مجمع معابد الكرنك ( معبد بر آمون / معبد بيت – سوت / معبد نيسوت – توا)
كتب الباحث الأثري / محمد حلاوة.
كاتب وباحث في الاثار المصرية القديمة لدي فريق ديوان التاريخ للوعي الآثري بالشرقية.
معبد الكرنك عبارة عن مجموعة من المعابد الجميلة التي لا نظير لها انشئت منذ آالف السنن وتضم معابد الأله آمون وزوجته الالهه موت وابنها الاله خنسو إلة القمر. وكان كل ملك يضيف جديدا الي المعبد وذالك تقربا الي الالهه ورغبه في الخلود والحصول علي شهرة كبيرة عند افراد الشعب.
معبد الكرنك من أكبر المعابد في مصر القديمة، والأكبر المعابد عالمياً، ويتميز معبد الكرنك باحتوائه على عدد كبير من المنشآت المعمارية المقدّسة، والتي أضافها حكّام مصر القديمة وغيرهم من عصر الدولة المصرية الوسطى وإلى العصر الروماني على مدار ألفي عام، وهذا ما يجعل معبد الكرنك وثيقة تاريخية كبرى، تحتوي على النقوش والنصوص المصرية القديمة على الجدران.
معبد الكرنك يقع في غرب طيبة، ويبعد شمالاً عن معبد الأقصر حوالي 3 كيلومتر مربع، ويعتبر المعبد هو المعبد الرئيسي للإله آمون، وهو مجموعة من المعابد والبنايات والأعمدة، وقد تم بناء المعبد للثالوث الإله آمون رع، وزوجته الإلهة موت، وابنهما الإله خون سو.
تم بدء البناء في معبد الكرنك في عهد ملك مصر سنوسرت الأول في الدولة الوسطى، واستمر حتى العهد الروماني . وشهدت هذه الفترة الطويلة حكم 30 حاكمًا مصريًا ساهموا في توسعاته.
حديثا، كان معبد الكرنك يعرف باسم بر آمون ” بيت امون” ؛ أما في الدولة الوسطى الأسرة ” أحد عشر واثنا عشر ” فكانت المنطقة المحيطة بالكرنك تسمى “بيت – سوت” المكان المختار ” ؛ كما اتخذ العديد من الأسماء الأخرى منها نيسوت – توا ؛ تم تحريفه ليصبح معبد الكرنك.
معبد الكرنك يعد ثاني أكبر مجمع ديني قديم في العالم ؛ كما يعتبر ثاني أكثر المواقع التاريخية زيارة في مصر بعد أهرامات الجيزة.
يتألف المعبد من:-
معبد ” امون رع ” الكبير من محراب يقع في اقصي الناحيه الشرقية ؛ أعد لحفظ تماثيل الاله ” أمون ” وعائلته ويعرف ” بقدس الاقداس ” ودائما الظلام يلفة ثم يتبعه بعد ذالك فناء مكشوف يغمرة ضوء النهار ثم ينتهي هذا الفناء بصرح عظيم يقع المدخل بين برجية وامام المعبد توجه ساحه عظيمه يري فيها الزائر منصة مرتفعه في الوسط كانت مرسي للسفن الخاصة للمعبد قريبا حيث كان النيل يجري فيما مضي بالقرب منها.
وقد اقام الملك ” سيتي الاول” مسلتين امامه لاتزال احداهما باقيه في مكانها والاخري في ميدان الكونكراد في باريس.
ويمتد امام المعبد صفان من التماثيل اقامها الملك ” رمسيس الثاني ” علي هيئة تمثال ابو الهول لكل منها رأس كبش وجسم اسد ويلاحظ ان تحت كل دقن تمثال للملك نفسه وهذا الطريق يسمي بطريق الكباش.
اما معبد ” صرح معبد امون ” هو عباره عن فناء واسع يحيط بيه صفين من الاعمده علي هيئة نبات البردي كما توجد في زوايتة الشماليه الغربية ثلاث مقصورات اعدت لإيواء السفن المقدسة الخاصة بثالوث ” طيبة ” وزينت جدران هذه المقصورات بنقوش بارزه تمثل السفن المقدسه وهو معبد اخر اقامه رمسيس الثالث وسمي بإسمة وهو من المعابد القليله الكاملة ويبدء بصرح عظيم يمثلة تمثلان رائعان للملك من الخارج ويلية من الداخل الفناء المكشوف التي تحده الاعمده شرقا وغربا ويبدو الملك علي الاعمدة في هيئة ” أزوريس “.
هناك معبد للملكه حتشبسوت : وبني هذا المعبد بتصميم فريد بإتخاذ شكل ثلاثة مدرجات متصاعدة يقسمها طريق صاعد لتؤدي به الملكة حتشبسوت الطقوس ويطلق علي هذا المعبد” الدير البحري “.
بعد استخدم الاقباط للمعبد ديرللتعبد في القرن السابع الميلادي. ويوجد في البر الشرقي معبد الرامسيوم، الذي كان معبد جنائزي بني تخليدا لذكري للملك رمسيس الثاني، ورسم على جدرانه تاريخه العظيم ومعاركه الحربية التي خاضها مثل معركة قادش ومناسك الاحتفالات
الدينية المختلفه والتي تمثل عالقة رمسيس الثاني بالالهه.
معبد مدينة هابو يمثل مقر تخليد لذكري الملك رمسيس الثالث وتحكي جدرانه ومعاركه الحربية وطقوسه الدينية.
ويتكون المعبد من أربعة أجزاء رئيسية هي فناء آمون رع، ومقاطعة “موت”، ومقاطعة “مونتو” ومعبد أمنحتب الرابع الذي تم تفكيكه، بالإضافة إلى عدد قليل من المعابد الصغيرة والمقدسات التي تربط بين مقاطعة موت، ومعبد آمون رع، ومعبد الأٌقصر.
طريق الكباش يمثل البوابة الرئيسية لـ معبد الكرنك ، وهو عبارة عن صفين من التماثيل لمجموعة من الكباش، كان يُسمي قديما بطريق وات نثر.
بمجرد العبور من البوابة نجد فناء آمون رع بدأ العمل في بناؤه خلال الأسرة الـ18 عندما أصبحت طيبة عاصمة مصر القديمة الموحدة وعلى اليسار منه يوجد أحد أعمدة الطريقة بالإضافة إلى تمثال بينوزم الأول، وعلى اليمين يوجد معبد رمسيس الثالث.
في قلب معبد الكرنك توجد البحيرة المقدسة، تلك البحيرة التي مازالت تعتبر سر من أسرار المصريين القدماء، بمياهها الثابتة التي لا تجف طوال العام، رغم بعدها عن نهر النيل، ورغم مرور 3 آلاف سنة على وجودها، منذ حُفرت في عهد الملك الأسطورة تحتمس الثالث سادس فراعنة الأسرة الـ18، وحتى الآن، والغريب أنها لا تجف رغم عوامل الفقد والبخر والتسرب، حتى أن نساء الأقصر أصبحوا يعتقدون بقدسيتها، ويذهبون إليها للتبرك بها.
يقدم معبد الكرنك للزوّار عرض الصوت والضوء بلغات مختلفة لشرح تاريخ وإنجازات بعض عظام الفراعنة، مع سرد الكنوز القديمة، مع سير الزوّار بداخل المعابد، كما يستيقظ الفراعنة لسرد قصص مثيرة بصحبة الموسيقى التصويرية، للتعرف على كافة المعلومات عن معبد الكرنك والإله آمون، مع المؤثرات الصوتية والاضاءة.. وشخصيًا أنصحك بحضور هذا العرض.
معبد الكرنك يحتوي على مرفأ صغير الحجم يقع على ضفاف نهر النيل، كان يستخدم في الطقوس الخاصة بزيارة الإله آمون. كما يحتوي معبد الكرنك على طريق الإله والذي يقع قبل واجهة المعبد والذي يقع على جانبيه صف من التماثيل التى تقع على جانبي الطريق وتتمثل على شكل أبي الهول برأس كبش.
كذلك يوجد في معبد الكرنك فناء البريستول، وهو فناء مكشوف للعامة، مخصص لتتويج الملك. وصالة حوليات تحتوي على النصوص التاريخية وتقع بالقرب من قدس الأقداس. وأيضًا صالة حوليات تختص بالحملات العسكرية، وقد تم اكتشاف بها بعض الحجرات الصغيرة والتي تم تسميتها بحجرات الأجداد وتحتوي على أسماء 61 ملك من الملوك الفراعنة قديماً، وتم نقله الحجر إلى متحف اللوفر بباريس.
المسلات تعتبر جزء مهم من الأجزاء العمرانية في معبد الكرنك ، وكان المعبد يحتوي على العديد منها، ولكن لم يتبق منها إلا مسلتين فقط الأولى خاصة بالملك تحتمس الأول، والأخرى للملكة حتشبسوت، فقد تم نقل معظمها إلى إيطاليا، وفرنسا وأمريكا، والقسطنطينية، وإنجلترا.