منوعات

انهيار مبنى ميامي: رجال الإنقاذ يبحثون في جيوب هوائية.

ترجمه : اسراء محمد عباس
في المشهد الحالي، يتشبث عمال الإنقاذ بآمالهم في العثور على ناجٍ ” معجزة ” فى فجوات تحت ركام مبنى سكنى فى فلوريدا إنهار منذ خمسة ايام.

كما قال رئيس الإنقاذ من الحرائق في ميامي_ديد، أندي ألفاريز، أن “جهداً محموماً” يجري للوصول إلى أي جيوب هوائية يمكن أن ينجو منها الناس.

ولم يتم إنتشال أحداً حياً من الموقع منذ يوم الخميس عندما انهار المبنى فى سيرفسايد شمال ميامى.

هذا وقد لقى ما لا يقل عن 11 شخصاً مصرعهم.

ولا يزال أكثر من 150 شخصاً في عداد المفقودين، ويقول المسؤولون إنهم يرفضون التخلي عن الأمل.

ومن جانبها، قالت دانييلا ليفين كافا، رئيسة بلدية مقاطعة ميامي ديد ، لوسائل الإعلام: ” أولويتنا القصوي هي مواصلة عملية البحث ، وإنقاذ ما يمكننا إنقاذه من الأرواح ” . وفي مَعرِض حديثها عن الأزمة، أضافت أن “عملية البحث والإنقاذ مستمرة “.

وعلى صعيد آخر، يبحث رجال الإنقاذ بين الانقاض فى حرارة شديدة ورطوبة عالية، وقد تباطأت الجهود الأولية بسبب عدة حرائق في الحطام.

هذا وقد انضمت إلى أطقم الطوارئ التابعة للولايات المتحدة فرق من إسرائيل والمكسيك للمساعدة في العملية المضنية على مدار الساعة، وحركت الماكينات ألواح كبيرة، وتم بناء خندق بطول 125 قدم (38 متر) وعمق 40 قدم لمساعدتهم على الكشف عن أي جيوب هوائية محتملة في حطام المبنى المكون من 12 طابقا.

إلى جانب ذلك، وصف رئيس بلدية سورفسايد،تشارلز بوركيت، سابقًا كيف أن المبنى قد “تحطم”، مع مساحات كانت 10 أقدام أو أكثر انخفاضًا إلى “أقدام فقط”.

وأشار السيد ألفاريز خلال حديثه لشبكة اي بي سي نيوز انه تم العثور بالفعل على عدد من الفراغات. وقال إن الرافعات الضخمة التي تم إحضارها إلى الموقع تساعدهم الآن على “صفح هذا المبنى، مثل البصل تقريباً، حتى نتمكن من الدخول مرة أخرى، والعثور على تلك الفراغات التي نعرف أنها قد تكون هناك وإنقاذ هؤلاء الناس.

كما تُستخدم الكلاب الشمّامة وأجهزة التنصّت للبحث عن علامات الحياة. لكن حتى الآن، لم يكشفوا عن أي ناجين.

وفى هذا الصدد، قال ماغي كاسترو ، المسعف في قسم الاطفاء في مقاطعة ميامي ديد، لوكالة فرانس برس “سمعنا حطاماً متساقطاً، و دوي معدناً “، بينما “لم نسمع أصواتا بشرية” .

من هم الضحايا؟

وقد ذكر المسؤولون أسماء ثمانية من الضحايا ال11 حتى الآن ويدعون : جلاديس لوزانو ، 79 عاماً ، وزوجها انطونيو ، 83 عاماً، وستايسي فانغ، 54 عاما؛و مانويل لافونت، 54 عاما أيضاً؛ و ليون أوليوكوفيتش، 80 عاماً؛ و كريستينا بياتريز الفيرا، 74 عاماً؛ و لويس أندريس برموديز، 26 عاماً ووالدته آنا أورتيز، 46 عاماً.

وتم انتشال ابن السيدة فانغ ، 15 عاماً، حياً من تحت الأنقاض.

من جهته، قال مدير شرطة ميامى ديد، الفريدو راميريز الثالث، يوم الاثنين، في هذا الشأن أن المحققين سيستخدمون اختبارات الحمض النووى السريعة عندما يكون ذلك ممكناً لتحديد هُوية الضحايا المتوفين الذين عُثر عليهم وسط الأنقاض.

ماذا حدث للمبنى؟

كان مبنى شامبلين تاورز ساوث يحتوى على 136 شقة وانهارت 55 منها فى وقت مبكر من يوم الخميس مما أسفر عن وجود اكوام من الحطام.

وقال المقيم باري كوهين، الذي كان في سريره في قسم من المبنى ونجا، معلقاً أنه عندما وقع الإنهيار كان أشبه بالرعد.

وأضاف: “عندما فتحنا الباب، لم يكن هناك مبنى، كان مجرد كومة من الأنقاض” .

وعلى أقصي تقدير، بدأ المحققون الفيدراليون بالفعل فى الموقع ويعملون على معرفة سبب الإنهيار وضمان الحفاظ على الأدلة.

وفى مؤتمر صحفى عقد يوم الاثنين قال حاكم ولاية فلوريدا، رون ديسانتيس، أن التحقيق الذى أجراه المعهد الوطنى للمعايير والتكنولوجيا، سيكون شاملاً “ولن يحدث خلال يوم أو يومين” .

هذا سيستغرق وقتاً طويلاً، و هو الأفق الزمني الذي يعملون عليه.

وعلى الجانب الآخر ، قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الابيض، جين بساكى، أن هناك عشرات المسئولين الفيدراليين فى مكان الحادث بمن فيهم خبراء علوم البناء ومهندسو البنية والخبراء الجيوتقنيون ومكتب التحقيقات الفيدرالى وشركة المهندسين بالجيش.

وأضافت أن الرئيس جو بايدن “يعتقد أنه ينبغي إجراء تحقيق”، لكنها لم تحدد الوكالة التي ينبغي أن تقود تحقيقاً فيدرالياً.

وبموجب قانون فلوريدا، يجب فحص المباني كل 40 عاماً، وبما أن مجمع أبراج شامبلين وضع أساسه منذ عام 1980، فإن المفتشين كانوا على وشك بدء عملية إعادة التصديق.

ولكن تم الانتهاء من عدد من التقارير عن المبنى قبل هذا التفتيش.

جدير بالذكر أن، تقرير مهندس من عام 2018، الذي تم الإعلان عنه يوم السبت، سلط الضوء على “خطأ كبير” في التصميم الأصلي للمبنى المطل على البحر المكون من 12 طابقا. وقالت ان العطل حال دون تصريف المياه بعيداً عن قاعدة المبنى.

وأشار التقرير إلى “أضرار هيكلية كبيرة” لحقت بالإنشاءات الخرسانية تحت سطح المسبح. كما أشارت إلى “تلف خرساني ” من الأعمدة والعوارض والجدران” في المرآب.

ولم يشر التقرير الى ان المبنى الذى يبلغ عمره 40 عاماً معرض لخطر الإنهيار الوشيك ، بيد ان مؤلفه المهندس فرانك مورابيتو حث على اجراء الإصلاحات الخرسانية ” فى الوقت المناسب ” .

وفي الوقت نفسه، وجدت دراسة نشرها باحثون في جامعة فلوريدا الدولية العام الماضي أن المبنى كان يغرق بمعدل ملليمترين سنوياً في التسعينيات، مما قد يكون أثر عليه هيكلياً.

وفي هذا الصدد، قال مؤلف الدراسة البروفسور شيمون ودوينسكي لصحيفة ميامي هيرالد “لقد رأينا أكثر من ذلك بكثير، لكنها برزت لأن معظم المنطقة كانت مستقرة ولم تظهر اي تراجع” .

وكرر البروفيسور ودوينسكي أن البحث لم يكن يهدف إلى الإيحاء باليقين بشأن الحادث الأخير.

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights