حضارة وتاريخ

تعرف علي قصة اشجع النساء ..مقاتلة وشاعرة

 

كتب : محمد عيد الشوادفي

 

من هى اشجع النساء؟

هى خوله بنت الأزور بن أوس بن خزيمة الاسدى ، عاشت خلال فترة الخلفاء الراشدين، كانت مقاتلة وشاعرة من قبيلة اسد وهى اخت ضرار بن الأزور ، تصور خوله كأشجع نساء عصرها ، وتوفيت فى عام 35ه‍ اخر عهد عثمان بن عفان .

 

حقيقتها

خوله بنت الأزور ليست خيالا بل هى شخصية واقعية لها بطولاتها و أعمالها ، حسب رأى المؤرخين المدافعين عن واقعية وجودها ، الذين يستندون إلى كتب تاريخ مثل كتاب الاعلام للزركلى ، لكن الزركلى اعتمد على تاريخ فتوح الشام المنسوب للواقدى ويعتبر كتابه فى التراجم حديث بالنسبة لكتب التراجم الأخرى واعتماده على فتوح الشام ليس بمرضى فى التوثيق . كما جاء ذكرها فى عدة كتب تراجم منها طرفة الاصحاب و فى نهاية الارب للقلقشندى وابن خلدون و فى معجم البلدان و معجم قبائل العرب .

 

مايميزها عن النساء !

تربت فى الباديه العربية مع أبناء قبيلتها بنى اسد ، و لازمت اخها ضرارا ، فكانا دوما معا ، شاء الله أن تكون هى واخاها ممن نالوا شرف رفعة الاسلام و إعلاء كلمة الحق والدين … فشاركت بكل قوة و ببسالة نادرة بين الرجال والنساء و على مر العصور فى الكر و الفر ، فى حمل الرماح و رمى السهام ، وضربت بالسيف خاصة عند وقوع اخوها ضرار فى الأسر بعد أن أبلى بلاء منقطع النظير .

 

لمحه عن بطولات خوله بنت الأزور

فى معركة اجنادين رأى خالد بن الوليد ( وهو كان قائد المسلمين فى تلك المعركة) فارس يطيح بسيفه هامات الأعداء ، فقال : ليت شعري من هذا الفارس ؟ و أيم الله ، أنه لفارس شجاع …. ، ظن بعض المسلمين أن هذا الفارس لا يكون إلا خالدا القائد الشجاع ، لكن خالدا قد قرب منهم ، فسألوه فى تعجب ، من هذا الفارس الهمام ؟ فلم يجيبهم ، فاذدادت حيرة المسلمين ، ولكن سرعان ما اقترب من جيش المسلمين وعليه آثار الدماء بعد أن قتل كثيرا من الأعداء ، وجعل الرعب يدب فى صفوفهم ، فصاح خالد و المسلمون : لله درك من فارس بذل نفسه في سبيل الله …اكشف لنا عن لثامك .

لم يستجب الفارس لطلبهم و سار بعيدا عنهم، فذهب إليه خالد وخاطبه قائلا : ويحك لقد شغلت قلوب الناس وقلبى لفعلك ، من انت ؟ فأجابه : اننى يا امير لم اعرض عنك الا حياء منك لانك امير جليل وانا من ذوات الخدور وبنات الستور . فلما علم خالد أنها امرأة سألها – وقد تعجب من صنعها : وما قصتك ؟ قالت المراه : علمت أن اخى ضرارا قد وقع أسيرا فى ايدى الأعداء ، فركبت و فعلت ما فعلت . قال خالد : سوف نقاتلهم جميعاً و نرجوا الله أن نصل إلى اخيك فنفكه من الأسر .

و انتهت المعركه بنصر جيش المسلمين ، وسارت تلك الفارسه تبحث عن أخيها ، وتسأل المسلمين عنه ، فلم تجد مايشفى صدرها ويريح قلبها ، فجلست تبكى على أخيها وتقول : يابن امى ليت شعري…… فى ايه بيداء طرحوك ، ام بأى سنان طعنوك ، ام بالحسام قتلوك . يا اخى لك الفداء ، لو انى اراك انقذك من ايدى الأعداء ، ليت شعري أترى انى لا اراك بعدها ابدا ؟

لقد تركت يابن امى قلب اختك جمرة لا يخمد لهيبها ، ليت شعرى ، لقد لحقت بأبيك المقتول بين يدى النبى ، فعليك منى السلام إلى يوم اللقاء .

 

وماهى الا لحظات حتى أتى الخبر بالبشرى بأن أخاها مازال على قيد الحياة ، وان جيش الأعداء قد أرسلهم إلى ملك الروم مكبلا بالاغلال ، فأرسل “خالد” ” رافع بن عميرة ” فى مائة من جيش المسلمين ليلحق بالاعداء ويفك اسر أخيها ، فما أن سمعت بخروج “رافع بن عميرة ” حتى أسرعت إلى خالد تستأذنه للخروج مع المسلمين لفك أسر أخيها ، فذهبت معهم حيث أعدوا كمينا فى الطريق ، وما أن مر الأعداء بالاسير حتى هجموا عليهم هجمة رجل واحد ، ومالبثوا أن قضوا عليهم وفكوا أسر اخيها واخذو أسلحة العدو .

 

تلك هى خوله بنت الأزور من اشجع نساء عصرها ، ولا تبالغ إن قلت من اشجع نساء التاريخ الاسلامي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights