متابعة / ضياء الدين اليماني
أرهقنا السفر ؛ رواتبنا تضيع على المواصلات ؛ نعاني من التشريد الأسري ؛ مخلص شكاوى 48 من معلمي ومعلمات التربية الرياضية من سكان مدينة طهطا ؛ قضوا 4 سنوات من بداية تعيينهم في إدارات تبعد عن أماكن إقامتهم عشرات الكيلومترات ؛ فمنهم من عين بإدارة البلينا ؛ ومنهم من عين بإدارة دار السلام ؛ ومنهم من عين بإدارة جرجا ؛ وكلها إدارات تبعد عن مدينة طهطا بمسافات شاسعة ؛ لكنهم تحملوا السفر والمشاق في سبيل أنه سيأتي اليوم الذي يعودون فيه لأماكن إقامتهم ؛ وسيصبح التعب والإنفاق والمعاناة ذكرى ؛ وبعد مرور 4 سنوات تم صدور قرار بانتدابهم لأماكن إقامتهم ؛ فلم يتمالكوا أنفسهم من الفرحة ؛ ولم لا ؟ فإنهم سيرحمون من المواصلات اليومية ومن الإرهاق المادي ومن الاستيقاظ مع نداء الفجر ؛ تناسوا ظلمهم فقد انتدب بعض زملائهم بعد ثلاثة أشهر بينما قضوا هم 4 سنوات كاملة ؛ ومنهم من كان ترتيبه في مسابقة التعيين الثاني بينما من زملائه الذين انتدبوا قبله بسنوات من ترتيبه الأخير ؛ لكن لا يهم مادمنا قد عدنا لأماكن إقامتنا .
وظل هؤلاء المعلمون والمعلمات سنوات في أماكنهم التي تعاني من عجز في هيئة التدريس كما تعاني أماكن تعيينهم الأولى ؛ ألفوا الراحة فمدارسهم قريبة من بيوتهم ؛ والرواتب الضئيلة التي يتقاضونها بالكاد تكفي معيشتهم ؛ لكنهم يحمدون الله فقد كانت تنفق قبل سنوات على المواصلات ؛ ولكن الفرحة لم تتم فقد جاء قرار التوجيه العام للتربية الرياضية بسوهاج ليعكرها ؛ فقد تم إلغاء الندب الكلي ل 3000 معلم تربية رياضية من إدارات طهطا وطما وجهينة والمراغة ؛ وإلزامهم بالعودة إلى إدارتهم الأصلية التي عينوا فيها ” البلينا ودار السلام وجرجا والمتشاة ” بعد سنوات قضاها هؤلاء المعلمون في أماكن إقامتهم أو قريب منها ؛ على الرغم من استكمالهم 4 سنوات كاملة في تلك الإدارات البعيدة عن سكنهم ؛ بالإضافة إلى نقل زملائهم في التخصصات الأخرى إلى أماكن إقامتهم أو إدارة قريبة منها ؛ وفق ما جاء بمتشور الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة رقم 4 لسنة 2020 والذي جاء فيه ما نصه ” كل عامل منتدب إلي جهة حكومية وأمضي بها أربع سنوات يتم اتخاذ إجراءات نقله إليها ” ؛ إلا أن التوجيه العام للتربية الرياضية كأنه في عالم آخر ؛ لا يهتم بلوائح ولا قوانين ولا يهمه تشريد عشرات الأسر ؛ مع العلم أن هناك منشورا مرسلاً إلى المديريات التعليمية بمنع الاغتراب الداخلي ؛ وخاصة في هذه الفترة الحرجة من تفشي فيروس كورونا وتطبيق الإجراءات الاحترازية التي تمنع التنقل في وسائل المواصلات لمسافات بعيدة .
ونحن بدورنا ننقل الصورة للسادة المسؤولين عن التعليم في سوهاج ونتساءل هل هناك من يضع القوانين وراء ظهره ويتحرك وفق هواه ؟ هل يعقل أن ينقل معلمون في تخصصات أخرى أكثر أهمية من التربية الرياضية في المدارس وتعاني من العجز في هيئة التدريس بينما يظل زملاؤهم مغتربين لأن الموجه العام للتربية الرياضية يريد ذلك ؟ لماذا لم يطبق ما جاء في منشور الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة على معلمي التربية الرياضية كما طبق على غيرهم في باقي التخصصات ؟ هل كتب على هؤلاء المعلمين والمعلمات أن يظلوا في سفر دائم وإرهاق مستمر وإنفاق لا ينقطع من رواتبهم الضئيلة برغم أن أماكن إقامتهم تعاني من العجز في تخصصهم ؟ لمصلحة من يتم تعذيب المواطنين من الجالسين على المكاتب ؟ كلها أسئلة حائرة مشروعة تنتظر إجابة مقنعة من المسؤولين عن التعليم في سوهاج .
