ترجمة / هشام محمد الشامى
سيوجه مشروع صفوة الأندية ضربة قاصمة لقيم كرة القدم الأساسية.
أعلن اثنا عشر فريقاً من كبار كرة القدم الأوروبية عزمها على إنشاء دورى السوبر الذى يمثل تفجيراً للنظام الحالى وجرحًا عميقًا لروح هذه الرياضة. سيقوم المشروع بتشكيل بطولة بمقعد مضمون دائم ل 15 فريقاً من النخبة من القارة ( التى ستكون مالكة التنسيق ) وكل عام سيتم دعوة خمسة أندية فقط من الخارج ، وهذا الدورى يعد بديل فعلى لدورى الابطال الحالى ، والتى يتم الوصول إليها على أساس الجدارة بناءً على النتائج السنوية للبطولات الوطنية. يكمن سبب المبادرة فى المصلحة المالية للكيانات المعنية ( بما فى ذلك ريال مدريد و برشلونة و اتلتيكو مدريد ). سيكون لها ضمان تقاضى كل عام المكاسب المرتبطة بالانتماء إلى دورى النجوم هذا ، مع احتمالية أن يكون عددهم أكثر بكثير مما هو عليه الآن ، مع فتح دورى ابطال اوروبا لعدد أكبر من المشاركين ويتحكم فيه الإتحاد الأوروبي لكرة القدم .
الأضرار الجانبية لهذه الخطة ستكون خطيرة للغاية ، فى المقام الأول ، ضربة قاتلة لملحمة رياضة كرة القدم على الرغم من أن هذا يحدث بشكل أقل. ثانياً ، ضربة لبطولات الدورى الوطنية ، والتى ستعانى بسبب وجودها فى ظلال دورى السوبر الاوروبي ، وفقدان الأندية المحلية الحافز ليكون دافعاً نحو دورى أبطال أوروبا بسبب الجدارة ومعاناة الاهتمام المتزايد من قبل أندية النخبة بالمسابقة الأخرى. ليس مصادفة أن قادة العديد من البطولات الوطنية أعربوا عن معارضتها بشدة ، مؤكدين على أن عديد من الأندية المشاركة فى العملية تعانى من سوء الإدارة المتراكم عليها بالديون على الرغم من شهرتها العالمية. كما عارضها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بشدة وأعلن عن معركة شاملة بلا هوادة ، يبقى أن نرى إذا كان الانتقام المعلن قانونياً، لكن أيضاً ينبغى على سلطات المنافسة أن تلقى نظرة فاحصة على احتكار القلة الضار للآخرين بشكل واضح. من بين منتقدي المشروع قادة سياسيين مثل ايمانويل ماكرون و بوريس جونسون.
يشير مؤيدو البطولة الجديدة إلى أنها ستكون شيئاً مشابهاً لدورى كرة السلة للمحترفين فى الولايات المتحدة ، وهو مشروع ناجح للغاية ، ولكننا لا يمكننا نسيان الفروق الحقيقية التى ستمثل نسخة طبق الأصل فى كرة القدم وهو تاريخ يمتد لقرون مدعوم بحلم الصعود إلى القمة يوماً ما والخوف من السقوط ؛ بالإضافة إلى التأثير الرياضى والاقتصادي السلبى فى العديد من البطولات الوطنية ، بدون التكافؤ فى الحالة الأمريكية. إنها قصص مختلفة.
لا مجال للسذاجة: هذا ليس أكثر من نبض قوة. الأندية الكبرى تريد الاستفادة القصوى من مركزها المهيمن ؛ على الجانب الآخر ، هناك مؤسسة فاقدة للمصداقية مثل الاتحاد الاوروبي ( UEFA ). فى المنتصف ، رياضة تجعل جحافل الجماهير تلحم فى جميع أنحاء العالم ، وفى أساسها هى ملحمة لطريق مفتوح دائماً حتى النهاية للفرق التى تستحقه.
هذا المشروع يدمر هذا المفهوم. من الأفضل أن يعيد مروجوهم النظر فى الأمر.
