منوعات

عودة ” تحالف الأخوة ” بعد ثماني سنوات ، و لكن الثمن الذي سيدفعه “بينيت” مقابل ذلك قد يكون أغلي من أي وقت مضي .

ترجمه : ماريا ممدوح ميخائيل
عودة ” تحالف الأخوة ” بعد ثماني سنوات ، و لكن الثمن الذي سيدفعه “بينيت” مقابل ذلك قد يكون أغلي من أي وقت مضي .
إذا لم تكن هناك تغييرات ، فسيصبح “بينيت” رئيسًا للوزراء مساء الأحد بعد التنصيب في الكنيست ، وبدون التناوب مع “لبيد” ، لم يكن هذا ليحدث. كما في التعاون السابق بين الاثنين ، فإن الضحايا الرئيسيين هذه المرة هم “نتنياهو” والحريديم ، لكن عواقب انتهاك الوعد الانتخابي قد تكون وخيمة .
ردد رئيس حزب ” يميناه” “نفتالي بينيت ” جملة واحدة مراراً و تكراراً في الحملة الانتخابية للكنيست الـ 24. في الجولات والمقابلات وأشرطة الفيديو الخاصة بالحملة . كان هناك التزام في كل منهم بأنه لن يسمح ل”يئير لبيد” أن يكون رئيسا للوزراء ، “ولا حتى بالتناوب” ، على حد تعبيره . النهاية معروفة بالفعل: إذا لم تكن هناك تغييرات ، فسيصبح “بينيت” رئيسًا للوزراء مساء الأحد بعد التنصيب في الكنيست ، وبدون التناوب مع “لبيد” ، لم يكن هذا ليحدث. بعد ثماني سنوات من ” تحالف الأخوة ” الشهير – ها هو يعود مرة أخرى .
في عام 2013 ، بعد انتخابات الكنيست الثامنة عشرة ، صاغ “بينيت” و”لبيد” اتفاقًا مشتركًا ، بموجبه يدخل الحزبان في الحكومة معًا. نشأ التحالف بين الاثنين بعد أن لم يهاتف “نتنياهو” رئيس حزب “البيت اليهودي” آنذاك . كان “بينيت” يتوقع أن يكون الشريك الطبيعي والأول لدخول الحكومة التي يرأسها. حقيقة أنه أوصى به للرئيس لم تساعد أيضا. كل يوم عانى “بينيت” المزيد والمزيد من الإهانات. “نتنياهو” لم يكلف نفسه عناء الاتصال به ، ورفض حزب “الليكود” التحدث معه وقاطعه ، وفي كل صباح كان يستيقظ في عناوين الصحف التي تحسب عدد الأيام التي لم يتلق فيها مكالمة هاتفية من “بلفور” .
التفت “نتنياهو” إلى “لبيد” لكن الأخير رفض الدخول في الحكومة بدون “بينيت” ، وعندما حاول “نتنياهو” التحدث مع “بينيت” – قال له الأخير: “فقط مع لبيد”. استسلم رئيس الوزراء في النهاية. فاز تحالف الإخوة ، وانطلقت الحكومة ، وكان هناك: نتنياهو ، ولبيد ، وبينيت ، وليبرمان ، وتسيبي ليفني. بعد ذلك بعامين انهارت ، وذهبت دولة إسرائيل إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى .
الضحايا الرئيسيون في ذلك الوقت كانوا حزب “شاس” و حزب “يهودت هاتوراة” . تم تصنيف “لبيد” و”بينيت” في صحافة الحريديم على أنهما “أعداء” وكانت الحكومة تسمى “الجكومة المرتدة ” . كان مشروع القانون ، والتخفيضات في ميزانيات المعاهد الدينية ومخصصات الأطفال ، والدراسات الأساسية في المؤسسات التعليمية ، مجرد بعض من القائمة التي تسببت في تحرك قادة الأحزاب الحريدية بشكل غير مريح في المعارضة. تعرض “بينيت” لانتقادات كبيرة بسبب تحركاته المشتركة مع “لبيد”. منذ ذلك الحين ، في كل مقابلة تقريبًا في وسائل الإعلام الحريدية ، التزم بشيء واحد: “لن يحدث مرة أخرى” .
وها هو يحدث مرة أخرى. ما أشبه الليلة بالبارحة ، يشترك في هذا التحالف اثنان من أصحاب المصلحة السياسية الواضحة الذين يعملون لضمان ما يريدون. “بينيت” الذي اندفع إلى منصب رئيس الوزراء و “لبيد” الذي آراد بشدة طرد “نتنياهو” .
كما لو كانت إعادة ، هذه المرة أيضا الضحايا الرئيسيون هم “نتنياهو” و الحريديم. نكث “بينيت” بوعود لا حصر لها في طريقه إلى تحقيق حلمه الشخصي ، والحركة التي قادها مع “لبيد” هذه المرة لها عواقب وخيمة أكثر وربما مدمرة بالنسبة له: “نتنياهو” سيتنحى عن منصب رئيس الوزراء ، ويجلس الحريديم في المعارضة. وحتى لو صمد ” تحالف الاخوة” هذه المرة أكثر من المرة السابقة، فقد خسر “بينيت” الكثير في طريقه إليها ، وقد يكون الثمن السياسي الذي سيدفعه مقابل ذلك أكثر تكلفة من أي وقت مضى .

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights