن مفتوح تتوسطه فوراة و يحيط به أربع ايوانات و مدارس لتدريس المذاهب الفقهية الاربعة و هي الشافعية ، المالكية ، الحنبلية ، الحنيفية بالإضافة إلي مساكن للطلبة.

 

أكبر الايوانات ايوان القبلة و يحتوي على محراب و دكة المبلغ و بابان يؤديان الي القبة المخصصة لدفن السلطان إلا انه لم يدفن بها لعدم العثور على جسده و لكن أبناءه دفنوا بها.

 

الباب الأصلي للمسجد نقله السلطان المؤيد شيخ لمسجده المجاور لباب زويلة بالسكرية.

 

للمسجد مآذتين و الثالثة سقطت في عهد السلطان حسن على كتاب لتعليم الأطفال اليتامى و توفي العديد منهم.

 

اتخذ المماليك من المبنى حصناً لهم لوقوعه أمام قلعة الجبل وذلك كلما وقعت فتنة بينهم فيصعدون إلى أعلى المبنى ويضربون القلعة ولما تكررت هذه الحوادث أمر السلطان الظاهر برقوق بهدم السلم الموصل إلى سطح المدرسة وسد ما وراء الباب النحاسي الكبير وفتح أحد شبابيك المدرسة ليوصل إلى داخلها.

 

وفي سنة 825هـ/1422م صرح بالآذان في المنارتين وأعيد بناء الدرج والبسطة وركب باب بدلا من الباب الذي أخذه المؤيد شيخ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights