حضارة وتاريخ

جامع “المؤيد شيخ” فخر المساجد في عصر المماليك

 

 

كتبت: ايمان احمد

 

“فخر المساجد “

 

_ حديثنا اليوم عن فخر المساجد في عصر المماليك الجراكسه وهو جامع المؤيد شيخ الذى يعبر عن روعة وجمال وتقدم العمارة الإسلامية فى ذاك الحين وحتى الآن .

 

_ منشيء هذا السرح العظيم :

 

أنشأه المؤيد ابو نصر شيخ بن عبد الله المحمودي جركسى الأصل أحد مماليك الأمير برقوق .

 

_ قصه بناء هذا المسجد. :

 

إن لبناء هذا المسجد قصه تدل على الوفاء بالعهد مع الله سبحانه وتعالى

فقد كان موضع هذا المسجد يوجد سجن يسمى ب (خزانة شمائل ) . وكان مسجون بها المؤيد شيخ لسبب اختلف فيه المؤرخين وقد لقى فى هذا السجن المحن الكثيرة وقرر أنه إذا نجاة الله من محنته لسوف يبنى مكان هذا السجن مسجد وعندما أصبح والى على مصر قام بشراء الاملاك التى تحيط به وهدمها وأقام هذا البناء الفريد من نوعه فى مثل هذا الوقت .

 

_ موقع المسجد :

يقع هذا المسجد بشارع المعز لدين الله ملاصقا لباب زويله وبداخله .

 

_ تاريخ بناءة :

 

بدأ بناء المسجد فى عام

( 818 ه‍ _ 1415 م ) .

وتم الانتهاء منه عام (824 ه‍ – 1421 م ).

حيث استغرق بناءة حوالي ست سنوات وذالك بدون الكثير من ملحقاته من القبله القبلية وبيوت الصوفية .

 

_ المهندس الذى اشرف على بناءة :

 

عين السلطان مؤيد شيخ ( بدر الدين بن محب الدين ) مشرفا على بناء المسجد ثم عين الأمير (ططر ) بوظيفة شاد العمارة وكان ذالك المنصب يختار صاحبه من بين العارفين بأمور الهندسه والبناء وذوى امانه وصدق .

ثم تولى (بهاء الدين محمد بن البرجى ) الناظر على العمارة وكان المؤيد شيخ بنفسه يمر بين الحين والآخر لمتابعة أعمال البناء .

 

_ تصميم المسجد :

 

المسجد أربع جهات جدد ثلاث منها حديثاً على الطراز القديم

أما الوجهة الرابعه الرئيسيه فهى لا تزال على الطراز القديم الاثرى وهى مرتفعة تزينها وذرات رخامية فى اعتاب نوافذها وصحنجاتها .

ويقع المدخل الرئيسي في الطرف الشمالي يصنع بابه من

من الخشب المصفع بالنحاس المكفت بالذهب والفضة نقله المؤيد من مدرسه السلطان حسن ولا يزال اسم السلطان حسن منفوشا عليه حتى الآن والذى يعتبر من اجمل وارق الابواب النحاسية في زمانه .

وهذا الباب يؤدي إلى مدركاة سقفها مرتفع على هيئة مصلبه حجرية وبها تربيعتان من الرخام مكتوب عليها بالخط الكوفي آية الكرسي وعلى يمينه ويساره بابان :

– الأيمن يؤدى إلى طرقه مفروشه بالرخام على يسارها مزيرة عليها حجاب من خشب الخرط وتنتهي هذه الطرقه بباب يؤدى إلى مؤخرة الرواق الشرقى .

– الأيسر يؤدى إلى قبه شاهقة الارتفاع مبنية بالحجر و زين سطحها بزخارف داليه ويوجد بهذه القبه قبران أحدهما دفن به ابن المؤيد ( الصارمى ابراهيم وأخوانه المظفر أحمد وأبو الفتح موسى ) والثاني دفن به (المؤيد شيخ ) رحمه الله .

ويوجد عليه تركيبه رخامية يحيط بها مقصورة من خشب الخرط مكتوب عليها اسم ( يشبك بن مهدى ) وقد كان له اربع اروقه تحيط بالصحن لكنها تهدمت ولم يبق منها سوى الرواق الشرقى .

و يتوسط جدار القبلة محراب مكسو بالرخام الملون يحيطه عمودان احمران لهما تيجان عربيه مذهبية والمحراب حافل بمختلف الألوان الزاهية والزخارف .

واتخذ مهندسه من باب زويله قاعدتين لمئذنتين رشيقتن للمسجد .

 

 

_ ما قيل فى وصف المسجد :

 

وصفه السخاوي بقوله ” قيل إنه لم يعمر فى الإسلام أكثر منه زخرفه ولا احسن ترخيما بعد الجامع الأموي ”

 

وصفه. المقريزي بقوله ” فهو الجامع الجامع لمحاسن البيان الشاهد بفخامة أركانه وضخامة بنيانه يحتقر الناظر له عرش بلقيس وايوان كسرى “.

 

وفى النهاية مهما تحدثنا عن هذا السرح العظيم فلن نوفيه اجره .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights