حضارة وتاريخ

“عثمان الأول” مؤسس الدولة العثمانية 

 

كتبت : سعاد رافت

 

عثمان الأول

عثمان الأول أو باني الدولة العثمانية، السلطان الأول لهذه الدولة التي بدأت في البزوغ علي يد القبائل التركية النازحة من آسيا الوسطي إلي منطقة الأناضول بعد الإنتهاء من غزوات المغول التي دمرت بغداد وأسقطت الخلافة العباسية والتي لعثمان الدور الأول والأهم في تجميع قبائلها تحت راية واحدة لتكون نواة لدولة قادت العالم وكانت واجهة الإسلام لمدة 6 قرون متتالية، ففي هذا المقال سوف نتعرف أكثر عن عثمان الغازي وكيف كون هذه الدولة الوليدة وإنجازاته العظيمة في بناء الدولة، فهيا بنا نحو هذه الجولة التاريخية.

 

من هو عثمان الغازي؟

هو عثمان بن ارطغرل بن سليمان شاه القايوي الغزي.

ولد سنة 656ه/1258م في سكود، الأناضول دولة سلاجقة الروم.

 

 توليه زعامة عشيرة القايي

تولي عثمان زعامة عشيرة القايي التركية بعد وفاة والده “ارطغرل الغازي” وهو في سن الرابعة والعشرين من عمره. ووفقا لما إتفق عليه عدد من المؤرخين فكان توليه الإمارة ليس سلمي، فقيل انه دخل في معركة علي العرش مع أقاربه ليزيحهم من دربه أولا. أما ماهية هذه الحرب ومع من كانت وكيف تطورت فهذه أمور مثيرة للجدل ووجدت حولها حكايات تاريخية اختلفت بإختلاف المؤرخين، فقيل انه دخل هذه الحرب ضد عمه “دوندار الغازي” حتي انه قتله بسهم اصيب به.

 

صفاته التي جعلته مؤهل للقيادة

كان عثمان يتصف بالعديد من الصفات التي ساعدته علي تكوين دولة قوية مثل الدولة العثمانية ومن هذه الصفات :

1- حبه للعلم والدين حيث كان يوقر العلماء وأنشأ مجلس للشوري يكون العلماء العماد الأول فيه.

2- كان حكيما في جميع تصرفاته حيث تجلت في المواقف التي كان عليها أن يتصرف فيها بحكمة مثل مساندته للسلطان علاء الدين ضد المسيحين البيزنطين.

3- العدل الذي كان يجب أن ينشره بين الرعية وظهر ذلك عندما إلتزم بالعدل في القضاء بين الناس.

4-الوفاء بالعهد حتي مع اعدائه.

5- إشتهر ببساطة العيش والملبس لثأثره بمعتقدات الدراويش الصوفية وكان بعيدا عن الترف والبزخ.

كل هذه الصفات مكنت الغازي عثمان من أن يؤسس دولة قوية وأن يكون قائدا كبيرا يهابه الأعداء، واستطاع في سنوات معدودة أن يتوسع بمملكته ويجعلها علي خريطة الدول القوية في منطقة الأناضول.

 

 فتح قلعة “قره” وجلوس عثمان علي عرش السلطنة

بعدما أصبح عثمان خير خليفة لأبيه إذ قاد قبيلته وواصل بها غزواته حتي فتح الله له قلعة “قره” سنة 688 هجريا الموافق 1289 ميلاديا، وبعدها منحه السلطان علاء الدين لقب “بك” وأقطعه جميع الأراضي التي فتحها وأجاز له ضرب العملة بأسمه وأن يذكر إسمه في خطبة الجمعة وبذلك صار عثمان ملكا بالفعل لا ينقصه سوي اللقب. وتابع فتوحاته ففتح مدن كثيرة منها “اينه كولي” “و يني شهر” “و كوبري حصار” “و بلجك” وغيرهم.

ثم هيأت له المقادير أن يتسلط علي مملكة علاءالدين كلها، فقد حصل أن هاجم التتار مدينة قونية عام 1300م وقتل أثناء هذا الهجوم علاء الدين وابنه غياث الدين، ولم يكن علي الساحة من يخلفه غير عثمان لقدرته وكفاءته فأنفتح بذلك المجال أمامه وأستأثر بجميع الأراضي التي كان يستحوز عليها علاءالدين من قبل، ولقب نفسه “بادي شاه آل عثمان” وجعل مقر حكمه مدينة “يكي شهر” وأخذ في تحصينها وتحسينها. وبعد جلوسه علي تخت السلطنة أمر بصلاة الجمعة وخطب بإسمه فقيه من أهل العلم إسمه “طورسن” ثم اتاه باقي الأمراء ودخلوا تحت حمايته فسعي في تحسين علاقته بهم وأكرمهم وزوج ولده “أورخان” من إبنة احدهم وهو أمير قلعة “يار حصار” المسماة” نيلوفر”.

 

-رفقته مع شيخه “إده بالي”

جري ربط ظهور عثمان علي الساحة السياسية وإكتسابه لوصف زعيم الجهاد بالعلاقة التي ربطته بالشيخ “إده بالي” التي توجهت بالمصاهرة وكان زواج عثمان من ابنة هذا الشيخ أول خطوة سياسية بارعة منه إذ أن هذا الشيخ كان قائدا للفرقة البابائية المنسوبة الي بابا إسحق الذي قاد ثورة ضد سلاجقة الروم منذ حوالي 1239م الي ان قبض عليه وشنق عام 1241م كما تحالف عثمان مع الآخية الفتيان في بعض حروبه وهؤلاء هم الجماعات المنظمة التي كان أعضائها يعملون في حرفة واحدة وقد جعلوا واجبهم فقط العدل ومنع الظلم وتنفيذ واجبات عسكرية إذ ما دعت الحاجة إلي ذلك.

 

إصطدام الدولة الوليدة مع المغول

ما كان المغول يتركون دولة حديثة في الأناضول تنشأ علي أنقاض دولة سلاجقة الروم وهو ما جعل المغول يفكرون في غزو أراضي عثمان وبالفعل إصطدمت قوات المغول بالإشتراك مع أمراء المدن البيزنطية للقضاء علي الجيش العثماني ولكن إنتصر العثمانيون في معركة كبيرة أدت الي تشتيت جيش المغول وإنسحابهم من الأناضول تماما وكذلك ضعف أمراء المدن البيزنطية وأصبح المجال مفتوحا أمام العثمانين للتوسع في أراضي جديدة.

 وفاة الغازي عثمان

كان عثمان يعاني من داء المفاصل أو النقرس الي جانب الصرع الذي أصيب به في سنواته الأخيرة ويرجع أن وفاته نتيجة للنقرس مع العلم ان النقرس كان مرض وراثيا في آل عثمان. مات عثمان في سكود وأختلف في يوم وفاته فقيل انه مات يوم 21 رمضان 726 هجريا الموافق فيه 21 أغسطس وله من العمر 70عام. وعندما مات في سكود أمر السلطان أورخان بنقل جثمانه الي بورصة التي إتخذها كعاصمة له ودفن فيها وقبره كائن اليوم في حي “طو بخانة”.

كانت تلك الجولة التاريخية مع عثمان مؤسس الدولة العثمانية والتي كانت من أهم الدول الإسلامية في التاريخ الوسيط والحديث.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights