العدالة البطيئة كالظلم الناجز : صرخة أم حصلت على حكم قضائي بحضانة طفليها ولم ينفذ
ضياء الدين اليماني
السيدة مي عز الدين أم مكلومة ضاع منها كل شيء ؛ نتيجة ظلم الزوج وأهله ؛ أخذوا ذهبهها ؛ اهانوها ؛ وصل الأمر لطلاقها ؛ بسبب تدخل أهل الزوج ؛ كل هذه المظالم تحملتها حتى وصل الظلم إلى طفليها .
آسر وياسين طفلان أحدهما في الرابعة من عمره والآخر يبلغ عامين ونصف ؛ في هذه السن يكون الأطفال في أشد الحاجة لحضن الأم وعنايتها ؛ ولكن قسوة الأب أبت إلا أن يحرم هذين الطفلين من أمهما ؛ ويحرم الأم متهما ؛ ستة أشهر مرت على الأم المكلومة كأنها عشرات السنين ؛ لم تكتحل عيناها في هذه الأشهر الطويلة برؤية فلذات أكبادها ؛ تتذكر الأم يوم كانت تقص عليهما القصص قبل النوم ؛ فقد تعودا ألا يناما إلا على صوتها الرقيق ؛ تتذكر ساعة مرضهم وصحتهم ؛ ولهوهم وبكائهم ؛ ولعبهم ونومهم ؛ فيزداد قلبها اشتعالا .
حصلت الأم على حكم قضائي بحضانة طفليها ؛ وظنت المسكينة أنه قد حان وقت اللقاء ؛ ستطفأ شوقها ؛ ستضم طفليها إلى حضنها ؛ ستشم رائحتهم التي حرمت منها لشهور ؛ ولكن الأمر لم يأت كما تمنت الأم الجريحة ؛ فالزوج الذي دمر حياتها ؛ لازال يمارس الهدم ويسعى فيه بلا رحمة ولا شفقة ؛ فالأطفال معه ؛ لازال يحمل بين يديه روح هذه المسكينة ؛ فليستمر في عذابها والتنكيل بها ؛ بمجرد معرفة الزوج بالحكم مارس دور اللص الذي يهرب بما سرقه كلما شعر بمن يطارده ؛ 4 حملات لتنفيذ حكم الحضانة كان آخرها اليوم ؛ والنتيجة أن الزوج كلما بلغ بوقت التنفيذ يحمل الطفلين ومعهما روح الأم المسكينة ليهرب بهما إلى مكان آخر ؛ ويتكرر الأمر كلما خرجت حملة لتنفيذ الحكم ؛ وفي نهاية كل حملة تنهار الأم المسكينة وتغيب عن الوعي وتسبقها دموعها تشكو إلى الله معاناتها .
لم تتمالك الأم نفسها اليوم بعد انتهاء الحملة من عملها ؛ وكالعادة يجدون البيت خاليا من الطفلين ؛ رأت ملابسهم وألعابهم فطاش عقلها ؛ أخذت تصرخ كالمجنونة ‘ لا تقتلوني مرتين ؛ أخذتم أموالي ؛ وخربتم بيتي ؛ فاتركوا لي أولادي ”
صرخة من أم مكلومة ؛ كل ساعة تمر عليها في بعد طفليها ؛ تزيد حياتها جحيما وعناء ؛ حتى أضحت هيكلاً بشريا من شدة ما لاقت ؛ إنها العدالة البطيئة القاتلة يا سادة والتي تتساوى تماما مع الظلم الناجز
دعوة بدموع هذه الأم الجريحة لكل مسؤول يستطيع أن يفعل شيئاً من أجل هذه المسكينة ؛ فهل تجد قلوبا رحيمة ؟!