أخبار

الحرية المطلقة تساوي الانحلال ؛ وقفة مع منع مطربي المهرجانات

بقلم / ضياء الدين اليماني

تأخرت نقابة الموسيقيين كثيراً في منع ما يطلق عليهم مطربي المهرجانات من الغناء على المسارح أو المشاركة في الأعمال السينمائية ؛ ولو كان الأمر بيدي لمنعتهم من الظهور على كل وسيلة توصلهم إلى الناس ؛ فالمجتمع مسؤول عن حماية أذواق الناس كمسؤوليته عن صحتهم الجسدية ؛ بل ربما كان فساد الذوق أعظم خطراً من فساد الجسد .

ولا عبرة بكلام البعض عن الحريات ؛ والدفاع عن مروجي الفن الهابط والاحتجاج بكثرة المتابعين لهم من الجماهير ؛ وإلا لاحتج علينا مروج المخدرات بنفس الحجج ؛ الحرية في البيع والشراء وكثرة الراغبين في السلعة المدمرة ؛ ولكن المجتمع لا يقبل مثل هذه الحجج الواهية مع مروج المخدرات فلما يقبلها مع مروج العري أو البلطجة الفنية وإفساد الذوق العام ؟! ولو تدبر عاقل لأدرك أن خطر إفساد الذوق العام لا يقل بحال عن إفساد العقل ؛ بل إن إفساد الذوق العام يفسد العقل والضمير معا فيكون أشد خطراً .

من تأمل أحوال المجتمع في السنوات القليلة الماضية ؛ وما أصابه من أدواء العنف والبلطجة والتحرش وفقد الإنسانية في كثير من الأحيان ؛ لا يستطيع أن يفصل ذلك أبدا عن ثقافة البلطجة والعري التي غزت كثيراً من الأعمال الفنية ؛ وارتبطت هذه الظواهر الغريبة على مجتمعنا بظهور أعمال البلطجة وأغاني المهرجانات التافهة الساقطة ؛ وزاد الطين بلة تكريم أصحاب هذه الأعمال وأرباحهم المبالغ فيها من وراء أعمالهم ؛ ثم ظهورهم المتكرر في طائرات خاصة وسيارات فارهة وبيوت فخمة مما دفع كثير من الشباب إلى التعلق بهؤلاء والنظر إلى مستقبلهم من خلال نظارة أصحاب هذه الأعمال التي أوصلتهم لهذه المكانة المرموقة .

إن الدفاع عن سلام شبابنا النفسي وعدم تركهم فريسة لبلطجية الفن والغناء ؛ ليمثل دورا عظيما للمجتمع ؛ الذي يقوم على سواعد الشباب ؛ فكيف يبني المجتمع شباب رأوا أن البلطجة وقبيح الكلام واللحن يستطيع أن يوصلهم للمكانة المرموقة التي وصل لها أصحاب هذه الأعمال ؛ فلا مجال هنا للكلام عن الحريات الذي يدعو لترك بلطجية الفنون ينخروا في عظام المجتمع ؛ فلا شك أن المجتمعات التي خرجت فيها الحريات عن ثوابت الهوية والعادات والتقاليد الزكية تحولت الحرية فيها لانحلال .

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights