منوعات

الحبيب النوبي : عبر مداخله هاتفية علي فضائية البي بي سي العربية : إثيوبيا تحاول فرض سياسة الأمر الواقع، وهو ما يمثل انتهاكًا صريحًا لميثاق الاتحاد الإفريقى

كتب / هلال زايد

قال السفير الدكتور الحبيب النوبى أستاذ السياسات الدولية المساعد بجامعة واشنطن ،والمستشار السياسي الخاص للرئيس الامريكي الاسبق باراك اوباما ورئيس لجنة الشؤون العربية والافريقية بمكتب الرئيس ، في مداخلة هاتفية عبر فضائية البي بي سي العربية مساء اليوم إن التحرك المصرى هدفه المحاولة للتوصل لاتفاق قانونى ملزم، وحل النزاع بالطرق الودية. « مضيفا يجب أن ننظر إلى قضية سد النهضه بشكل أبعد من السد ، فإثيوبيا تفرض على القارة الإفريقية نوعًا جديدًا من العلاقات والسياسات بين الدول الإفريقية بعضها البعض، والتى لا أعتقد أن أديس أبابا مؤهلة لأن تضع مثل هذه السياسات».

وأوضح أن إثيوبيا تحاول فرض سياسة الأمر الواقع، وهو ما يمثل انتهاكًا صريحًا لميثاق الاتحاد الإفريقى ومن قبله منظمة الوحدة الإفريقية، كما تحاول إثيوبيا أيضًا فرض مبدأ آخر فى العلاقات الإفريقية- الإفريقية، وهو الدخول فى المفاوضات بسوء نية وليس حسن نية، معتبرًا أنه كان يمكن حل مشكلة سد النهضة إذا ما كانت إثيوبيا قد دخلت المفاوضات بحسن نية بعيدًا عن سياسة فرض الأمر الواقع.

ولفت إلى أن من أهم المبادئ التى قامت عليها منظمة الوحدة الإفريقية، ومن بعدها الاتحاد الإفريقى، تعزيز التضامن الإفريقى، وهو من المبادئ التى كانت مصر رائدة فيها، مشددًا على أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أصر على أن يكون مقر منظمة الوحدة الإفريقية فى أديس أبابا حتى تكون رابطًا بين شمال إفريقيا وإفريقيا السمراء.

مؤكدا إن الدعم العربي الهام والضروري في هذه المرحلة حتى يتم تشكيل جبهة ضغط من خلال المنظمات الدولية ومنها الاتحاد الأفريقي، وهو ما تم من الوزير سامح شكري من خلال اتصالات وزيارات عديدة قام بها مسئولين مصريين وعلى رأسهم الرئيس السيسي.

وذكر أن مصر والسودان استفذا محاولاتهما فيما يتعلق بملف سد النهضة، واتجها لمجلس الأمن، فالتصرفات الأحادية من قبل إثيوبيا وفرض الأمر الواقع مخالفة واضحة وصريحة للقانون الدولى وتسبب تداعياتها أضرار كثيرة، وتعتبر نوعًا من أنواع العدوان، وعلى الأمم المتحدة تولى مسئولية حفظ الأمن والسلم.

ورأى أن المشهد الإنشائي للسد لا يسمح بإتمام الملء الثاني على النحو الذي هددوا به، لافتا أن الدولة المصرية ستتيح الفرصة لعدة سيناريوهات أولها إجراء اتصالات دولية بشأن قضية سد النهضة والذي يحدث حاليا بتواصل الرئيس السيسي مع نظرائه الدوليين مما قد يكون مدخلا لمنع المواجهة.

ولفت إلى آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي، استغل مأساة ملف سد النهضة للتغطية على ما يحدث في تيجراي وتأجيل الانتخابات المرتقبة الشهر الجاري.

وأكمل النوبي ، أن إقليم شرق أفريقيا والقرن الأفريقي مرتبط بمصالح دول أوروبية، وكذلك مرتبط بأمن عدد من الدول، والرئيس السيسي أكد بأن أي تهديد سيؤثر على عدة مناطق أمن البحر الأحمر والخليج مرتبط بالقرن الأفريقي.

وتابع أستاذ السياسات الدولية المساعد بجامعة واشنطن ،والمستشار السياسي الخاص للرئيس الامريكي الاسبق باراك اوباما ، أن هناك اهتمام إقليمي ودولي بالنسبة لملف سد النهضة، كما أن مبعوث الولايات المتحدة للقرن الأفريقي زار دول الخليج، كما أن مصالح أمريكا وأوروبا مهددة في هذه المنطقة، قائلا:” أهم ما في المشهد الراهن أن مصر تضع المنظمات الدولية والإقليمية في صوة الأحداث لأنها تعلم أن قواعد القانون الدولي تكفل لها الدفاع عن أمنها القومي بالشكل الذي تراه مناسبًا.

وأردف الحبيب النوبي ، أن مصر قادرة على حماية مصالحها وأمنها القومي، كما أن مصر خاضت 10 سنوات من التفاوض فأصبح واضحا للعالم من المتعنت في التفاوض ومصر ليست ضد بناء السد من الأساس ولكن يتم بتنسيق مع الدول الموجودة على نهر النيل وكيف تتجاهل إثيوبيا مصر الشعبين المصري والسوداني والماء قضية وجود وحياة بالنسبة لمصر والسودان.

وشدد على ضرورة أن يكون هناك موقف إفريقى حاسم يعالج بصرامة السياسات التى تحاول إثيوبيا القيام بها بانتهاك مبادئ الاتحاد الإفريقى، متابعًا: «على الدول الإفريقية إدراك النوع الجديد من السياسات فى العلاقات الإفريقية- الإفريقية، والذى تحاول إثيوبيا فرضه، والذى قد يكون سببًا فى زيادة التوتر بين دول القارة، وهو ما قد يتم استغلاله من الدول الخارجية التى تحاول التغلغل فى القارة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights