منوعات

التحالف مع الجانب الروسي : لماذا لم يتم قبول الاتحاد السوفيتي في الناتو

  • ترجمة : على قاسم على احمد

 

استفزاز أم الرغبة في السلام ؟ خطوة إلى الأمام أم خطوات متعددة ؟ كانت القيادة السوفيتية قد تقدمت بطلب للحصول على عضوية الناتو عدة مرات ولكن في كل مرة يتم رفض الطلب . ما كان حقاً وراء هذه المحاولات ؟

ومن الثابت تاريخياً ، يجب أن يكون لكل بطل منافس له . هذا التنافس موجود في كل مجال : السياسة الخارجية ، الرياضة ، الشئون العسكرية ، وحتى الثقافة . فليس من المهم فقط أن تنجح فأنت تحتاج للقيام بذلك مبكراً وبشكل أكثر هدوءا عن منافسك

هذه التنافسية موجودة أيضا في العلاقات الدولية ؛ حيث عقب هزيمة ألمانيا النازية تستند السياسة العالمية بأكملها إلى المواجهة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي . وفى نفس الوقت كان هناك العديد من الحالات التى يمكن أن يتطور فيها الموقف على نحو غير متوقع إذا انضمت روسيا إلى حلف شمال الأطلسي

وكان الاتحاد السوفيتي قد أرسل في عام ١٩٥٤ قد أرسل مذكرة رسمية إلى كل من الولايات المتحدة الأمريكية و فرنسا و بريطانيا العظمى يطلب فيها العضوية في هذا التحالف . وأشار الاتحاد إلى أن كل من الحرب العالمية الأولى و الثانية اندلعت بعد وقت قصير من تشكيل الكتل العسكرية وكان من المفترض أن الموافقة على الطلب تؤكد الأهداف السلمية لحلف الناتو

ويرى السيد يورى كنوتوف مدير متحف قوات الدفاع الجوي أنه على الرغم من ذلك فإن لدى الاتحاد بالطبع مصالح أخرى بشأن الانضمام إلى التحالف

وصرح يورى كنوتوف في حوار مع راديو سبوتنيك ” كان من المفهوم جيداً أن هذا الطلب سيواجه بالرفض لأن دخول البلاد إلى الناتو يعني الامتصاص الفعلى للجزء الأوروبى من التحالف من قبل الاتحاد السوفيتي . لقد كان هذا مزيجاً متعدد التمريرات يحمى البلاد من اتهامات العدوان و يعطى أسبابا لإنشاء كتلتها الخاصة وكان بالفعل قد أنشئت منظمة حلف وارسو عام ١٩٥٥ ”

وقد صرح السيد الكسندر زيلين رئيس مركز دراسة المشكلات التطبيقية العامة للأمن القومي في حوار مع راديو سبوتنيك   أنه من الناحية الجغرافية البحتة فإن روسيا تمتلك العديد من الحقوق للمشاركة في حلف شمال الأطلسي لا سيما دول البلقان المشاركة في عمليات الحلف حيث أنه عندما نفك رموز كلمة الناتو فإنها تعنى تحالف من البلدان يستطيع الانضمام بشمال المحيط الأطلسي . ومع ذلك فإن المواجهة بين الغرب وروسيا اليوم تتجاوز مجال الدفاع بل هو صراع الأفكار و الفلسفات و وجهات النظر العالمية ولكن لا تزال هناك ثقة في أنه حالة علاقات الحلفاء

يرى الكسندر زيلين أيضاً ” من الممكن تحقيق الاستقرار في العالم من خلال إنشاء كتلة ليست مبنية على العداوة مع الأنظمة وانما مسؤولة عن الأمن السياسي الدولى . ولسوء الحظ سادت الأيديولوجية على الحس السليم  . ومع ذلك كان من الممكن في حالة انضمام الاتحاد السوفيتي إلى الناتو ربما يتم تجنب العديد من الصراعات العسكرية ”

فى عام ١٩٨٣ ظهرت فكرة الانضمام إلى الناتو مرة أخرى عن طريق السيد يورى اندروبوف الأمين العام للجنة المركزية في الحزب الشيوعى في اجتماع المكتب السياسي وقد اثير الموضوع على المستوى الدبلوماسي لكن بوينغ الكورية التى تم إسقاطها وضعت حدا من التوقعات مما أدى إلى ظن عدد من المؤرخين أن الطائرة تم استبدالها بشكل مصطنع لإغلاق الموضوع

وعقب انهيار الاتحاد السوفيتي كانت روسيا على استعداد لتقييم أى تنازلات من أجل الاعتراف الأوروبي بها . ولكن مرة أخرى بدا الوضع غير مقبول بالنسبة للغرب وخلال الحرب الشيشانية اللاحقة دعمت بعض دول التحالف الإرهابيين علنا

فى عام ٢٠٠٢ عندما أعلن الإرهاب الدولي عن نفسه بشكل نشط تلقت الفكرة مرة أخرى فرصة جديدة للاحياء لكن روسيا الآن لم تذعن للمتطلبات و الالتزامات الجديدة التى أقرها التحالف . وفى ذلك العام تم إنشاء مجلس الناتو الروسى ومع ذلك لم يحقق الآمال المرجوة . ومع ذلك كانت لا تزال واحدة من الذكريات القليلة جدا المتعلقة بكيفية تطور التاريخ إذا انضم الاتحاد السوفيتي إلى الناتو

 

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights