عربي وعالمي

من حضن إيران الي دعوة التطبيع مع إسرائيل .. رجل الدين الباكستاني محمد خان شيراني يدعو للتطبيع مع إسرائيل

علي زمان هلال / باحث وصحفي باكستاني

 

اثارت تصريحات الشيخ محمد خان شيراني حول تأييده تطبيع العلاقات الإسرائيلية الباكستانية حفيظة الباكستانيين، فوفق ما ظهر في مقاطع فيديو والتي تم تداولها بشكل مكثف على السوشيال ميديا الى جانب نشرها على بعض القنوات في باكستان، فقد صرح شيراني بأن “اعتراف باكستان بإسرائيل قضية دولية ،وانا اؤيد العلاقة مع إسرائيل.”

وتأتي تصريحات شيراني ،عقب تقارير تداولت في الإعلام الباكستاني خلال شهري كانون الاول /ديسمبر 2020 والتي تفيد بان مستشار رئيس الوزراء الباكستاني زار تل-ابيب سراً على رأس وفد برلماني بهدف اجراء مباحثات حول تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

تأتي تصريحات الشيخ شيراني بالرغم من كونه عضوا سابقا في حزب جمعية علماء الاسلام جناح مولانا فضل الرحمن ابرز حزب ديني سياسي يتمتع ب 16مقعداً في البرلمان الباكستاني، وزعيم الحزب الشيخ فضل الرحمن يقود الآن تحالف المعارضة الباكستانية يخالف بشدة اقامة أي نوع من العلاقات مع إسرائيل مستندا الي موقفه بان إسرائيل كيان غير شرعي.

 

 

تمرد شيراني على موقف حزبه الذي ساهم في منحه الشعبية، جعل الإعلام الباكستاني الموالي للحكومة يحتفي بتصريحاته حول التطبيع .

من الجدير ذكره فان الشيخ شيراني كان اميرا لحزب جمعية علماء الاسلام في اقليم بلوشستان الا انه خسر الانتخابات وفشل في الوصول إلى منصب إمارة اقليم بلوشستان وهو ما اثار غضب شيراني ضد قيادة حزبه الام.

و قد سبق لشيراني ان كان رئيسا لمجلس العقيدة الاسلامية الرسمي، وهي هيئة دستورية في باكستان مسؤولة عن تقديم المشورة القانونية في القضايا الاسلامية للحكومة والبرلمان.
كذلك فلشيراني علاقات جيدة مع الحكومة الايرانية وهو من ابرز مؤيدي نظام ولاية الفقيه الايراني، يزور إيران باستمرار ويلقي خطابات في ذكرى وفاة الخميني، كما يوجه شيراني انتقادات شديدة ضد حركة طالبان الافغانية الى جانب تميزه بآراء سياسية اخرى.

 

وبحسب صحفيين باكستانيين فان بعض رجال الدين الباكستانيين يسابقون الوزراء ومسؤولين حكوميين في تهيئة الطريق لعلاقات بين باكستان واسرائيل، حيث ان شيراني لا يعد الأول في تأييده للتطبيع، بل سبقه المولوي أجمل وهو رجل دين من مدينة لاهور، والذي كان قد زار إسرائيل عام 2005 وادعي حينذاك ان زيارته كانت بمباركة السلطات الباكستانية التي تريد اقامة العلاقات مع إسرائيل.

 

ولكن رغم مرور عقد ونصف من تلك الزيارة لم تُقِم باكستان أي نوع من العلاقات مع تل ابيب وهذا ما يظهر جيدا ان بعض رجال الدين الباكستانيين يستخدمون مثل هذه التصرفات كأداة ابتزاز للأحزاب للحصول على المصالح، او ربما كمحاولة للفت النظر اليهم ليساعد ذلك في ابراز شخصيتهم، مثلما فعل شيراني والذي يقال عنه انه يحاول كسب ثقة رئيس الوزراء الباكستاني ليمنحه مقعدا في البرلمان الذي حرم منه وفشل في الحصول عليه بسبب عضويته في حزب ديني معارض .

الي جانب آخر في تصريح لحافظ طاهر محمود الاشرفي وهو مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للأمور الدينية وشؤون الشرق الاوسط ، نفى فيه ان يكون وفد باكستاني قد زار إسرائيل في الايام الأخيرة كما يشاع عنه في الإعلام.

في إشارة الي تقارير نشرت مؤخرا في الإعلام الإسرائيلي ان مستشارا حكوميا لبلد آسيوي ليس له علاقات دبلوماسية مع إسرائيل زار تل ابيب سراً في الشهر الماضي، مما دفع بعض الاحزاب المعارضة الباكستانية للادعاء ان الوفد ربما يكون باكستانيا لكن الحافظ طاهر نفي بشدة ذلك مؤكدا ان موقف باكستان من العلاقات مع إسرائيل واضح جدا شعبا وحكومة،
فالأحزاب الحكومية والمعارضة لن تقبل بدون اعلان دولة فلسطينية ذات سيادة تكون عاصمتها القدس الشرقية.

 

 

تصريحات الاشرفي كان تأكيدا لما قاله رئيس وزراء باكستان عمران خان، في مقابلة له مع تلفزيون باكستاني في نوفمبر، أن ضغوطا قوية مورست على بلده لدفعه إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكن إسلام آباد لن توافق على ذلك ما لم يتم التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية.

وأشار خان إلى أن هذه الضغوط تفسر بمدى تأثير إسرائيل على الولايات المتحدة، لا سيما في عهد الرئيس دونالد ترامب.

 

كما أكد رئيس الحكومة الباكستانية التزام بلده الثابت بالقضية الفلسطينية، قائلا: لا احتمال للاعتراف بإسرائيل ما لم يتم التوصل إلى تسوية مرضية للفلسطينيين.

 

رغم كل هذه التصريحات لمسؤولين حكوميين يهرول رجل دين شيراني الي اقامة العلاقات مع إسرائيل وهو الأمر الذي يعتبره المحللون تغييرا في موقف رجال دين باكستانيين، الذين كانت لهم صلات قوية بايران والذين اشتهروا في الماضي بشدة موقفهم ضد العلاقات مع إسرائيل.

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights