هل تتأثر مصر بفيضانات السودان بعد إعلان الإنذار الأحمر؟ خبراء يجيبون

أعلنت وزارة الري في السودان حالة الإنذار الأحمر على طول الشريط النيلي في عدد من الولايات، بعد أن تجاوز منسوب مياه النيل في العاصمة الخرطوم حاجز الـ 17 مترًا، وهو مستوى يفوق الحدّ الخطر المعتاد البالغ 16.5 متر، ما دفع السلطات السودانية إلى إصدار تحذيرات عاجلة بضرورة إخلاء المنازل القريبة من ضفاف النيل ونقل المواشي إلى مناطق بعيدة عن مجرى المياه.
هذا التطور الخطير أثار تساؤلات في الأوساط المصرية حول إمكانية امتداد آثار الفيضان إلى مصر، في ظل الارتباط الوثيق بين نهر النيل في البلدين، وما قد يسببه من تداعيات على الأراضي الزراعية والمنشآت المائية داخل الحدود المصرية.
خبراء يوضحون الموقف
يرى خبراء الموارد المائية، أن الفيضانات التي يشهدها السودان عادة ما تكون نتيجة هطول أمطار غزيرة على الهضبة الإثيوبية، وهي ذاتها التي تغذي النيل الأزرق، المصدر الأساسي لمياه النيل.
وأوضحوا أن تجاوز منسوب المياه في الخرطوم عتبة الخطر لا يعني بالضرورة حدوث أضرار مباشرة في مصر، إذ أن السد العالي في أسوان يلعب دورًا محوريًا في تنظيم كميات المياه الواردة والتحكم في تدفقها، بما يحمي مصر من مخاطر الفيضانات المفاجئة.

وأكد المتخصصون أن ما يحدث في السودان قد ينعكس على مصر بشكل غير مباشر، من خلال زيادة كميات المياه المخزنة أمام بحيرة ناصر، وهو ما قد تستفيد منه مصر في تلبية احتياجاتها المائية خلال الموسم الزراعي، شريطة أن تتم إدارة المياه بشكل مدروس ومتوازن.
إجراءات احترازية مصرية
من جانبها، تتابع وزارة الموارد المائية والري المصرية الموقف عن كثب، عبر غرفة عمليات دائمة لمراقبة معدلات المياه في النيل، بالتنسيق مع السلطات السودانية.
كما جددت الوزارة تأكيدها على أن السد العالي يظل خط الدفاع الأول ضد أي موجات فيضان، حيث يتيح تخزين الفائض وضمان توزيعه بما يتناسب مع احتياجات مصر على مدار العام.
وبينما يشهد السودان حالة طوارئ بسبب الفيضانات، يبقى الوضع في مصر مطمئنًا إلى حد كبير بفضل البنية المائية القوية التي تضمن السيطرة على تدفق مياه النيل، لكن استمرار التغيرات المناخية واشتداد الأمطار في الهضبة الإثيوبية قد يفرض تحديات مستقبلية تتطلب تعاونًا أوثق بين دول حوض النيل لمواجهة أي مخاطر محتملة.
![]() واتس اب |
![]() يوتيوب |
![]() فيسبوك |
![]() |