حضارة وتاريخ

أسرارالتحنيط عند الفراعنة

 

 

كتبت:ساره عزت

 

أرسل إليك جسد أمي في (سنوريس)وعليها بطاقه على رقبتها (كتبها)طاليس والد هيراكس…… ”

 

*معني التحنيط:”الحفاظ على الجسد”هو أقرب التعبيرات دقه لما يصنعه المحنط وينفذه على الجسد من معالجه طبيه.وقد شاعت بين علماء المصريات كلمات كثيرة تغطي تعبير الحفاظ على الجسد ولكن هذه الكلمات لم تكن دقيقه حقا!

 

_من أقدم الكلمات التي أطلقت على علم الحفاظ على الجسد هي الكلمه المصريه القديمه”وت”أو”وتي” وهي كلمه ظهرت منذ بدايات الكتابه المصريه القديمه.

_ والكلمه الثانيه لاتينيه وهي كلمه Mummification والتي اشتقت من كلمه”موميا”أو “مومياء” ولا زال البعض يعتقدون خطأ أنها مشتقه من كلمه عربيه معتبرين أن”مومياء”كلمه عربيه خالصه.

ولكن هذه الكلمه مشتقه من أصل فارسي والتي تعني”أسود اللون”لأنهم في القرن الخامس ق.م لاحظوا أن الأجساد تحولت بعد تحنيطها إلي اللون الأسود.

ومن الكلمات التي شاعت أيضا الكلمه الإغريقية embalming أي إغراق الجسد في البلسم وهي ماده شاع استخدامها في العصر الاغريقي في تحنيط الأجساد أي أن الكلمه هنا أطلقت على الماده المستخدمه في التحنيط.

أما أشهر الكلمات على الإطلاق هي التحنيط.

طريقه التحنيط:-

بعد حدوث الوفاه مباشره كان أهالي المتوفي يحملون الجسد ويذهبون به إلي احدي ورش التحنيط التي تقع بالقرب من الجبانه ويحاولون الإتفاق مع رئيس الورشه أو المشرف على المحنطين على أمرين:-

١- إمداد الورشة بكافة المعلومات عن هويه المتوفي

٢-معاينة طرق التحنيط الثلاث واختيار إحداهما ودفع التكاليف.

 

كيفيه تعامل المحنطين مع أسره المتوفي قبل أن يبدأوا إجراءات التحنيط:-

تحديد هويه المتوفي:-

تعتبر الهويه اهم ما كان يهتم به المصري القديم لأن فقدان الهوية في نظره لا يمكن تعوضيها فذلك يعني عدم تعرف الروح على صاحبها ويؤكد ضياع فرصته في الالتحاق بجنة الأبرار أو كما كان يسميها البعض”حقول الايارو”.

قد يحرص أهالى المتوفي على ربط الجسد بمعلومات مهمه مثل اسمه ولقبه ومحل إقامته وتاريخ وفاته.وهذه الاخره التي تهم المحنطين لأنهم كانوا يقدورن مده التحنيط على تاريخ وفاته.

 

على الرغم من عدم توافر معلومات مؤكدة عن طرق تحديد الهوية في ورشة التحنيط إلا أن هناك برديه من القرن الثاني أو الثالث الميلادي معروضه بالمتحف المصري (تحت رقم ٤٩٩)تلقي الضوء حول المعلومات التي تمدها أسره المتوفي.ففي هذه البرديه أرسلت احدي السيدات إلي أخيها تقول له:

“…….. أرسل إليك جسد أمي (سنوريس)وعليها بطاقه على رقبتها (كتبها)طاليس والد هيراكس………”هذا وصف الجسد.وعليها من أعلي كفن ذو لون وردي,والاسم مسجل على منطقه البطن….”

 

طرق التحنيط الثلاث وأسعارها:-

ذكر هيرودوت في كتابه عن مصر (الجزء الثاني) أن طرق التحنيط تنوعت في مصر طبقا لاختلاف الطبقات الاجتماعية ومدي الثراء.

وكانت الطرق الثلاث (طبقا لما ذكره هيرودوت)هي:

أولا:(النموذج الكامل)يقوم فيه المحنط بتطبيق كل خطوات التحنيط كامله مع إستيراد مواد التحنيط عاليه الجوده من لبنان وسوريا واليونان والصومال وتبدأ هذه الطريقه باستخراج انسجه المخ من الفتحه المصفويه ثم استخراج باقي الاحشاء.

ثانيا:(نموذج الطبقه الوسطي):-

يتم استخراج الأحشاء بتحليلها عن طريق حقن الجسد بحقنه شرجيه مملوءه بزيت الأرز ثم يجفف الجسد بعد ذلك يتم دهنه ولفه بلفائف الكتان وتختلف هذه الطريقه عن سابقتها في عدم الإهتمام بالحفاظ على أعضاء الجسد الداخليه وانما تحليلها عن طريق الحقنه الشرجيه وأيضا يستخدم المحنط مواد محليه بديله مثل زيت الخروع.

ثالثا:(تحنيط الفقراء)

في هذه الطريقه لا تستخرج أحشاء المتوفي ولا مخه ولكن التحنيط يقتصر على تجفيف الجسد ودهنه بالدهون ولفه باللفائف .

 

أسعار التحنيط:-

ألقي ديودور الصقلي الضوء حول أسعار عملية التحنيط وذكر أن النموذج الأول هو أعلي النماذج تكلفةً وسعراً حيث كان يتكلف تالنت من الفضه في أواخر العصور الفرعونية القديمه أي ما يعادل في وقتنا الحالى 235جنيها مصريا!.

وقد سجلت بردية أمهرست أن أجر المحنط الذي كان يقوم بصب الزيوت والدهون كان حوالى أحد عشر دراخمه.

وبعد أن قمنا بالقاء الضوء على بطاقه هوية المتوفي وطرق التحنيط الثلاث المتبعه فإن هناك أمرا لابد من ذكره ودراسته وقد اختلفت الآراء حوله وهو المده التي استغرقها المحنطون في تنفيذ إجراءات ومراسيم التنحيط.

 

مدة التحنيط:-

هناك الكثير من النصوص المصريه التي تعلقت بالمدة الزمنيه التي عومل فيها الجسد داخل ورشة التحنيط. ويرجع بعض هذه النصوص إلي الدوله القديمه (حوالى القرن السابع والعشرين ق.م) أما أحدثها فيعود للعصور البطلميه.

اختلفت المدة الزمنيه في كل هذه النصوص فبعضها يشير إلي أن مدة التحنيط قاربت الثلاثمائة يوم والبعض الآخر لا يتجاوز أربعين يوماً والأراء في هذا الأمر متعدده.

 

واخيرا الآلهه المرتبطة بالتحنيط:-

أراد المصريون أن يصبح مصيرهم مثل الإله “أوزيريس”ذلك الإله الذي كان أول شخصيه تحنط في ذاكره المصريين.وبدراسه أشهر الاساطير المصريه وهي اسطوره”أوزيريس”نجد أنها صدي لكل ما كان يفعله الناس في عقائدهم الدينيه وبخاصة إجراءات التحنيط.

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights