عربي وعالمي

الأزمات الأمنية في نيجيريا، خمس تهديدات مختلفة.

ترجمة – ماريا جرجس وديع

تواجه نيجيريا موجة أزمات أمنية مختلفة متداخلة لا مثيل لها من حركات الاختطاف إلى حركات التمرد المتطرفة، حيث تعرض تقريبا كل ركن من اركان الدولة إلى العنف والجريمة.
وأفاد أودو بولاما بوكارتي، كبير المحللين في شؤون أمن الساحل في معهد توني بلير، حيث يهدد نطاق انعدام الأمن نسيج المجتمع النيجيري ذاته “إنه مع كل هجوم فقدت أرواح بشر أو تدمرت حياتهم بشكل عام و قد تضائل إيمانهم بالديمقراطية في البلاد”.
قد وعد محمد بخاري عندما تم انتخابه فى ٢٠١٥م، أنه سيحمي المواطنين من الأرهاب والجرائم ولكن لم يتبق سوى أقل من عامين على فترة ولايته الأخيرة فى المنصب وأصبحت البلد أكثر اضطرابا مما كانت عليه منذ عقود.
ربط البعض بين الأرتفاع الأخير في انعدام الأمن والفقر المدقع فى أنحاء البلد. إن نسب بطالة الشباب الحالية فى نيجيريا تصل إلى ٣٢,٥٪. حيث تقع البلاد فى منتصف واحدة من أسوء الحالات الأقتصادية خلال ٢٧ عاما.
فيما يلى الخمس تهديدات الأمنية الكبرى لنيجيريا:
*الجهادية*
يعترف البخاري الآن أن حكومته فشلت في إيقاف حركات التمرد الذي بدأت فى الشمال الشرقي على الرغم من ادعائه خلال العام الأول من ولايته منصبه أنه تمكن من هزيمة الجماعة الإسلامية المتشددة بوكو حرام “هزيمة فنية”.
حيث أنه فى الواقع تتوسع بوكو حرام داخل مناطق جديدة وتستفيد من فقر نيجيريا والتحديات الأمنية لتعزيز أيدولوچيتها المتطرفة. أنه بنهاية عام ٢٠٢٠ قد أسفرت الجماعة مصرع ٣٥٠,٠٠٠ شخص وأرغموا الملايين على ترك ديارهم وذلك وفقا لما ذكرته الأمم المتحدة.
تشن جماعة بوكو حرام غارات مميته وفي بعض الحالات ترفع علمها وتفرض احكامها المتطرفة على السكان المحليين انها تفرض ضرائب على المزارع وبيع المنتجات الزراعية. إن سوق الأسماك العالمي الذي كان مزدهرا في السابق في شاد باسين الآن تسيطر عليه الجماعة.
أصبحت التحديات اصعب بسبب المساحات الغير خاضعة للحكم النيجيري حيث أنها مناطق بعيدة ومهمشة بشكل كبير حيث يمكن أن تعذب المجتمعات الريفية دون الخوف من الأنتقام.
إنه في السنوات الاخيرة، جماعة منشقة و متحالفة مع الدولة الإسلامية، يسمى الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا، وفقد تفوق على جماعه بوكو حرام من حيث الحجم والقدرة.
وهو يصنف الآن من بين أكثر الجامعات التابعة لتنظيم الدولة الاسلامية الأكثر نشاطا في المنطقة.
قاومت الجامعتين حتى الآن العمليات العسكرية الحكومية.
*اشتباكات بين الرعاة والمزارعين*
حيث يوجد خلافات عنيفة لعدة سنوات بين الرعاة الراحلين والمزارعين في نيجيريا.
وقد تفاقمت الخلافات حول استخدام الأرض والمياه وكذلك طرق الرعي بسبب تغير المناخ وانتشار الصحراء الكبرى، حيث يتحرك الرعاة كثيرا في الجنوب باحثين عن مرعي. لقى الآلاف حتفهم في الاشتباكات على الموارد المحددة.
وسجلت ولاية بينو الواقعه في وسط البلاد أكثر الهجمات الدموية. حيث أنه في الآونة الأخيرة أسفر عن فتح المسلحون النار على معسكر الهاربين من الصراع مقتل سبعة أشخاص ، كما ألقى البعض اللوم على الرعاة في اختطاف الناس والمطالبة بفدية.
*اللصوصية والاختطاف*
واحدة من أكثر التهديدات المخيفة للعائلات في نيجيريا هى الخطف المتكرر لأطفال المدارس حيث يتم اختطافهم من فصولهم ومن المنازل الخشبية. حيث أنه تم اختطاف أكثر من ١٠٠٠ طالب من مدارسهم في ديسمبر 2020 وأنه قد أطلق سراح الكثيرين ولكن بعد دفع آلاف الدولارات فديه.
وأشار إلى بعض الخاطفين في نيجيريا بأسم قطاع الطرق. هؤلاء المجرمون يقتحمون القرى و يختطفون المدنيين ويحرقون المنازل.
ارغمت هجمات قطاع الطرق الآلاف من الناس على الفرار من منازلهم والبحث عن مأوى في أجزاء آخرى من الدولة.
إن الشمال الغربي بؤرة هذه الهجمات. في ولاية زمفرا وحدها أكثر من ٣٠٠٠ شخص قتلوا في عام ٢٠١٢ ومازالت الهجمات مستمرة وقد اغلقت المئات من المدارس بعد عمليات الأختطاف في مدارس زمفرا . وولاية نيجرا حيث تم اختطاف الأطفال التي لم يتجاوز عمرهم ثلاث سنوات.
كل الأدلة تشير أن عمليات الاختطاف المربحة في نيجيريا تتوسع في مناطق كانت آمنة سابقًا – ويبدو أنها خارجة عن سيطرة جيش البلاد. إنه يشكل تهديدًا حقيقيًا للتجارة والتعليم ، فضلاً عن المجتمعات الزراعية في البلاد.
*تمرد انفصالي*
تشتبك مجموعة انفصالية تسمى السكان الأصليون في بيافرا (إيبوب) مع وكالات الأمن النيجيرية. يريد إيبوب أن تنفصل مجموعة من الولايات في الجنوب الشرقي ، تتكون أساسًا من أفراد من جماعة الإيغبو العرقية ، وتشكل دولة بيافرا المستقلة.تأسست المجموعة في عام 2014 على يد نامدي كانو ، الذي اعتقل مؤخرًا ومن المقرر أن يواجه المحاكمة بتهم الإرهاب والخيانة. كان اعتقاله بمثابة ضربة كبيرة للحركة.

فكرة بيافرا ليست جديدة. في عام 1967 ، أعلن زعماء المنطقة قيام دولة مستقلة ، مما أدى إلى حرب أهلية طاحنة ومقتل ما يصل إلى مليون شخص.

اتُهم أنصار حركة نامدي كانو بشن هجمات مميتة على المكاتب الحكومية والسجون ومنازل السياسيين وقادة المجتمع.

تعهد الرئيس بوهاري بسحق إيبوب. في الشهر الماضي ، غرد أن “أولئك الذين يسيئون التصرف اليوم” سيتم التعامل معهم بـ “اللغة التي سيفهمونها”.

تمت إزالة المنشور عبر تويتر لانتهاكه قواعده بعد أن واجه السيد بخاري رد فعل عنيف على الإنترنت. وأدى الحادث إلى تعليق موقع تويتر في نيجيريا.
*نشطاء النفط* .
إن إنتاج النفط جنوبا اصبح التحديات الأمنية فيه ليست بشئ جديد.
إنها أكبر مصدر عائد للتصدير الخارجي في نيجيريا. المسلحون في دلتا نيجرو هائجون منذ فترة طويلة للحصول على الفائدة الأكبر.
إنهم يدعون أن غالبية النفط من إقليمهم وأن الأثار الناجمة عن استخراجها دمرت بيئتهم وجعلت من المستحيل عليهم الصيد أو الزراعة. لسنوات ضغط المسلحين على الحكومة بأختطاف العاملين بالنفط ونشب صراعات مع أفراد الأمن والبنية التحتية النفطية مثل خطوط الأنابيب. أشار الرئيس السابق عمر موسى يارادوا أنه لمعالجه هذا يجب شن برنامج عفو رئاسي في 2009 الذي يوضح النهايه الرسمية لمسلحي دلتا نيجر ولكن جماعة كلات المسلحة ما زالت تشكل تحديات أمنية في الاقليم ومسؤولي الصناعة حذروا ان هذا التتشد سيتصاعد مرة أخرى.

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights