حوادث

والدة الصيادين الـ4 المفقودين بحادث مركب البرلس : ” عايزة جثث عيالي الأربعة .. شقى عمري .. راحوا في شربة ماية “

بدموع لم تنقطع وعباءة سوداء، تجلس سعدة عمارة، والدة الصيادين الأشقاء الـ 4 المفقودين في حادث مركب البرلس، على سرير بمنزلها في قرية البنائين التابعة لمركز البرلس في محافظة كفر الشيخ، حاملة صور أبنائها الأربعة، متذكرة آخر لقاء جمعها بهم قبل سفرهم للبحث عن لقمة العيش يوم الأربعاء قبل الماضي، منتظرة خبر رجوع جثثهم لتلقي نظرة الوداع عليهم، ربما قبل نحو 5 أيام لم تتوقع السيدة الخمسينية أنها لن ترى أبنائها كل هذه المدة، كما لم تتوقع أن الجثامين لن تصل حتى الآن.

سعدة: «ولادي راحوا في شربة مياه»
«مش قادرة استوعب اللي حصلي مرة واحدة، ولادي الأربعة اللي مليش غيرهم راحوا في شربة مياه، لو كنت أعرف كنت حضنتهم وخبيتهم في حضني ومخرجتهمش، مبقاش منهم غير شوية صور وذكريات وأطفالهم اللي كل لما أبص في وشهم أقول ليهم بابا هيرجع»، بهذه الكلمات عبرت والدة الصيادين المفقودين عن حزنها.

صور للشباب الـ 4 تجمعهم مع بعض، تحملها والدة الأشقاء الصيادين، وتنظر إليها منتظرة خبر يبرد قلبها: «ولادي خرجوا يوم الأربعاء، وقبل وقوع الحادث بقليل يوم الإثنين، كلموني أولادي وقاللولي خلي بالك من ولادنا يا ماما، هم أماناتنا عندك، عندي 3 ولاد متزوجين ومعاهم أولاد، وولدي الأخير خاطب وكان فرحه بعد شهور، أنا نفسي أزفه للجنة بدلا من عروسته لما يخرج الجثمان، وكمان فقدت زوج بنتي وابن أختي، يعني 6 جثث مش عارفين هما فين».

رضا الجمال:«قلبي انقهر وضهري اتكسر بعد فقدان جوزي وأخويا»
«كانوا بيجهزوا عشاء والأنبوية انفجرت قسمت مركب سيدنا الحسين نصين وولعت، وكلهم ربطوا نفسهم بالجراكن البلاستيكية، علشان يقاوموا الموج العالي لكن مقدروش، ومحيلتيش غير ولادي، نفسي بس جثثهم تخرج وأدفنهم بإيدي وألقي نظرة الوداع عليهم، ولادي مكنش عندهم غير مهنة الصيد، وبيطلعوا يقعدوا أسبوع ويرجعوا محملين بخير ربنا من الأسماك، لكن كل حاجة راحت مرة واحدة، ولادي والمركب اللي عايشين منها»، وفقا لوالدة الصيادين.

تجلس السيدة الخمسينية، بجوار زوجات أبناءها الـ 3 وبجوارهن نساء القرية لمواساتها في مصابها الكبير، وبجوارها ابنتها رضا الجمال، التي فقدت زوجها في نفس الحادث: «متجوزة بقالي 6 سنين ومعايا بنت وولد اتيتموا بدري، جوزي خرج في رحلة صيد مع إخواتي وراحوا كلهم مرة واحدة، سندي راح وضهري انكسر وقلبي انقهر على إخواتي وزوجي».

زوجة تكشف كواليس آخر مكالمة قبل فقدان زوجها: «قالي خلي بالك من العيال»
«جوزي كلمني قبل وقوع الحادث وكان حاسس بأنه هيموت، قالي خلي بالك من الولاد، قولتله هتيجي إمتى قالي مش عارف، وفجأة يوم التلات الناس كلها بتتكلم عن وقوع الحادث وجوزي وإخواته ماتوا»، بهذه العبارات تعبر جيهان علي، زوجة الصياد رمضان المفقود عن حزنها: «اترملت بدري بدري، وولادي اتيتموا بعد فقدان أبوهم محتاجة بس أشوفه للمرة الأخيرة».

لم تتمالك الزوجة إيمان حسن، زوجة أحد الصيادين المفقودين، أعصابها من البكاء والانهيار: «كلمني ووصاني على الولاد، وبعدها عرفت إنهم غرقوا وفيه مراكب دورت كتير عليهم لكن ملقوش الجثث، والدي وأخويا كانوا على المركب لكن ربنا نجاهم، كل اللي بطلبه ألقي نظرة الوداع على زوجي».

زوجة أحد المفقودين: «جوزي وأخويا ماتوا ونفسي الجثث ترجع»
رغم صغر سنها إلا أنها مطالبة بأن تتحمل مسؤوليتها تجاه طفليها بعد فقدان زوجها وشقيقها أيضا، فحالة من الانهيار تسيطر على الزوجة العشرينية فؤادة قاسم، زوجة أحد الصيادين المفقودين في حادث مركب البرلس: «الناس قالولي إن جوزك كان عايم على لوح خشب، وإنه عايش وتم نقله إلى مستشفى بورسعيد العام، لكن أهلي راحوا وملقوش حد، ومعاهم أخويا يوسف عنده 16 سنة مفقود، يعني جوزي وأخويا راحوا مرة واحدة، جوزي سابلي طفلين صغيرين وقلبي مقهور عليهم، ونفسي أشوفهم للمرة الأخيرة».

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights