الملكة حتشبسوت وأهم أعمالها
كتبت: مروه خاطر
حتشبسوت أو غنمت أمون وهي إحدى الملكات المصريات القديمات، تم تصنيفها في المرتبة الخامسة من سلسلة ملوك الأسرة الثامنة عشر، ويعتبرها المصريون أحد رموز الفراعنة الناجحين، إذ حكمت مصر بعد وفاة زوجها الملك تحتمس الثامن، واشتهرت بأعمالها الخيرية المختلفة، ولها تمثال منقوش عليه وجهها ويقع في متحف متروبوليتان.
ولدت الملكة حتشبسوت في سنة 1508ق.م، وهي أكبر أبناء الملك تحتمس الأول والملكة أحمس، ويُعتبر جدها هو صاحب انتصار تحرير مصر من الهسكوس، كما أنه مؤسس الأسرة الثامنة عشر الفرعونية، وكانت الملكة حتشبسوت هي الوريثة الوحيدة لمصر، إذ لم يكن لديها وريث من الذكور، لكن كان لها أخ غير شقيق من أبيها وهو تحتمس الثاني.
تلقت الملكة حتشبسوت أثناء دراستها العديد من الموضوعات مثل: الحساب، والفلسفة، والإنشاء، وقواعد اللغة، والطقوس الدينية، بالإضافة إلى الأخلاق والسلوك الصحيحة، وكان يجب عليها أن تنقل وتعلم الحكم عن الحكماء المصريين، ولكنها كانت تخاف من معلمها الذي يدرسها الدروس، نظراً لأسلوبه العنيف مع تلاميذه، فكان يعامل الجميع بالتساوي ودون
تفرقة، لذلك فإنها لم تطلب بأي امتيازات خاصة أثناء دراستها.
تزوجت الملكة حتشبسوت من تحتمس الثاني وهو أخوها غير الشقيق، وأنجبت منه ابن وتوفى في طفولته، وابنتين وهما نفرو رع ومريت رع حتشبسوت، وأنجب زوجها من أحد جاريات القصر ابناً، وأسماه تحتمس الثالث.
لم يكن طريق حتشبسوت سهلاً للوصول إلى الحكم، فقد واجهت العديد من المشاكل والاضطرابات بسبب نظرة المجتمع الذكورية، وبدأت تسليم الحكم وهي في عمر العشرين عند وفاة أبيها تحتمس الأول، فقد كانت قديماً شريكة أبيها في حكم البلاد، وقد أرغمها أهل البلاد على الزواج من أخيها غير الشقيق تحتمس الثاني، حتى يستطيع مشاركتها في الحكم، رغم خبرته القليلة في الإدارة والتنظيم.
أصبحت حتشبسوت هي المديرة الأساسية لشؤون البلاد والتي تعطي الأوامر والتعليمات، وبعد فترة قصيرة توفي زوجها، وأصبح تحتمس الثالث هو من يشاركها في الحكم.
تعتبر فترة حكم الملكة حتشبسوت هي إحدى الفترات التي اتسمت بالرفاهية، وقوة الجيش، إذ قامت بالعديد من الأعمال الخيرية ونذكر منها: إعادة استعمال القنوات المائية التي تربط ما بين دلتا البحر الأحمر، والنيل، بناء العديد من المنشآت في معبد الكرنك، كما أنشأت معبداً لها في دير البحري الواقع في الأقصر، وإنشاء السفن الكبرى، واستغلالها في نقل المسلات الداخلية لتمجيد الآله آمون، وزيادة الطلب على المواد الترفيهية المتنوعة مثل: العطور، والتوابل، والنباتات، والجلود، والأشجار الاستوائية، وإرسال أسطولٍ ضخمٍ للمحيط الأطلسي، وذلك لاستيراد السمك النادر وتصدير الهدايا والكتان والبرادي إلى الصومال وجنوب اليمن، وبناء مسلتين كبيرتين مكونة من الجراتين، تمجيداً للإله آمون.