تحقيقاتسلايدر

تقارير تُحذر من إنقراض البشر ببطء بسبب التغير المناخي

قالت دراسة جديدة، إن الطقس المتطرف الذي يأتي مع تغير المناخ أصبح الوضع الطبيعي الجديد، وهو أمر طبيعي لدرجة أن الناس لا يتحدثون عنه كثيرًا، وهذا يمكن أن يجعلهم أقل حماسًا لاتخاذ خطوات لمكافحة الاحترار العالمي.

وقام الباحثون بتحليل أكثر من 2 مليار منشور من مواقع التواصل الاجتماعي بين عامي 2014 و2016، ما وجدوه هو أنه عندما كانت درجات الحرارة غير معتادة في وقت معين من العام، كان الناس يعلقون عليها في البداية، ولكن إذا استمرت تغيرات درجة الحرارة في نفس الوقت في العام التالي، يتوقف الناس عن التعليق على هذا الأمر.

ويعتقد مؤلفو هذه الدراسة، التي نشرت في مجلة Proceedings للأكاديمية الوطنية للعلوم، أن هذا مؤشر على أنه بسبب محدودية الذاكرة وتوقعاتهم الخاصة وانحيازهم، قد لا يكون البشر يمنحون تغيير درجات الحرارة قدره، تمامًا كما في تجربة «الضفدع المغلي»، وهي تجربة تتضمن وضع ضفدعة في وعاء من الماء المغلي، فهو حينها يقفز بسرعة، ولكن إذا وضعته في قدر من الماء الفاتر على موقد بحيث تزداد حرارة الماء تدريجيا، فسيبقى الضفدع في الوعاء حتى يموت، لأنه لا يشعر بالفرق إلا بعد فوات الأوان.. بعبارة أخرى، قد لا يدرك الناس علامات تغير المناخ إلا بعد فوات الأوان.

وقالت الباحثة المشاركة في الدراسة فرانسيس مور، وهي أستاذة مساعدة في قسم العلوم البيئية والسياسات في جامعة كاليفورنيا في ديفيس: «أعتقد أنه من المثير للدهشة إلى أي مدى ينخفض تأثير درجات الحرارة«.

وقالت مور إنها لا تعتقد أن الناس يتكيفون مع التغير إلا إن كانت الحرارة شديدة أو البرودة قارسة، لكنهم يتوقفون عن الحديث عنها على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا هو مصدر القلق.

وقالت مور: «سيكون الناس أسوأ حالا إذا توقفوا عن الحديث عن ذلك، فذكريات الناس قصيرة، مقارنة بالمقياس الزمني لتغير المناخ، نحن بحاجة إلى أن نكون على دراية بالمشكلة عندما نتحدث حول تغير المناخ«، كما يمكن للمسؤولين أيضا أن يتكيفوا مع «الوضع الطبيعي الجديد»، ولا يشعروا بالإلحاح اللازم لوضع سياسات ضرورية لوقف ما يسبب تغير المناخ.

وقال جون كوك، الأستاذ المساعد في البحوث بمركز الاتصال حول تغير المناخ بجامعة جورج ميسون، الذي يقوم بالبحث في العلوم المعرفية، لكنه لم يشارك في البحث الجديد: «هذه ورقة مثيرة للاهتمام للغاية، ونهج مثير للاهتمام»، وهو لا يعتقد أن استنتاج الدراسة خاطئ، لكنه يقول إنه يتعارض مع البيانات التي جمعها زملاؤه.

وجدت الدراسات الاستقصائية من المركز وعيا متناميا وقلقا بشأن تغير المناخ والتغير المناخي الذي يشهده الناس في مجتمعاتهم المحلية.

ويضيف كوك، أن الأبحاث أظهرت أن الطقس يؤثر على رد فعل الناس تجاه تغير المناخ، ولكن هذا في الغالب هو في وسط المهتمين بالسياسة. فبالنسبة للديمقراطيين، هناك مستوى عال من القلق بشأن تغير المناخ، أما الجمهوريون فأقل.

وقال كوك: «هذه بالتأكيد دراسة رائعة، وهناك الكثير من الطرق لاستكشاف المزيد لفهم الانفصال بين بيانات الاستطلاع وسلوك الناس على تويتر».

وتأمل مور أن يستخدم الناس عملها في تشكيل كيفية تواصلهم مع الجمهور حول تغير المناخ.

وقالت: «علينا أن نكون واعين، نحن نشهد تغير المناخ بهذه الطريقة المزعجة. في بعض الأماكن في البلاد، هناك الكثير من التباين. لمجرد أنه يشعر بالبرودة، هذا لا يعني أن تغير المناخ لا يحدث. يجب أن نكون قادرين على التواصل للمساعدة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights