تحقيقات

رحلة العذاب وتقرير الذكاء لذوي الإعاقة بين مستشفى الأحرار والجامعة ومستشفى بلبيس العام 

 

كتب : جمال حامد

هل وجود طفل من ذوي الإعاقة في الأسرة نعمة أم نقمة سؤال تبادر إلى ذهني وأنا أحاول أن انهي بعض الإجراءات النظامية لاستخراج بطاقة خدمات لولدي حتى يتسنى له الاستمتاع بحقوقه التي كفلها له الدستور وحرص عليه رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي فقد أولى فخامته عناية خاصة بأبنائه من ذوي الإعاقة وحرص على تذليل كافة العقبات أمامهم لكي يتمتعوا بحياتهم شأنهم في ذلك مثل أترابهم من غير المعاقين وأنا أحد المواطنين الذين يؤكدون على حرص الرئيس لخدمة هذه الفئات .

وكانت الرحلة التي بدأت من مكتب استقبال الخدمات بمدينة بلبيس والموجود في شارع متفرع من شارع المتاجر الشعبية وحتى تتعرف على المطلوب لتقديم الأوراق عليك أن تذهب إلى المكتب لتسمع في كل مرة رأى مختلف وأوراق جديدة ومن العجائب حتى لو معك التقرير الطبي المطلوب تجد هناك بند يفيد بأنه لابد أن يكون التقرير الطبي حديث فتضطر إلى خوض غمار الدائرة المغلقة من نقطة الصفر عذاب لا يدركه من يجلس على المكتب يشرب شاي أو يأكل أو يتحدث إنما هي تعليمات ينفذها

ومن هنا أسأل إذا كان لي الحق أن أسأل هذا السؤال

طفل مصاب بمتلازمة داون أو لديه شلل رباعي أو لديه توحد أو أي إعاقة ظاهرة وتم تشخيصه من قبل من خلال الفحص الطبي ما هو الداعي لتقرير حديث إذا كانت الحالة هي الحالة ولم يطرأ عليها أي تغير  أو تحسن ؟

فهذه الحالات لايطرأ عليها جديد إلا بقدر ضئيل جدا في حدود معرفته بمن حوله من أب أو أم أو أخت أو اخ .

التعامل مع أسر ذوي الإعاقة

كما توجد مشكلة أخرى في كيفية تعامل هؤلاء الموظفين مع أسر هذه الحالات من ذوي الإعاقة لابد لهم من مراعاة الجانب الإنساني والحالة النفسية التي يكون عليها آباء وأمهات الأشخاص من ذوي الإعاقة من كثرة التردد على المستشفيات والعيادات وتحمل عبء طفل أو طفلة في الأسرة مصيره بين يدي الله فبدلا من التخفيف عن الأسرة يمعنون في التشفي بها من خلال إجراءات روتينية هم في غنى عنها .

ولك أن تتخيل منظر أم لاتقرأ ولا تكتب وقد اختبرها الله في طفل مصاب بإعاقة وتضطر ان تتخبط في طريقها حتى تنهي الاجراءات المطلوبة ومن الممكن ان يكون فيها أي شيء غير مطابق فتضطر الى إعادة الكرة من جديد فكم رأيت عيوناً باكيات وأطفال يصارعن الحياة وينظرن بألم الى غيرهم وهم يمرحون ويلعبون وهم قد كتب الله عليهم ذلك .

هل يشعر الموظف الروتيني القابع على مكتبه يطالع في هاتفه ؟أو يتحدث مع زميله أو ترك مكتبه بجم هذه المعاناة صحيح صدق الشاعر

لايلمس الشوق إلا من يكابده    ولا الصبابة إلا من يعانيها

 

اختبار الذكاء :

وكان من بين الطلبات المطلوبة اختبار ذكاء حديث  من جهة حكومية معتمدة ولتكن كلية الآداب جامعة الزقازيق أو مستشفى الأحرار وبناء عليه

توجهت الى كلية الآداب جامعة الزقازيق بعد أن تكبدنا بطفل معاق مشقة التنقل في المواصلات الى جامعة الزقازيق  وصعدنا الىالمكتب المطلوب بالكلية لكن تم إفادتنا بأنه سيتم استقبال الحالات بعد ان تنتهي الاختبارات وسيتم استقبال الحالات في أول شهر أبريل ولم نكذب خبرا ذهبنا الى الكلية يوم 6 من ابريل إلا أن المسئول عن ذلك أفادنا وبمنتهى الهدوء أنه لم تأتِ له تعليمات للبدء في العمل ولست أدري من الذي سوف يعطي لهم التعليمات للبدء في عمل مخولين به؟

الرحلة في مستشفى الأحرار بالزقازيق

ذهبت في الطريق الى مستشفى الأحرار وقلت أخذ موعد لاجراء اختبار الذكاء بقسم التخاطب بمستشفى الأحرار وبعد عناء استطعت التعرف على قسم التخاطب بالمستشفى وتوجهت الى الممرضة المسئولة عن حجز مواعيد قسم التخاطب فوجدتها تتحدث مع زميلاتها في شؤون البيت وانتظرت حتى تنتهي من محاورة صديقتها لمدة تزيد عن 10 دقائق قلت لاضير ربما كانت لديها مشكلة تريد أن تفرغ مع صديقتها في العمل ما في جعبته من مشاكل الاولاد والزوج وشظف العيش وتجهيز الطعام وعلاقتها بالأقارب والجيران    .

فجأة والحمد لله انتهت من الحوار مع صديقتها وقلت لها من فضلك أريد أن أحجز لولدي موعداً لإجراء اختبار ذكاء .

جميع المواعيد مشغولة حتى شهر أكتوبر

حضرتها قررت أنه لايوجد موعد الآن فجميع المواعيد مشغولة حتى شهر أكتوبر 2021 ليس قبل ذلك .

ملاحظة : غرف التخاطب كلها كانت مغلقة ولا احد بداخلها وهذا يعني ان الساعة كانت تشير الى العاشرة والنصف صباح يوم 6 من ابريل وانه لايوجد مسئول تخاطب بالوحدة ولا يوجد أي شيء يدل على ذلك فماذا وراء هؤلاء ؟

قلت لها من فضلك أريد أن أتحدث مع المسئول عن القسم ؟

قالت لا اعرف واستنتجت انها تنفذ تعليمات وسعادته ربما يكون مشغولا أو أي أي شيء أخر

موظفون لا يقدرون حجم المعاناة

هنا لا يقدر هؤلاء الموظفين حجم المعاناة التي يتحملها الآباء والأمهات والحالات مثل حالة ولدي كثيرة والدولة والحكومة سهلت لهم سبل الحياة الكريمة لكن هؤلاء الموظفين يمعنون في التنكيل بأسر ذوي الإعاقة

وهذا ما حدث في مستشفى الأحرار .

 

مستشفى بلبيس العام

وفي طريق العودة عرجت على مستشفى بلبيس العام وقلت استخرج له تقرير طبي حديث بناء على طلبه من الجامعة يفيد بحالته وبعد ان قطعت له تذكرة دخول أخذت ابحث عن الطبيب المسئول لكي يستخرج له التقرير بحالته لكنه لم يكن موجودا بعد دخنا للبحث عنه وبسؤال ممرضه موجودة عن الطبيب قالت إنه لم يأت اليوم .

أسئلة مشروعة

هل وجود طفل من ذوي الإعاقة في الأسرة نعمة أم نقمة؟

من جهتي كأب انظر اليه على انه نعمة من الله بل أشعر بسعادة غامرة أنا وأمه واخواته البنات أنه أجمل طفل في الكون إنه حينما يأت إلى وينظر بعين الحب أشعر بطاقة من الأمل

لكن حينما نظرت الى إحدى النساء وهي تبكي لحالة ولدها ومدى القنوط الذي أصابها لوجوده في الأسرة وأن حياتها زادت شقاء فخففت عنها مواجعها بهدوء إنه عطاء من الله .

هنا أتوجه لمن يقدمون الخدمة لذوي الإعاقة

أنتم قد خولكم الله سبحانه وتعالى للقيام بمهمة إنسانية ترتقي الى أعلى الدرجات من التقرب إلى الله بخدمة هذه الفئات وأسرهم فلماذا تمعنون في التشفي بهم والتنكيل بهم من خلال إجراءات روتينية من المفترض أن تتم في مكان واحد .

بحيث لا يغادر الطفل واهله المكان إلا وقد انقضت كل العقبات أمامه فهم في أمس الحاجة الى ذلك .

حرصت حكومتنا الرشيدة على تذليل كافة العقبات امام ذوي الاعاقة بحيث يتمتعون بحياتهم ش؟أنهم شأن الاخرين من غير المعاقين

وفي كل مرة يطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعمل على خدمة هذه الفئات وتقديم كل الدعم لهم انهم في أمس الحاجة إلى التعامل معهم من منطلق أخلاقي إنساني

فهل نعي ذلك ؟

 

 

 

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights