المسحراتي الحلقة الثالثة ..عظماء الإسلام”عمرو بن العاص “
كتب : أحمد عثمان عوض
أدهى دهاة العرب في عصره، فقد نقلت عن سعة حيلته وعبقرية تدبيره روايات تشبه الأساطير، حتى أن الخليفة عمر بن الخطاب لقبه بأرطبون العرب.
عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
أمه : سلمى بنت خزيمة بن الحارث بن كلثوم بن حريش بن سواءة بن جوشن بن عمرو بن عبد الله بن خزيمة بن الحارث بن جلان بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
وكانت أمه سبية وإخوته من أمه: عروة بن أثاثة العدوي القرشي، وعقبة بن نافع بن عبد القيس الفهري القرشي
اسلامه:
اعتنق الإسلام في السنة الثامنة للهجرة ، وقدِم إلى المدينة المنورة مع خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة مسلمين بعد مقاتلتهم الإسلام
بعد صلح الحديبية الذي كان مقدمة ومفتاحا لفتح مكة، أسلم عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة ـ رضي الله عنهم ـ، وقد أسلم بإسلام هؤلاء كثير من أهل مكة واتّبعوا دين الحق، وبذلك قويت شوكة الإسلام، وأصبح فتح مكة أبوابها أمراً لا شك فيه . قال ابن القيم: ” كانت الهدنةُ مقدِّمةً بين يدي الفتح الأعظم، الذي أعز اللهُ به رسوله وجندَه، ودخل الناس به في دين الله أفواجًا، فكانت هذه الهدنة بابًا له ومفتاحًا ومؤذنًا بين يديه، وهذه عادة الله في الأمور العظام التي يقضيها قدرًا وشرعًا أن يوطِّئَ لها بين يديها بمقدِّمات وتوطيئات تؤذنُ لها وتدل عليها ” .
لما أسلم عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقربه ويدنيه منه، وقد بعث إليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوماً وقال له: (خُذْ عليك ثيابك وسلاحك ثم ائتِني، قال: فأتيته وهو يتوضأ فصعَّدَ فيَّ النَّظَرِ ثم طَأطأَهُ فقال: إني أريد أن أبعثك على جيش فيسلِّمُكَ اللَّهُ ويغنِّمُكَ، وأرغب لك من المال رغبة صالحة، قال: قلت: يا رسول الله، ما أسلمتُ من أجل المال، ولكني أسلمت رغبة في الإسلام، وأن أكون مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقال: يا عمرو، نِعمَ المال الصالح للمرء الصالح)
قيادته الحربيه:
كانت أولى المهام التي أسندت إليه عقب إسلامه، حينما أرسله النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ليفرق جمعا لقضاعة يريدون غزو المدينة المنورة، فسار عمرو على سرية “ذات السلاسل” في ثلاثمائة مقاتل، ولكن خصومه كانوا أكثر عددا، فقام النبي محمد
بإمداده بمائتين من المهاجرين والأنصار برئاسة أبي عبيدة بن الجراح وفيهم أبو بكر وعمر، وأصر عمرو أن يبقى رئيسا على الجميع فقبل أبو عبيدة، فأنتصر جيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص وهرب مقاتلو قضاعة ورفض عمرو أن يتبعه كما رفض حين باتوا ليلتهم هناك أن يوقدوا نارا للتدفئة، وقد برر هذا الموقف بعد ذلك النبي محمد حين سأله أنه قال: “كرهت أن يتبعوهم فيكون لهم مدد فيعطفوا عليهم، وكرهت أن يوقدوا نارا فيرى عدوهم قلتهم “، فحمد النبي محمد حسن تدبيره.
بعد وفاة النبي محمد وفي خلافة أبي بكر، قام بتوليته إمارة واحد من الجيوش الأربعة التي اتجهت إلى بلاد الشام لغزوها، فانطلق عمرو بن العاص إلى فلسطين على رأس ثلاثة آلاف مقاتل، ثم وصله مدد آخر فأصبح عدد جيشه سبعة آلاف، وشارك في معركة اليرموك مع باقي الجيوش الإسلامية وذلك عقب وصول خالد بن الوليد من العراق بعد أن تغلب على جيوش الفرس، وبناء على اقتراح خالد بن الوليد تم توحيد الجيوش معا على أن يتولى كل قائد قيادة الجيش يوما من أيام المعركة، وبالفعل تمكنت جيوش المسلمين من هزيمة جيش الروم في معركة اليرموك تحت قيادة خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص وأبو عبيدة بن الجراح وغيرهم وتم فتح بلاد الشام. انتقل بعد ذلك عمرو بن العاص ليكمل مهامه في مدن فلسطين ففتح منها غزة، سبسطية، ونابلس ويبني وعمواس وبيت جيرين ويافا ورفح.
كان عمر بن الخطاب إذا ذكر أمامه حصار بيت المقدس وما أبدى فيه عمرو بن العاص من براعة يقول: لقد رمينا “أرطبون الروم” “بأرطبون العرب”.
فتح مصر
تم فتح مصر ع يد القائد العظيم عمرو بن العاص وفي عهد الفاروق عمر بن الخطاب أمير المؤمنين
الفتح العظيم علي مصر أبرز أحداثه
وتم فتح مصر بعد أن أتم عمرو بن العاص ضم فلسطين من الرومان وكان عمر بن الخطاب يخشى على الجيش الإسلامي من الدخول لإفريقيا لانه كان يصفها بأنها مفرقة لكن المُحنك عمرو بن العاص كان مغرم بمصر قبل الإسلام وبعد انتصاره على الروم في معركة أجنادين وتوجه عمرو بن العاص بجيشه نحو مصر عبر الطريق الحربي البري مروراً بسيناء وتخطيه بالعريش والفرما وبلبيس وبالمناسبة تم بناء مسجد سادات قريش في بلبيس وهو موجود حتى الان ثم حاصر حصن بابليون وفي ذالك الوقت كان يحكم مصر الرومان وكانت الإسكندرية عاصمتهم وقد تم لعمرو بن العاص فتح مصر بعد سقوط الإسكندرية في يده عام 21 ه
وحتى يدخل المسلمون حصن بابليون المنيع بعد ان حاصروه لمدة سبعة اشهر تقريبا اقترح الصحابي الزبير بن العوام ان يُضحي بنفسه ويعبر سور الحصن واتفق مع جيش المسلمين انه عندما يعبر الحصن جميعهم يبدأون بالتكبير في صيحة واحده وبالفعل الجميع قال الله اكبر الله اكبر حتى ظن جنود الرومان ان المسلمين جميعهم في الحصن وع ذالك تم اقتحام الحصن
اما عن دوافع فتح مصر
كان هناك الدافع الدينيوهو يشدد بضرورة نشر الإسلام في مصر وأفريقيا لان سبق للمسلمين دعوة المقوقس الى الاسلام سلما في عهد النبي محمد وايضاً ان مصر تمثل مكانة كبيرة لدي المسلمين بسبب ذكرها أكثر من مرة في القرأن الكريم وتبشير النبي محمد للمسلمين بفتحها وتوصيته بأهلها خيرا كل ذلك جعل المسلمين حرصين علي ضم مصر إلي الدولة الإسلامية
وايضاً الدافع السياسي الاقتصادي حيث ان المسلمين جمعوا معلومات بأن الأوضاع الاقتصادية في مصر كانت متردية وأن ثروات البلاد تذهب إلي روما علاوة ع أوضاع المصريين الأقباط والذين كانوا يعانوا الأمرين من الأضطهاد الديني من جانب البيزنطيين
اما بخصوص الدوافع العسكرية وهو ان فتح الشام لا يستقر الا بفتح مصر وضمها
وفتحت مصر فى يوم السادس عشر من أبريل عام 641 بسقوط حصن بابليون في يد عمرو بن العاص
ويبدأ معها الفتح الإسلامي العظيم لمصر وتحرير المصريين من ايدي الرومان واضطهاده
عمرو حاكماً لمصر
وما زلت ثقه بن الخطاب بكفاءه وحنكته الحربيه والسياسة تعظم كلما تم له النصر علي مدينه تلو الاخري حتي تم الاستيلاء علي بيت النقدس وتم تسلميها للخليفه عمر سنه 15ھ وفي عام 18ھ تطلعت نفس عمر والي فتح اكبر واخطر الي فتح الديار المصرية التي كانت تاج في دوله هرقل افضي القائد الجرئ بامله الي الخليفه فاستمع اليه وتردد اما عمرو فقد كان اعلم الناس بالخليفه وبمصر من ان تفوته وسيله الاقناع في هذا المقام اذا قال له.. فلتكن غزوه مصر دفعا للخضر وضمانا لارواح المسلمين وكان عمر بن الخطاب يعلم انه يستمع الي صواب ولكنه استجاب لراي عمرو وهو بين الاقدام والاحجام فاذن له في السير وانظره كتابا اخر. ياتيه منه في الطريق وقال له سياتيك كتابي سريعا ان شاء الله تعالى فان ادركك كتابي امرك فيه بالانصراف عن مصرقبل ان تدخلها او شيئا من ارضها فانصرف وان انت دخلها قبل ان ياتيك كتابي فامض لوجهك واستعن بالله واستنصره وقيل ان كتاب عمر ادرك عما في فتح رفح فاغضي عن الرسول حتي بلغ مكانا مصر غير مختلف فيه فقرا الكتاب لجنده.. ولم يلحقني كتاب امير المؤمنين حتي دخلنا ارص مصر فسيروا علي بركه الله وعونه
قضى عمرو بن العاص في فتح مصر ثلاث سنوات، وقد استقبله أهلها بالكثير من الفرح والترحيب لما عانوه من قسوة الروم وظلمهم، وقد كانوا خير العون لعمرو بن العاص ضد الروم، وكان عمرو يقول لهم: يا أهل مصر لقد أخبرنا نبينا أن الله سيفتح علينا مصر وأوصانا بأهلها خيرا، حيث قال الرسول الكريم “صلى الله عليه وسلم”: ستفتح عليكم بعدى مصر فاستوصوا بقبطها خيرا، فان لهم ذمة ورحما.
وقد كان عهد ولاية عمرو على مصر عهد رخاء وازدهار فكان يحب شعبها ويحبوه وينعموا في ظل حكمه بالعدل والحرية، وفيها قام بتخطيط مدينة الفسطاط، وأعاد حفر خليج تراجان الموصل إلى البحر الأحمر لنقل الغنائم إلى الحجاز بحراً، وانشأ بها جامع سمي باسمه وما يزال جامع عمرو بن العاص قائماً إلى الآن بمصر، وظل عمرو والياً على مصر حتى جاء عثمان على الخلافة وقام بعزله.
اللقاء الثاني بين الروم والمسلمين
كان الأقباط في فترة حكم الروم يعانون من قسوتهم واضطهادهم، وإجبارهم على ترك مذهبهم واعتناق المذهب الرومي، فجاءت إحدى المواقف الهامة والتي أكدت على مدى احترام المسلمين للديانات الأخرى، فقد كان للأقباط رئيس ديني يدعى بنيامين حين تعرض للقهر من الروم اضطر للفرار، وعندما علم المسلمون بالأمر بعد الفتح أرسلوا إليه ليبلغوه انه في أمان، وعندما عاد أحسنوا استقباله وأكرموه، وولوه رئاسة القبط، وهو الأمر الذي نال استحسان وإعجاب الأقباط بالمسلمين، فأحسنوا التعامل معهم.
جاءت المعركة الثانية بين المسلمين والروم بعد أن علم ملك الروم أن الحامية الإسلامية بالإسكندرية قليلة العدد، فانتهز هذه الفرصة وأرسل بثلاثمائة سفينة محملة بالجنود، وتمكن من اختراق الإسكندرية واحتلالها وعقد العزم على السير إلى الفسطاط، وعندما علم عمرو بن العاص بذلك عاد من الحجاز سريعاً وجمع الجيش من أجل لقاء الروم ودحرهم، وبالفعل تمكن عمرو من قيادة جيشه نحو النصر فكانت الغلبة لجيش المسلمين، ولم يكتفي أبن العاص بهذا بل سارع بملاحقة الروم الهاربين باتجاه الإسكندرية، وفرض عليها حصاراً وفتحها، وكسر شوكة الروم وأخرجهم منها، كما قام بمساعدة أهل الإسكندرية لاسترداد ما فقدوه نتيجة لظلم الروم والفساد الذي قاموا به أثناء فترة احتلالهم للمدينة.
بعد معركة الإسكندرية، وأثناء خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه قام بعزل عمرو عن ولاية مصر وولي عليها عبد الله بن سعد بن أبي سرح، ثم في عهد معاوية بن أبي سفيان عاد إليها عمرو مرة أخرى واستمر والياً عليها حتى وفاته.
الخلاف بين عمرو ومعاويه وولايته الثانيه:
كان معاوية قد طمع معاوية في مصر ، فعلم أن الأشتر إن تولاها كان أخطر عليه من محمد بن أبي بكر ، فبعث معاوية إلى المقدم على أهل الخراج بالقلزم و قال له : ” إن الأشتر قد ولي مصر ، فإن كفيتنيه لم آخذ منك خراجاً ما بقيت و بقيت ” . فخرج الحابسات حتى أتى القلزم و أقام به ، و خرج الأشتر من العراق إلى مصر ، فلما انتهى إلى القلزم استقبله ذلك الرجل فعرض عليه النزول ، فنزل عنده ، فأتاه بطعام ، فلما أكل أتاه بشربة من عسل قد جعل فيه سماً فسقاه إياه ، فلما شربه مات .
وخطب معاوية فى أهل الشام : إن علياً قد وجه الأشتر إلى مصر فادعوا الله عليه ” فكانوا يدعون الله عليه كل يوم ، و أقبل الذي سقاه إلى معاوية فأخبره بمهلك الأشتر ، فقام معاوية خطيباً ثم قال : ” أما بعد فإنه كانت لعلي يمينان فقطعت إحداهما بصفين ، يعني عمار بن ياسر ، و قطعت الأخرى اليوم يعني الأشتر .”
فلما بلغ علياً موته قال : ” لليدين و للفم ! و كان قد ثقل عليه لأشياء نقلت عنه ” و هناك من قال : ” إنه لما بلغه قتله قال : إنا لله و إنا إليه راجعون ! مالك و ما مالك و هل موجود مثل ذلك ؟ لو كان من حديد لكان قيداً أو من حجر لكان صلداً ! على مثله فلتبك البواكي ! ”
فكتب علي رسالة إلى محمد بن ابى بكر : أما بعد فقد بلغني موجدتك من تسريحي الأشتر إلى عملك ، و إني لم أفعل ذلك استبطاء لك في الجهاد و لا ازدياداً مني لك في الجد ، و لو نزعت ما تحت يدك لوليتك ما هو أيسر عليك مؤونة منه و أعجب إليك ولايةً ، إن الرجل الذي كنت وليته أمر مصر كان لنا نصيحاً و على عدونا شديداً ، و قد استكمل أيامه و لاقى حمامه ، و نحن عنه راضون فرضي الله عنه و ضاعف له الثواب ، اصبر لعدوك و شمر للحرب و ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة . و أكثر ذكر الله و الاستعانة به و الخوف منه يكفك ما أهمك و يعنك على ما ولاك .
و رد عليه محمد بن ابى بكر : أما بعد فقد انتهى إلي كتابك و فهمته ، و ليس أحد من الناس أرضى برأي أمير المؤمنين و لا أجهد على عدوه و لا أرأف بوليه مني ، و قد خرجت فعسكرت و آمنت الناس إلا من نصب لنا حرباً و أظهر لنا خلافاً ، و أنا متبع أمر أمير المؤمنين و حافظه . و السلام .
و قيل : إنما تولى الأشتر مصر بعد قتل محمد بن أبي بكر .
هجوم عمرو بن العاص وغزوه مصر للمرة الثانية
فدعا معاوية عمرو بن العاص و حبيب بن مسلمة و بسر بن أبي أرطاة و الضحاك بن قيس و عبد الرحمن بن خالد و أبا الأعور السلمي و شرحبيل بن السمط الكندي وقال لهم : ” أتدرون لم جمعتكم ؟ فإني جمعتكم لأمر لي مهم ! فقالوا : لم يطلع الله على الغيب أحداً و ما نعلم ما تريد ” …. فقال عمر بن العاص : ” دعوتنا لتسألنا عن رأينا في مصر ، فإن كنت جمعتنا لذلك فاعزم و اصبر ، فنعم الرأي رأيت في افتتاحها ! فإن فيه عزك و عز أصحابك و كبت عدوك و ذل أهل الشقاق عليك ” …. فقال معاوية : ” أهمك يا ابن العاص ما أهمك ! و ذلك أن عمراً كان صالح معاوية على قتال علي على أن له مصر طعمةً ما بقي ” … و قال معاوية لأصحابه : ” أصاب أبو عبد الله ، فما ترون ؟ … ” فقالوا : ” ما نرى إلا ما رأى عمرو ” …. قال : ” فكيف أصنع ؟ فإن عمراً لم يفسر كيف أصنع .” … فقال عمرو بن العاص : ” أرى أن تبعث جيشاً كثيفاً عليهم رجل حازم صابر صارم تأمنه و تثق به فيأتي مصر فإنه سيأتيه من كان على مثل رأينا فيظاهره على عدونا ، فإن اجتمع جندك و من بها على رأينا رجوت أن ينصرك الله .”
قال معاوية لأصحابه : ” ارى أن نكاتب من بها من شيعتنا فنمنيهم و نأمرهم بالثبات ، و نكاتب من بها من عدونا فندعوهم إلى صلحنا و نمنيهم شكرنا و نخوفهم حربنا ، فإن كان ما أردنا بغير قتال فذاك الذي أردنا و إلا كان حربهم من بعد ذلك . إنك يا ابن العاص بورك لك في الشدة و العجلة ، و أنا بورك لي في التؤدة ” …. قال عمرو بن العاص : ” افعل ما ترى فما أرى أمرنا يصير إلا إلى الحرب .”
فأرسل معاوية بن ابى سفيان إلى مسلمة بن مخلد و معاوية بن حديج السكوني ، و كانا قد خالفا علياً ، يشكرهما على ذلك و يحثهما على الطلب بدم عثمان و يعدهما المواساة في سلطانه ، و بعثه مع مولاه سبيع .
رد مسلمة بن مخلد الأنصاري عن نفسه و عن ابن حديج فى رساله قال فيها : ” أما بعد فإن الأمر الذي بذلنا له أنفسنا و ابتعنا به أمر الله أمر نرجو به ثواب ربنا و النصر على من خالفنا و تعجيل النقمة على من سعى على إمامنا ، و أما ما ذكرت من المواساة في سلطانك ، فتالله إن ذلك أمر ما له نهضنا و لا إياه أردنا ، فعجل إلينا بخيلك و رجلك فإن عدونا قد أصبحوا لنا هائبين فإن يأتنا مدد يفتح الله عليك . و السلام . ”
وجاء ت رسالتهم إلى معاوية وهو بفلسطين ، فدعا أصحابه و قال لهم : ” ما ترون ؟ قالوا : نرى أن تبعث جنداً” .
فأمر عمرو بن العاص ليعد الجيش ، و بعث معه ستة آلاف رجل و وصاه بالتؤدة و ترك العجلة . و سار عمرو فنزل أرض مصر ، فاجتمعت إليه االمؤيدين للخليفة عثمان المقتول ، فأقام بهم وأرسل إلى محمد بن أبي بكر : ” أما بعد فتنح عني بدمك يا ابن أبي بكر فإني لا أحب أن يصيبك مني ظفر ، إن الناس بهذه البلاد قد اجتمعوا على خلافك و هم مسلموك فاخرج منها إني لك من الناصحين . ” و بعث معه رسالة معاوية وكانت بنفس المعنى و يتهدده بقتله عثمان .
فأرسل محمد بن ابى بكر الرسالتين إلى علي و يخبره بهجوم عمرو على مصر بجيش و أنه رأى التباطئ ممن عنده و يطلب أمداده بالجنود . فرد عليه علي يأمره أن يضم شيعته إليه و يعده إرسال الجيوش إليه و يأمره بقتال العدوه . و قام محمد بن أبي بكر في العرب المسلمين خطيباً يحثهم على الخروج للحرب مع كنانة بن بشر ، فخرج فى جيش قوامه ألفان من الجنود ، وكنانة فى المقدمة ، و أقبل عمرو نحو كنانة ، فلما دنا منه سرح الكتائب كتيبة بعد كتيبة ، فجعل كنانة لا تأتيه كتيبة إلا حمل عليها فألحقها بعمرو بن العاص ، فلما رأى ذلك بعث إلى معاوية بن حديج ، فأحاطوا بكنانة و أصحابه ، و اجتمع أهل الشام عليهم من كل جانب ، فلما رأى ذلك كنانة نزل عن فرسه و نزل معه أصحابه فضاربهم بسيفه حتى قتل
وفاة عمرو بن العاص
يقول العقاد.. قام عمرو بفتح مصر وقام بتامين ذلك الفتح وتمكينه علي نحو لم بسبق عليه سابق
قضي عمرو نحو خمس سنوات واليا علي مصر في خلافه عمر بن الخطاب واقراه عثمان وعلي في عهد معاويه بن ابي سفيان سنه 41 ھ وبقي بها حتي وفاته المنيه سنه 43ھ وقد جاوز الثمانين او قارب الامائه في اخريات ايامه يدعو الله قائلا اللهم لا قوي فانتصر ولا بري فاعتزر ولا مستكبر بل مستغفر لا اله لا انت ولم يزل يرددها حتي ماات ودفن بحوار المقطمفي