أخبار

الهجوم الروسي يجتاح مُدن الجنوب الأوكراني، وإطلاق صواريخ على مدينة “ميكولايڤ”، والرئيس “بوتين” يريد مدينة “ماريوبول”، والآن يجب عليها أن تستسلم

ترجمة: سلسبيل عطية عبد السلام

في انتظار التخفيض الموعود للأنشطة العسكرية على طريق “كييڤ-تشير نيكيڤ”، ولايزال جنوب أوكرانيا يعاني من التمزق بواسطة مخالب الدُب الروسي.

وربما لم تكن القوات المُنتشرة في شمال أوكرانيا مُستعدة للتغلب على مدينة كبيرة مثل مدينة “كييڤ”، في حين أن القوات التى استُشهدت في مدينة “ماريوبول” في الجنوب كانت مُجهزة بشكل أفضل.

وليس من قبيل المُصادفة أن يغزو الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” مدينة “ميكولايڤ”، تلك المدينة القريبة من مدينة “ماريوبول” في الوقت الذي يُطالب فيه قوميو مدينة “ماريوبول” بالاستسلام.

ومع مرور الأيام، أصبحت استراتيچية “موسكو” واضحة بشكل كبير، بالإضافة إلي تأكيدها جزئيًا بالأمس من جانب وزير الدفاع الروسي “شويغو”، حيث أنها تهدف إلي احتلال ساحل بحر “آزوف” بالكامل، وتوحيد نهر “دونباس” مع شبة جزيرة “القرم”، بالإضافة إلى غزو مدينة “أوديسا”، وربط المنطقة الساحلية في مدينة “تيراسبول”، الواقعة في ولاية “ترانسنيستريا”، حيث يوجد لدى الرئيس الروسي”بوتين” آلفي جندى.

وإن قطع “أوكرانيا” عن البحر، ووضع يد “روسيا” على محطتين للطاقة النووية، ومن بينهم محطة “زابوريزهزهيا” هو الحد الأدنى لهدف “الكرملين”.

وتُعتبر مدينة “ماريوبول” الجحيم الحقيقي للصراع الروسي- الأوكراني المستمر منذ أربعة وثلاثين يومًا، حيث أن هذه المدينة الساحلية تقاوم الحصار بأقصى ما تستطيع بالإضافة إلي أن القوات المُسلحة الأوكرانية تزعم أنها أسقطت سبعة عشر مركبة روسية، بينما يواصل المُحتلون ترويع السكان المحليين بالنهب والعُنف.

وفي الوقت الحالي، لاتزال المناطق المركزية في “ليڤوبيريزني و زوڤتنيڤيي” تتمتع ببضعة أيام من الحكم الذاتي، ولكن مُناورة الحلقة للجيش الروسي تنجح، في حين أن المُقاومة الأوكرانية تضعف يومًا بعد يوم.

وعلى الرغم من الحصار، أعلنت لواء “آزوف” أنها أصابت قائد القوات الشيشانية “رسلان چيريميڤ”، المُقرب من الزعيم “قَديروڤ” والمُنظم المزعوم في عام 2015 لاغتيال السياسي الروسي “بوريس نيمتسوڤ”، خصم “بوتين”، بجروح خطيرة.

وفي مدينة “ماريوبول”، الممر الإنساني لايزال عمليًا، وأولئك الذين تمكنوا من الفرار، يفعلون ذلك بوسائلهم الخاصة.

بالإضافة إلى أنه، لايزال هناك مائة وخمسة وخمسين ألف شخص في مدينة “ماريوبول” بدون مياة للشرب منذ أيام.

وقال “المونسنيور سڤياتوسلاڤ شيڤتشوك”، رئيس الكنيسة الكاثوليكية اليونانية في “أوكرانيا” أثناء لقائه عبر الإنترنت مع “الڨاتيكان” أن: “الآن لم يتبقِ أحد ليُدفن، والشوارع مُكتظة بالمدنيين القتلى”.

كما ندد رئيس الأساقفة بالترحيل القسري ل عشرين ألف مواطن إلي “روسيا”، من بينهم حوالي مائة رهينة في مستشفي منطقة “ريڤ غوش” : “تمت مصادرة جوازات السفر ونُقل الأشخاص إلي أماكن بعيدة فى جزيرة “سخالين”.

ولاتزال مدينة “أوديسا” مُعلقة، حيث تُهدد الطائرات الحربية الروسية بالهبوط بشكل متزايد في الجو.

وانضمت كتيبة من المتطوعين بقيادة “أندريه ڤاجابوڤ”، عضو مجلس المدينة المُغامر، الذي يدعي أنه جمع بالفعل ثلاثة آلاف من الرجال، إلي القوات تحت قيادة العقيد “ڤلاديسلاڤ نزاروڤ”.

وفى غصون ذلك، أشار العقيد “نزاروڤ” إلي أن ” صفارات الإنذار المسائية وتحظيرات الخطر أصبحت هى النظام اليومي، بالإضافة إلي استمرار الروس في إجراء الاستطلاع الجوي، وخاصةً بواسطة الطائرات المُسيرة، وهذه ليست علامة جيدة”.

وصباح آمس، وعلى بُعد ما يزيد قليلاً عن مائة كيلومترات شرق مدينة “أوديسا”، عاد الجيش الروسي لمُهاجمة مدينة “ميكولايڤ”، والصواريخ التى تم إطلاقها على المدينة أصابت ” il Palazzo Della Regione “، وهو مقر حكومة “أوبلاست” متجانسة اللفظ، حيث أنه مبنى مُكون من تسعة طوابق، وقد تعرض الجزء المركزي منه للتلف.

وبعد بضع دقائق من الهجوم، قام الحاكم “ڤيتالي كيم”، الذي لم يصيبه أذي، بتصوير مقطع ڤيديو لنقل هذا الحادث، وانتُشلت جثث إثني عشر شخصًا من تحت الأنقاض، بالإضافة إلى إصابة ما لا يقل عن ثلاثين شخص.

وتوصل “رافائيل ماريانو غروسي”، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية “AIEA” إلي تقييم مأساة “تشيرنوبيل” النووية، التى طغت عليها الزيادة في مستوى تلوث الهواء الإشعاعي، بالإضافة إلى أنه سيُقدم مُساعدة فنية عاجلة لحماية منطقة الشمول، وأيضًا المرافق النووية الأخرى في البلاد.

وخلال الأربعة وعشرين ساعة الماضية، ترك الروس بصماتهم في كل مكان تقريبًا، وصُدت سبع هجمات صاروخية في مدينة “كييڤ”، ولايزال طريق “تشير نيكييڤ” تحت الحصار.

وأدت الصواريخ التى أصابت قرية “سفياتوبيتريفسكي”، الواقعة في منطقة “بوشان” إلي مقتل أربعة مواطنيين، بالإضافة إلي قيام الروس بشن هجوم على المطار في منطقة “خميلنيتسكي”، الواقعة في مدينة ” ستاروكوستيانتينيڤ”، حيث أدى هذا الهجوم إلي تدمير إمدادات الوقود.

وفي منطقة “زابوريزهزهيا”، قام الروس بإختطاف الصحفية “إيرينا دوبشينكو”، التى تم القبض عليها عندما كانت في منطقة “روزيفكا” لبضعة أيام، حيث كانت تعتنى بجدتها.

وفي غضون ذلك، بدأت “بيلاروسيا”، التى لاتزال تُحرر نفسها من أي تدخل مباشر، تدريبات لقواتها على بُعد بضعة كيلومترات من الحدود الأوكرانية، وذلك في صباح أمس وحتى يوم غد.

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights