شهقة الملوخية وكسر القلة خلف المكروهين .. عادات فرعونية موجودة حتى الآن
كتب دكتور/ ياسر أيوب ثابت
على الرغم من أن المصريين القدماء عرفوا بأصالة حضارتهم التى مازل نكتشفها حتى الآن، إلا أنهم تميزوا أيضا بعادات وتقاليد نمارسها فى العصر الحديث، باختلاف الحقب التاريخية من (فرعونية، قبطية، وإسلامية)، ويستمر الإنسان المصري في توريثها.
ومن أبرز العادات التى ورثها المصريون عن الفراعنة ومازالوا يمارسونها حتى اليوم دون علم منهم بأصلها.
١- التصدق على الفقراء
ترسخت تلك العادة عند المصريين القدماء منذ آلاف السنين، حيث اعتقد الفراعنة أن “ماعت”، إلهة الحق والعدل عند قدماء المصريين، تعطى مكافأة كبيرة لمن يساعدون الفقراء .
٢- عادات الطعام
كان المصرى القديم يفترش الأرض أثناء تناوله الطعام، حيث كان يرفع إحدى ركبتيه عن الأرض، ويجلس دون أن يسند ظهره، حيث كان يتناول المصرى القديم 3 وجبات يوميًا، منها واحدة يجب أن يتجمع فيها أفراد الأسرة.
إلى جانب أن مائدة الأكل عند المصرى القديم كان لها طقوسها الخاصة فى وجباته اليومية، إذ يجب أن يتوافر في كل وجبة الخبز والجعة “أى شراب الشعير”، وهو ما يحتفظ به المصرى في عصرنا الحديث من عادات، لكنه استبدل “شراب الشعير” بالمشروبات الغازية والعصائر.
وأحب المصري القديم تناول الملوخية، فكان للنساء عادة “الشهق” عند وضع الثوم على الملوخية عند طهيها؛ اعتقادًا بأن هذا الفعل يضفى على الملوخية الطعم المميز لها، وهذا ما ظلت النساء المصريات تتبعه من عادة طهى الملوخية.
٣- العزاء فى الأربعين للمتوفى
تعتبر عادة مصرية منذ عهد القدماء المصريين ، فقد كانت مربوطة بطقوس التحنيط، حيث كانت تأخذ 40 يوما للاكتمال، وفى اليوم الأربعين تستطيع الروح أن تتحرر وتسافر إلى العالم الآخر بعدما تطمئن أن الجسد محفوظ فى مكان أمين، وذلك الأمر مشابه لعصرنا هذا، حيث يتم الذهاب إلى قبر الميت وإحياء ذكراه بعد موته بـ40 يوما، وفى ذكرى وفاته، وفى ذكرى الأربعين، يجتمع أهل الميت ويبدأون في قراءة القرآن وذكر الله ترحما على روح الميت، ولا ينزعون اللبس الأسود إلا بعد الأربعين.
٤- السبوع
يعود أصل عادة إقامة “سبوع” لكل طفل بعد 7 أيام من مولده للاحتفال به والترحيب به فى الأسرة إلى القدماء المصريين ، حيث كانوا يقومون خلال ذلك اليوم بـ”هز” أو تحريك الطفل يمينا ويسارا داخل “غربال”، وذلك بهدف إبعاد الأرواح الشريرة عنه؛ وكان ذلك الاحتفال يتم بعد 7 أيام من مولد الطفل لأن المصريين القدماء يعتبرون أن رقم 7 يجلب الحظ الجيد.
٥- كسر “قلة” وراء العدو أو أى شخص لا نرغب فى رؤيته مجددا
أصل ذلك الاعتقاد يعود إلى عصر القدماء المصريين حيث اعتقد المصريون القدماء أن تحطيم إناء أو قدر فخارى وراء شخص لا يحبونه من شأنه أن يعمل على التخلص من الطاقة السلبية والأرواح الشريرة التى تحيط بذلك الشخص وإبعاد الحظ السيء الذى من الممكن أن ينتج عن زيارته.
٦- شم النسيم
توارث المصريون عادة الاحتفال بشم النسيم عن الفراعنة، الذين كانوا يحتفلون به منذ نحو 4500 عام، وكان الفراعنة يقومون خلال ذلك اليوم بتقديم السمك المملح أو “الفسيخ” والخس والبصل كقرابين للآلهة خلال موسم الحصاد، وكان من عاداتهم الأساسية خلال ذلك اليوم الخروج إلى الحدائق والمتنزهات وتلوين البيض وتجهيز أطعمة مثل الرنجة والفسيخ والسردين، وهى نفس العادات التى يقوم بها المصريون حتى اليوم بالضبط.
٧- عدم ترك الشبشب مقلوبا
ذلك الاعتقاد يعود تاريخه إلى آلاف السنين، حيث كان القدماء المصريين يعتقدون أن ترك الشبشب أو النعل مقلوبا يعد إهانة للآلهة، إذ أنه بمثابة وضع الشبشب فى وجه الآلهة، وهو الأمر نفسه حيث يعتقد المصريون أن ترك الشبشب مقلوبا يجلب الحظ السيء والنحس؛ لذلك فإن تركه مقلوبا يعد من المحرمات فى الكثير من البيوت المصرية.