أقلام حائرة

الصفقة – قصة قصيرة

الصفقة – قصة قصيرة
للكاتب : محمود عمرون
استقبلته بابتسامة عذبة، أضاءت وجهها كله، يكمن سر جمالها في عينيها، عينان فيهما سر، وفتنة أشارت للداخل: ينتظر بالداخل – كل الرفاق موجودين دارت عيناه في الجالسين، رفاق قدامى، لم ينجح الدهر في لعبته معهم، منذ كانوا أطفالا، وحتى بعد أن فرقتهم الحياة العملية، ظلوا يتلاقون هشام مكتبه قريب من هنا، صالح مع أحمد في نفس الشركة، مراد يحضر بعد العيادة
هشام يسأل وردة: أين أحمد؟ – في المطبخ، ضحكت: يصر هذه المرة على تقديم واجبات الضيافة بنفسه ضحكوا جميعا، هشام بصوت مرتفع نسبيا: يا أحمد خرج عليهم، عيناه جامدتين، حالته النفسية سيئة، وضع الأكواب بخشونة، كالذي يؤدى عملا وردة ظنت أن وجود الرفاق سوف يخرجه من حالته تلك، لكن يبدو أنها فشلت امسك هشام الكوب، تذوق رشفة: ليس جيدا، وردة تصنع أفضل من هذا – تقول ذلك لأنك تحبها ظن هشام أنه لا يسمع جيدا: ماذا تقول يا أحمد، من يحب من أشار لزوجته: وردة زوجتي، هي أيضا تحبك! وردة منزعجة: ماذا تقول يا أحمد تجاهلها تماما، وهو يحدق في الغرفة التي جمعتهما في هذه اللحظات الصعبة أعد كل شيء، سوف يدركون ذلك، لن أتأخر عليكم! صالح ينظر لمراد: ربما يجدر بنا الانصراف، أدرك مراد حساسية الموقف، من غير اللائق أن يحضران موقفا كهذا، لحظة شك، و مواجهة! – انتظرا لصالح: المدير سوف يعلم كل شيء، غدا – المدير، ما علاقة المدير بهذا تجاهل زميله، ونظر لمراد: دكتور مراد، سوف تكون شاهدا لا يفهمون شيئا، ماذا ورائك يا أحمد أشار إلى الأكواب الفارغة: نحن الأربعة أمامنا اقل من عشرة دقائق، حتى يظهر تاثير السم هل سممتنا!
هشام يسرع لفتح الباب، مغلقا والنوافذ مغلقة احمد: لا تحاول، اخرج مسدسا: عد لمكانك جن الرجل بالتأكيد، لكن المهم هو الخروج احمد يشير لمراد: لا تخشى شيئا، سوف تعيش ادار فوهة المسدس لصديقيه وزوجته: والان وردة: احمد، اتركنا نعيش يا احمد، ارجوك لقد قتلتموني، بسببكم فعلت ما فعلت لنرحل كلنا! صالح يبكي، يترك ابنه صغيرة وحدها فى هذا العالم القاسي: ماذا فعلت، بل ماذا فعلنا كلنا؟!
– انت يا صالح، كنت خلف كل النكبات التى حدثت معي فى الشركة كان صالح يغار من احمد، ظل قريبا منه لاعداد المؤامرة وعندما سقط كان صالح اول المعزين احمد كان يصدق هذا النصاب، حتى راه يشغل مكتبه أدرك الصفقة التي تمت – أخذت مكاني يا صالح – المدير أصر – ياللمسكين!
هشام ينظر لوردة، كيف عرف؟، كانا يخططان في سرية تامة، بعد طلاقها سوف يتزوجها، هو أيضا سوف يتخلص من زوجته، اتفقا على الكتمان حتى يتخلصا من العقبات – زوجتك أخبرتني، قالت « زوجتك تعرف زوجي »، راقبتكما فترة، لم يكن صعبا أن افهم ما بينكما – زوجتي؟!، أنها مجنونة، مجنونة تماما – لا يا صديقي، لا تحاول عاد لمراد: بعد رحيلنا سوف تقوم بالاتصال بالمحامي، وقع هنا نظر مراد للعقد: ما هذا؟ – عقد بيع الفيلا، المحامي كتبه بتاريخ قديم تجنبا لإثارة الشكوك سوف تصبح فيلتك صديقي، ألم تكون ترغب في ذلك ونظر لزوجته التي فقدت وعيها وسقطت أرضا: هي لك، مجانا وقع مراد العقد بسرعة: لابد أن نخرج من هنا، تموتون يا أحمد – لا عليك يا مراد، جميع من هنا يستحق القتل سقط هشام وصالح أرضا، يقاتلان من أجل التقاط الأنفاس، أحمد ينظر للعقد نظرة فاحصة – فيلا في الزمالك تتجاوز المليون يا مراد – الزمالك؟ لكننا هنا في…… لوح أحمد بالعقد: متسرع كعادتك يا مراد، لم تقرأ العقد، قمت بالتوقيع كبائع وليس كمشترى – اصبحت انا مالك فيلتك يا صديقي مراد يشعر بضيق في التنفس: لكنك قلت إنني….. – لا، يا صديقي، أنت مثلهم تماما، سوف ترحل معهم جميعكم كانت لديه صفقة تجاهل سقوطه وهو يلتقط جواز سفره، بعد ساعة سوف أكون في المطار المحامي سوف يقوم بعمل اللازم، هذا الجشع اشترط نصف مليون كاملة، لكنه أعد الأمر ببراعة سوف يكون هنا بعد انصرافي، بالمفتاح الاحتياطي، سوف يشعل النار ، ويقوم بالإبلاغ عن الحريق « أنا…… المحامي، الفيلا احترقت تماما، الزوج في إيطاليا، كان بها زوجته وثلاثة من أصدقاؤه، حفل عيد ميلاد، تحول إلى كارثة كل شيء معد بدقة، المحامي تدرب جيدا وبعد البيع سوف يقوم بتحويل المبلغ امسك هاتفه، اتصل بشريكه: نفذ – و النصف مليون – تخصم من ثمن الفيلا – اتفقنا – اتفقنا

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights