عربي وعالمي

انهيار أرضي قاتل بمنجم الرخام في منطقة مهمند بباکستان

علی زمان ھلال / کاتب وصحفی باکستانی

 

ارتفع عدد ضحایا حادث الانھیار القاتل لمنجم الرخام بمنطقة مهمند بباکستان الی 34 ضحية وبالرغم من مرور خمسة ایام فما زال ذوو الضحایا يتشبثون بالأمل بأن ابناءهم سيخرجوا سالمين.

“بنبرۃ ممزوجة بالغضب والخوف، صاح غلام نبی مطالبا من شقیقه الاصغر محمد نبی 18 عاما، ان یھرول بسرعة البرق خارج المنجم لان الجبل بدا ینھار علی المنجم، وما ان خرج غلام نبی حتی انھارت صخورعملاقة من التل علی منجم ومبنی مجاور حیث کان یعمل خمسون عاملاعلی الاقل ۔ بعد لحظة قصیرۃ وصوت انھیار جبلی ھائل ، شھد غلام نبی ان الصخور الجبلیة الثقیلة تراکمت علی المنجم حيث کان اخوہ الاصغر محمد نبی، ليصبح محاصرا مع 23 عاملا آخرین”.

 

بھذہ الکلمات وصف علیم خان ،والد احد ضحایا منجم للرخام بمنطقة “مهمند ،ولاية خيبر بختونخوا، شمال غربي باكستان۔ الحادث الکارثی الذی حدث مساء الاثنین الماضی الموافق ل7 من سبمتبر ایلول 2020۔ وبحسب شھود عیان، فان الجبل سقط بفعل امطار شھدتھا المنطقة خلال الأیام الماضیة ،وبدأت سيول في الأرض، وحصول الكارثة.

 

بعد الحادث بدأ الصراخ يملأ الأجواء، وتعالت نداءات الاستغاثة ، ليصل سکان المنطقة الی موقع الحادث ويبدأوا اعمال اغاثة لاخراج الجثث واسعاف المصابین. وحسب المعطيات الاخیرة التی وصلت صباح الجمعة، ارتفع عدد ضحایا المنجم الی 24 عاملا تم انتشال جثثھم ، فیما تلقی 7عمال اصابات بین الطفیفة والخطیرة ۔ فیما لا يزال 10 عمال فی عداد المفقودین رغم مرور اربعة ایام علی الحادث الماساوی ۔ وحسب صحفیین محلیین، ان قلة المعدات الثقيلة أعاقت عملية الإنقاذ مما تسبب فی محاصرة ومصرع عدد کبیر من العمال.

 

مما دفع الجیش الباکستانی بعد یوم من حادث انھیار قاتل الى إرسال آليات ثقيلة من المناطق المجاورة لتسريع عمليات الإنقاذ .الأمر الذي ساھم کثیرا فی انتشال جثث الضحایا ۔ وتابع مسؤولون محلیون ان ناشطی اغاثة وانقاذ مازالوا یواصلون عملیات البحث عن العالقين۔

 

 

وأوضح قائد شرطة منطقة مهمند، أن ما بين 40 و50 شخصا كانوا في المحجر وقت الانهيار، وأضاف: “عادة يعمل عدد كبير في محاجر الرخام تلك، لكن من حسن الحظ كان أغلبهم قد أنهوا عملهم بالفعل وعادوا لمنازلهم.

 

حسب صحفیین محلیین،معظم ضحایا الانھیار والمصابین ینتمون لقریة زیارت۔ الواقعة علی مقربة من المنجم المنھار ۔ کما وصفوا ان اجواء الحزن تخيم على القریة، حیث معظم الضحایا کانوا بعمر الورد من فئة الشباب من 17 الی 24 عاما، وبعضھم متزوجون حدیثا او ترکوا یتامی صغارا وارامل شابات.

۔ حسب صحفی محلی غول محمد ماموند ان القریة تحولت الی قاعة احزان ۔ اقیمت فيها خیم العزاء فی کل الأزقة۔ عیون سكانها تنظر الی الجبل المنھار وذوی المفقودین یبحثون فی الرکام عن جثث ذویھم المفقودین ، ۔سیدات لا یرضین بالنزول من أسطح المنازل التي تطل على المنجم المنھار ۔ بیوت تحولت الی مآتم والعزا ۔۔اطفال یصرخون وشیوخ یبکون ۔الزوار یختنقون في جو مفعم بالحزن والألم والأسى ۔

 

وتشتهر منطقة مهمند علی الحدود مع افغانستان (وهي واحدة من سبع مناطق قبلية کانت شبه مستقلة في باكستان قبل تغییر وضعھا الاداری) بالرخام الأبيض عالي الجودة الذي يباع في باكستان ويصدر للبلدان الأخرى. یقول قوی خان، وھو مسن ینتمی لقریة زیارة والذي يقوم بالبحث عن زوج ابنتہ، ویساعد فرق الانقاذ بکل اھتمام ،ولکن الیاس بدا یتسلل الی قلبه بعدما تاکدت فرق الانقاذ ان عملیة انتشال بقیة الجثث العالقة تحت الرکام ستستغرق بضعة اسابیع اواکثر ۔وھذا ما یصعب علیه تحمله ۔بسبب ابنته التی فقدت زوجھا وھی ام لطفلین والتي اغمی علیھا بعد الحادث ولا تزال حالتھا النفسیة متدھورۃ .

 

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights