القريه التي أصبحت أكثر ميادين مصر إزدحاماً
كتب : فتحي محمد السيد
مع دخول “عمرو بن العاص” مصر وأثناء تقدمه إلى منطقة حصن بابليون مقر تمركز الإمبراطورية الرومانية في مصر، مر الفاتحون المسلمون على العريش والفرما وبلبيس واستطاعوا فتحهم وأصبحوا تحت سيطرتهم، وواصلوا السير حتى أصبحوا بالقرب من قرية تسمى “ام دُنَين” وكان الروم قد جمعوا بها جموعاً كثيره وتم حفر الخنادق حولها، ودارت معارك حامية بين الطرفين، دامت لعدة أسابيع انتهت بإنتصار المسلمين وهزيمة الروم والاستيلاء على هذا الموقع العسكري الهام، وقد اتخذه عمرو مركزاً للعمليات الحربية في حربه ضد الروم.
وأثناء الحكم الفاطمي لمصر، بالتحديد في فترة حكم “الحاكم بأمر الله” تم بناء مسجدا بها وسماه بـ جامع “المقس” وكان ذلك المكان مقر الأسطول البحري للدولة الفاطمية في ذلك الوقت، وفي أواخر حكم الدولة المملوكيه أطلق على الجامع أسم “اولاد عنان”.
ومع مرور السنوات ودخول الحملة الفرنسية مصر، قامت بهدم ذلك المسجد الذي بناه الخليفة الفاطمي “الحاكم بأمر الله”.
وفي عهد “محمد علي باشا” كانت قرية أم دنين عباره عن متنزه بأمر من محمد علي باشا..
وفي عهد “عباس حلمي الأول” بدأت القرية تتحول إلى شكلها الجديد وتزداد أهمية ومركزية المنطقة، حيث قام عباس الأول بتوقيع عقود انشاء خط السكك الحديدية الذي يربط بين الإسكندرية والسويس عن طريق القاهرة في عام ١٨٥١ م، وتم شق الشارع الذي سمي في ذلك الوقت بشارع “عباس الأول” ووصل إلى” منطقة الريدانية” وهي “العباسية حالياً”
¦ الريدانية هي المنطقة المعروفه التي وقعت فيها المعركة الشهيره في عام ١٥١٧ م، بين قوات المماليك بقيادة “طومان باي”، والقوات العثمانية بقيادة “سليم الأول” والتي انتهت بهزيمة طومان باي بعد الخيانة من أعوانه، وتم إعدامه على باب زويله لعدة ايام، وبها انتهى حكم المماليك وبداية الحكم العثماني لمصر ¦
كما سمي أيضا الميدان في فتره من الزمن بأسم ميدان باب الحديد، وباب الحديد هو أحد أبواب سور صلاح الدين الأيوبي الذي لم يكتمل بناؤه.
وفي عام ١٩٢٦ م ومع وضع تمثال “نهضة مصر” وسط الميدان للمثال المصري العالمي “محمود مختار” الذي افتتحهُ “سعد باشا زغلول” وسمي الميدان والشارع بأسم نهضة مصر ، وفي عهد “الملك فاروق” تم تغيير اسم الشارع ليصبح شارع “الملكه نازلي” والدة الملك فاروق .
وبعد قيام ثورة يوليو ١٩٥٢ م، تم نقل تمثال نهضة مصر إلى جوار حديقة الحيوان بالجيزة، ومع زيادة الاهتمام بالميدان الذي كان يحمل اسم التمثال المنقول، تم وضع تمثال للملك المصري رمسيس الثاني.
وقد عُثر على التمثال في قرية “ميت رهينة”، والتي كانت عاصمة المصريين القدماء وكانت تُسمى “ممفيس” أو “منف”، ويبلغ وزن التمثال أكثر من ٨٠ طن وهو منحوت من الجرانيت الوردي اللون، أصدر الرئيس جمال عبد الناصر قراراً بنقل التمثال من قرية “ميت رهينة” إلى ميدان الذي سيسمي بعد على اسمه ، وبالفعل تم نقل التمثال عام ١٩٥٥ م، وبناءً عليه تم تغيير اسم الميدان إلى “ميدان رمسيس”، التمثال تم نقله مره اخرى من مكانه في ميدان رمسيس بجوار محطة مصر التي حملت اسمه أيضا إلى “المتحف المصري الكبير” المقرر افتتاحه نهاية العام الجاري ٢٠٢٠ م في موكب كبير ومهيب يليق به، ليكون واقفاً شامخاً عند مدخل المتحف المصري الكبير يرحب بكل زائري مصر.
وتم بناء مسجد الفتح صاحب أطول مأذنتين في مصر مكان مسجد “المقس” والذي تم تغييره في أواخر عهد الدولة المملوكيه إلى” اولاد عنان” ..
ومنذ ذلك الوقت الي الآن أصبح الميدان والشارع يحمل اسم الملك رمسيس حتى بعد نقل التمثال مره اخرى.