أخبار

وزير التنمية المحلية يفتتح الدورة التدريبية الثانية للكوادر المحلية الأفريقية بالتعاون مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية

أكد اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية ، على توجيهات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى للحكومة بالعمل على دعم جهود جميع الدول الأفريقية الشقيقة في مسيرة التنمية والبناء

وقال وزير التنمية المحلية أن القيادة السياسية منذ توليها المسئولية تعطى أولوية قصوى لمساندة دول القارة في كافة المجالات التنموية وتوفير قدرات وإمكانيات مصر المختلفة لتحقيق الرخاء والتقدم للشعوب الأفريقية مع الاهتمام المستمر ببناء القدرات والتدريب للكوادر فى العديد من المجالات

جاء ذلك في كلمة وزير التنمية المحلية خلال افتتاحه الدورة التدريبية الثانية للكوادر المحلية الأفريقية بالقاهرة فى مجال التنمية المحلية واللامركزية بالتعاون مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية المصرية ، ويشارك في الدورة التي تستمر لمدة 10 أيام 24 متدرباً من 17 دولة أفريقية هي ( بوركينا فاسو – الجابون – بوروندي – جنوب السودان – غينيا الاستوائية- سيراليون – الكاميرون – الكونغو برازافيل – جزر القمر – توجو – تشاد – مالاوي – سيشل – جيبوتي – زامبيا – الكونغو الديموقراطية- موريتانيا)

ورحب وزير التنمية المحلية بالمستشارة علياء أبو النجا ممثلة الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية و قيادات وزارتي التنمية المحلية و الخارجية و ممثلي الحكومات والولايات المحلية الأفريقية و ممثلو وسائل الإعلام

وقال اللواء محمود شعراوى خلال كلمته ” يطيب لى في البداية أن ارحب بكم على أرض مصر ، قلب قارتنا الأفريقية النابضة وصاحبة الحضارة العريقة علي نهر النيل الخالد والتي تفتح ذراعيها دوما للقاء واستقبال أشقائها من الدول الأفريقية وفي عبق مدينة القاهرة العريقة صاحبة الارث الثقافي والتاريخي الممتد عبر السنيين

وأشار وزير التنمية المحلية إلى أنه كان لنجاح النسخة الأولى من دورة تدريب الكوادر المحلية الافريقية والتي عقدت في نوفمبر 2019 تزامناً مع عام الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقى،  دافعاً لنا لاستكمال جهودنا لدعم أبنائنا ومتدربينا من كوادر العمل المحلي الأفريقي، خاصة مع تعدد التحديات التي نواجهها حالياً علي الصعيدين الوطني والمحلي ، مشيراً إلى أن ذلك  يستلزم بحث تلك التحديات معاً وتبادل ونقل الخبرات والمعارف وأفضل الممارسات، والسعي من  أجل الوصول إلي حلول  ومقترحات ورؤي  مشتركة تخدم أبناء القارة مما يدعم أجندة التنمية المستدامة وطموحات القارة فى تحقيق التنمية والرفاهية لشعوبها.

وأعرب اللواء محمود شعراوي عن سعادته البالغة باستضافة هذا البرنامج التدريبي الذي يستهدف كوادر الإدارة المحلية في عدد من الدول الافريقية الشقيقة، والذي يأتي من منطلق اهتمام الدولة المصرية بقيادتها وحكومتها وكافة مؤسساتها بالعمق الأفريقي والمساهمة الفاعلة في تحقيق مستهدفات أجندة أفريقيا 2063، وترسيخ أسس ومقومات التكامل والتعاون بين دول القارة بما يحقق رفاهية شعوبها ، لافتاً إلى أنه لدي مصر يقينا راسخا بأهمية التكامل الافريقي بل إننا نعتبره قضية مصيرية في ظل ما يموج به العالم حاليا من أزمات وما يواجهه من تحديات ، ونرى أن أجندة أفريقيا 2063 بكافة محاورها تمثل أساسا لرؤية تنموية شاملة تساعد على تنظيم الجهود  والتمسك بالوحدة  وتحقيق  حلم الآباء والاجداد وتطلعات شباب  أفريقيا  للعيش في قارة مستقرة ومزدهرة تكفل الحياة الكريمة لكل أبناءها، وتثري الحضارة الانسانية وتساهم في تعزيز التسامح والمحبة والسلام لكل العالم.

وقال وزير التنمية المحلية أن كوادر وآليات الإدارة المحلية تلعب دورا محوريا في تنفيذ ومتابعة المشروعات والبرامج التنموية القومية والتي سيستعرضها زملائي بالتفصيل على مدار الأيام القادمة للورشة ، حيث تشرف وزارة التنمية المحلية على تنفيذ برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر ، وتتولي دورا قياديا في مبادرة رئيس الجمهورية لتطوير الريف ” حياة كريمة” ، وتتكامل مع الوزارات والهيئات المركزية في كافة المشروعات والبرامج التنموية الاخرى التي تنفذ على أرض المحافظات.

وأشار اللواء محمود شعراوى إلى اهتمام الوزارة بالتدريب والتأهيل المستمر لكوادر المحافظات والوحدات المحلية من خلال مركز تدريب التنمية المحلية بسقارة والأكاديمية الوطنية للتدريب والمنح الدراسية والتدريبية التي يتم تنفيذها من خلال التعاون مع عدد من شركاء التنمية الدوليين والبرامج الممولة التي تنفذها الوزارة ، حيث يتم تخريج أكثر من خمسة آلاف من كوادر الإدارة المحلية سنويا من هذا البرامج، وهو ما يعطي دفعة مستمرة لمعدلات الأداء على مستوى آليات الأدارة المحلية.

وأضاف الوزير أنه على الرغم من إن التحديات التي فرضتها جائحة كورونا أدت إلى تأجيل انعقاد النسخة الثانية أكثر من مرة للقيود على حركة السفر الدولية، إلا إننا إلتزامنا بالعمل المشترك مع أشقاءنا في أفريقيا ودعم كوادرها المحلية كان دوما نصب أعيننا ونجحنا أخيراً في  تنظيم هذا البرنامج التدريبي المكثف لنخبة من القيادات المحلية في 17 دولة افريقية بالتنسيق مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية المصرية.

وأضاف اللواء محمود شعراوى إنه مما لاشك فيه فإن كل التحديات التي يواجهها عالمنا المعاصر يجب ان يتم التصدي لها أولا علي المستوي المحلي، وهناك العديد من التحديات التي فرضتها الظروف الدولية الراهنة على دولنا وعلي المدن والمحليات الأفريقية بوصفها حائط الصد الأول في مواجهة تلك التحديات، والتي يأتي علي رأسها الأزمات الصحية التي ارتبطت خلال العامين الماضيين بجائحة كورونا ، والتي تصدت لها دولنا من خلال سياسات قامت بتنفيذها علي أرض الواقع مدننا وحكوماتنا من خلال المحافظات والمدن والأجهزة المحلية.

وتابع ” شعراوى “: يهمني كذلك الإشارة لتحدي أخر مرتبط بأزمة نقص الغذاء وإرتفاع أسعار المواد الغذائية والزراعية عالمياً وتأثيراتها على امدادات سلاسل الغذاء والوقود والأسمدة وسد الفجوات وتقليل وترشيد الاستهلاك في ظل مابعد الجائحة التي أضرت بسلاسل القيمة الغذائية ، والتي زادها اضطرابا الحرب الروسية الأوكرانية الجارية ودون مؤشرات علي قرب توقفها، تلك الازمة التي وصفها برنامج الغذاء العالمى بأنها الأزمة الأخطر منذ عام 2008.

كما أشار وزير التنمية المحلية إلى التحديات المناخية القاسية وقدرة قارتنا الأفريقية على تطوير خطة عمل لدعم قدراتها على الصمود (2022-2032)، ومواجهة القضايا الاجتماعية والاقتصادية والتنموية بل والأمنية والإنسانية المرتبطة بالتغيرات المناخية.

وأضاف الوزير: أعلم ان برنامجكم لهذة الدورة سيشمل دور التحول الرقمى في التنمية وأهميتة لتعزيز دور الإدارات المحلية في أداء مهامها الأصيلة وكذلك في مجال تقديم الخدمات للمواطنين وتقديم ابتكارات المدن الذكية التي تعمل على تحسين نوعية الحياة للسكان.

وأكد اللواء محمود شعراوى علي أهمية الشراكات الدولية والإقليمية ودورها في دعم مسيرة التنمية وتوطين أهداف التنمية المستدامة في القارة الأفريقية ، وتطوير المناطق العشوائية والتنمية الحضرية، لافتاً إلى إننا نتطلع في مصر وضمن المبادرة الرئاسية “حياة كريمة ” وهي الأهم في تاريخنا المعاصر إلي تطبيق مفهوم التنمية الشاملة للنهوض بمقدرات وتحسين ظروف معيشة 58 مليون مصري يعيشون في الريف المصري، ونتطلع ليوم تنتقل تلك التجربة لبلداننا الأفريقية في إطار الأمل المنشود لتوفير حياة كريمة لكل أفريقي من سكن كريم وصحة وتعليم وبنية أساسية وفرص للعمل الائق.

وقال “شعراوى” أن كل هذه الموضوعات الهامة  تم ادراجها على البرنامج التدريبى الحالي للكوادر العليا المحلية الأفريقية والتي يتم تناولها عبر عدد من الحلقات النقاشية بحضور نخبة متميزة من الدبلوماسيين وممثلي الوكالات وهيئات الأمم المتحدة المتخصصة، وكوادر قيادات وخبراء التنمية المحلية، وكبار مسئولي الوزارات المصرية المعنية وعدد من الأكاديميين والمتخصصين في المجالات سالفة الذكر لتحقيق أقصى استفادة ممكنة وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة بما يعم بالفائدة على الجميع.

وثمن وزير التنمية المحلية الدور البارز الذى تلعبه الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية وسفاراتنا في الخارج من خلال توفير الموارد والتسهيلات اللازمة لإنجاح الدورة التدريبية للكوادر المحلية الافريقية بما يتلائم مع مكانة مصر ودورها الهام في خدمة أبناء القارة الأفريقية وأعرب الوزير عن تطلعه لاستمرار هذا التعاون والتنسيق الفعال لخدمة اشقائنا في القارة الافريقية على مختلف الأصعدة.

وفى ختام كلمته قال اللواء محمود شعراوى ” أجدد التحية لكم وأرحب بكم في بلدكم الثانى مصر وأعاهدكم بوضع كل خبراتنا و معارفنا بما يحقق أهداف البرنامج التدريبى مع تمنياتى لكم بإقامة طيبة في القاهرة وأدعوكم لزيارة معالمها والتعرف علي ما تحقق من انجازات في كافة المجالات خلال الأعوام القليلة الماضية ، واتمني لبرنامجكم التدريبي النجاح واشكر القائمين علية، وان تتكلل مجهوداتنا ومجهوداتكم بالنجاح والتوفيق”.

ومن جانبه رحب المهندس صلاح شحاتة مساعد وزير التنمية المحلية للبنية المعلوماتية والتدريب بالكوادر الأفريقية في بلدهم الثاني مصر مهد الحضارات وملتقي الثقافات وقاطرة التنميه في أفريقيا والشرق الأوسط، وأعرب المهندس صلاح شحاتة عن سعادته لتكرار التجربة الناجحة للدورة الأولي للكوادر الأفريقية التي عقدت في شهر نوفمبر 2019 و تم تنفيذها في مركز التنمية المحلية بسقارة لمدة أسبوعين بمشاركه الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية وعدد من المنظمات الدولية لعدد 27 متدرب من 21 دولة أفريقيا تحت رعاية القيادة السياسية وبتوجيه واهتمام بالغ من وزير التنمية المحليه.

وأشار مساعد الوزير إلي ما حققته تلك الدورة من نجاح وعائد كبير لما للحكومات المحلية في أفريقيا من أهمية في تنفيذ الرؤية الإستراتيجية للدول والقيام بدور داعم للتنمية، تتجلى فيه أكثر الآليات في رفع كفاءة أداء الخدمات وحسن تخطيطها ورقابة تنفيذها وحوكمة عملياتها واجراءاتها وتواصل مباشر مع المواطنين ومشاركته في التنميه بما يلبي احتياجاته وطموحاته ويصنع مستقبل افضل يستحقه.

وقال المهندس صلاح شحاتة أن مركز التنميه المحلية بسقارة وقع بالفعل في الأقصر 2022 بروتوكول تعاون مشترك مع أكاديمية ( الجا ) الأفريقية لتدريب الكوادر الأفريقية في مصر وبناء منصه تدريب عن بعد في أفريقيا وسيتم تفعيله في أقرب  وقت.

وأضاف مساعد وزير التنمية المحلية:  تنبع أهمية وفلسفة التدريب على زيادة المعارف واكتساب المهارات و بناء القدرات والتي تمثل أولوية  أولي في الاستخدام الأمثل للموارد البشرية بإلإضافة الى تعزيز العلاقات وتبادل المعلومات ونقل  الخبرات والاستفادة من التجارب الملهمة والناجحة ومناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك المطروحة اقليمياً ودولياً في عصر التطور الهائل لتكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي في الخدمات عصر تحليل المعلومات واستخدام البيانات الضخمة في عالم سريع التغيير والتقلب نواجه فيه نفس التحديات ولنا نفس الاهتمامات.

وأوضح المهندس صلاح شحاتة  ان هذه الدورة التدريبية تتيح دراسة التجربة المصرية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مصر في إطار رؤيه مصر ٢٠٣٠ ومبادرة بناء الانسان المصري، غيرها من المبادرات المصريه التي يشيد بها العالم والمنظمات الدولية المرموقة بما يسرع من وتيره تحقيق أهداف رؤيه مصر أفريقيا 2063 للتنميه المستدامه, وأن تنعم القارة بحلول هذا التاريخ  بالازدهار المبني على النمو الشامل والتنمية المتكاملة و أن تكون أفريقيا قارة متكاملة اقتصاديا تعتمد على الرؤية الأفريقية الشاملة للنهضة في ظل المتغيرات العالميه والمواثيق الأممية وبسواعد ابنائها وخبراتهم المكتسبة وسعيهم نحو العلم والمعرفه.

ومن جانبها قالت المستشارة علياء أبو النجا ممثلة الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية ان الوكالة تضع بناء القدرات والتدريب والتأهيل للكوادر الأفريقية علي رأس أولوياتها ، وأضافت ان الوكالة تعمل في ٣ قارات بالعالم ولديها برامج في حوالي ٨٠ دولة ، مشيرةً الي أن قارة أفريقيا لها أولوية مطلقة وقصوي في برامج التعاون والأنشطة التي تتيحها الوكالة المصرية.

وأوضحت المستشارة علياء أبوالنجا أن الوكالة تعمل في ٤ مجالات رئيسية أولها مجال المنح الدراسية للطلاب الأفارقة في مجالات الطب والهندسية والاقتصاد والعلوم السياسية، وهناك حوالي ٥٧ طالب أفريقي يتواجدون الآن بالقاهرة في منح دراسية.

وأضافت ان المحور الثاني يتمثل في تقديم المساعدات الإنسانية للدول الأفريقية في أوقات الجوائح والزلازل ومكافحة فيروس كورونا ، مضيفة ان المحور الثالث يتمثل في إرسال الخبراء المصريين في مجالات الطب والاستراتيجية ومدرسين لعبة عربية ، كما أن هناك مستشفيات مصرية في عدد من الدول القارة من بينها الجابون وبروندي وقريبا سيتم إنشاء مستشفي في سيراليون.

وقالت المستشارة علياء أبوالنجا ان المحور الرابع خاص ببناء القدرات والذي توليه الوكالة أهمية قصوى للاشقاء الأفارقة لمواجهة التحديات التي تواجه الدول الأفريقية وتتطلب منا جميعا التعاون.

وأكدت ممثلة الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية ان الدورة التدريبية ستشهد عدد من المحاضرات في موضوعات مهمة مثل إدارة المياه ووقف الهدر الغذائي والتجربة المصرية في المبادرة الرئاسية حياة كريمة والتي تهم ملايين الأسر المصرية في قري الريف المصري

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights