أخبار

شبكة أخبار العربية تفتح ملف تلف محصول الذرة الشامية وأثره على المزارعين في طهطا بسوهاج

متابعة / ضياء الدين اليماني

المحصول أمل المزارع وثمرة جهده :
المحصول عند المزارع ثمرة جهده طوال العام ؛ يحلم به متذ أن بذر الحبة وتعهدها ؛ ثم يظل يرعاها ويتفقدها وكأنها أحد أولاده ؛ وكلما كبر زرعه ازداد أمله ؛ ينتظر ثمرة جهده ورعايته ؛ ما أشد فرحته عندما يورق الزرع ؛ وما أعظم سعادته عندما تظهر الثمرة ؛ فهو الذي أنفق عليها من قوته وقوت أولاده ؛ وقضى وقت يومه في العمل والجد حتى يرى ثمرة جهده .

ولم يمر موسم زراعي شاق على المزارعين كهذا الموسم منذ سنوات طويلة ؛ فقد تعرض فيها المزارعون لأزمتين طاحنتين : اولهما أزمة نقص الأسمدة التي أرقت مضاجع المزارعين ؛ وحملتهم من التكاليف ما لا يطيقون ؛ وثانيهما أزمة دودة محصول الذرة التي أثرت على المحصول وأنقصت من إنتاجية الفدان ؛ وأدخلت الحزن على نفوس المزارعين عندما رأوا بأعينهم آمالهم في محصول يعوض تعبهم ومجهودهم تتلاشى بسبب دودة أكلت جهدهم وقضت على أموالهم .

رصدت شبكة أخبار العربية معاناة المزارعين بعد ظهور دودة محصول الذرة الشامية وتأثيرها على زراعتهم فكان لنا لقاءات مع مزارعين من قرى مختلفة بمركز طهطا ثم لقاء مع مسؤول الإصلاح الزراعي بالمركز .

الجمعية الزراعية والإصلاح الزراعي لا يوجد منهما أدنى متابعة :
كان اللقاء الأول مع أحد مزارعي قرية الرايينة التابعة لمركز طهطا ؛ المزارع ” م . أ . ش ” سألناه : كيف بدأت معاناته مع دودة محصول الذرة ؟ فأجاب ” بدأنا زراعة المحصول بعد عيد الفطر وبعد ارتفاع درجة الحرارة انتشرت دودة خضراء بكثرة بين المحصول فعالجنا الأمر برش مبيد للديدان اشتريناه كمزارعين ؛ لكن للأسف لم يتم مقاومة الدودة بل زاد انتشارها ؛ ورأينا الدودة البيضاء قد تحولت لخضراء كبيرة ؛ ولما سألناه هل استعملت المبيد بإشراف الجمعية الزراعية أو الإصلاح الزراعي ؟ فأجاب أن الجمعية الزراعية وكذا الإصلاح الزراعي لا يوجد منهما أدنى متابعة ؛ فقلنا له فلعل المبيد الذي استخدمته كان سبباً في تفاقم المشكلة لكونه غير مناسب فلماذا لم تستشر الجمعية الزراعية قبل استعماله ؟ فأجاب : لم أذهب لكن المفترض أن تتابع الجمعية الزراعية ولا تتركنا لاجتهادنا في المقاومة وأكمل المزارع حديثه قائلاً : عند ظهور ” المسلات ” قناديل الذرة تم انتشار الدودة الصفراء داخل المحصول مما أدى لتيبس الأوراق وأصبح لونها أصفر وضمرت حبات الذرة مما أدى لنقص المحصول .

وختمنا معه بسؤاله بم تطالب الجمعية الزراعية والمختصين بالزراعة ؟
فأجاب : أطالبهم بالمتابعة والنزول للأحواض الزراعية وعدم الجلوس على المكاتب .

المبيدات مغشوشة وقمنا برش المبيدات ثلاث مرات بلا نتيجة :
وكان لنا لقاء آخر مع المزارع ” ع .ع ” من قرية السوالم التابعة لمركز طهطا ؛ ولما سألناه هل حدث تلف في محصول الذرة الذي زرعه هذا العام ؟ فأجاب : نعم حدث تلف كبير في المحصول .
ولماذا لم تتوجه للجمعية الزراعية أو الإصلاح الزراعي لتطلب منهم المساعدة ؟ قال : لا يخرج أحد من الجمعية الزراعية ولا الإصلاح الزراعي للإشراف أو المتابعة من مهندسي المكافحة .
هل استعملت مبيد مناسب لمقاومة تلف المحصول ؟
استعملنا المبيدات ثلاث مرات ولم نحصل على نتيجة .
قد يكون اختيارك للمبيد خاطيء وغير مناسب لمقاومة الآفة ؟
أنا استعملت المبيد حسب إرشاد مهندس المبيدات ولكن المبيدات للأسف مغشوشة ليس لها تأثير على الحشرات وهذا سبب المصيبة .
لماذا لم تطلب من الجمعية الزراعية المساعدة في رش الحقل ؟
الجمعية الزراعية إذا رشت فهي ترش حواف الحقل ثم تحاسب المزارع على رش جميع المساحة ولهذا لا نلجأ إليها .

مدير جمعية الإصلاح الزراعي : دودة الحشد لم تصل لحقول مركز طهطا :
وكان لزاماً علينا بعد لقاء المزارعين أن نذهب بهذه الشكاوى إلى الجهات المعنية فكان لنا لقاء مع الأستاذ مختار سيد محمد مدير جمعية الإصلاح الزراعي بمركز طهطا ؛ والذي بدأ حديثه معنا بشكر الله أن محصول الذرة في مركز طهطا لم يتعرض لدودة ” الحشد ” فلم تظهر في أي الحقول بالمركز وإلا لما تركت أخضر ولا يابس ؛ وأضاف أن المنتشر لدينا دودة القصب أو الورق وهي مثل دودة القطن وتأثيرها يقتصر على ثقب الأوراق ثم تقع على الأرض وتتحول لفراشة .

سألناه عن قول المزارعين أن الجمعيات الزراعية والإصلاح الزراعي لا يوجد منهم متابعة للمحاصيل ؟
فأجاب : أن هذا الكلام ليس له نصيب من الصحة بل نحن متواجدون نخرج ونعاين ونتابع .
لماذا لا تساعدون المزارعين في رش الحقول ؟
فقال : ليس لدينا آلات للرش لكننا نحدد للمزارع المبيد المناسب للآفة وهو يقوم باستعماله ؛ ثم أضاف أن المزارع لو أدرك المشكلة في بداية الزرع لتدارك الخطر لأن الزرع يكون قصيرا يمكن رشه ؛ لكن البعض يتكاسل حتى يطول الزرع فيصعب حينئذ رشه .

وختم الأستاذ مختار سيد قائلاً لم يمر علينا من 28 عاما موسم زراعي أصعب من هذا الموسم ؛ حيث تعرض فيه المزارعون لمشكلتين خطيرتين : الأولى نقص الأسمدة فالجمعية التي كان يصلها 12 جرار أصبح يصلها 2 جرار فقط ثم مشكلة دودة محصول الذرة الشامية ؛ وأضاف قائلاً ” كتر خير المزارعين الذين تركوا حقولهم واخذوا يبحثون عن الأسمدة في كل مكان ويجلسون أمام الجمعيات الزراعية بالساعات الطويلة ؛ فجاء ذلك على حساب عنايتهم بحقولهم وتركها بلا مراعاة ”

هذه قصة معاناة المزارعين في موسم من أشد المواسم عليهم ؛ فينبغي على كل مسؤول ألا يترك المزارع ليكون نهبا للأزمات ؛ فالمزارع رأس مال مصر التي ما قامت حضارتها إلا على الزراعة وأكتاف المزارعين .

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights