تقارير

نفتح ملف عمالة الصرف الصحي : الموت يحصدهم وأصحاب المقاولات يحصدون الأموال

متابعة / ضياء الدين اليماني

الصرف الصحي أو كما أطلق عليه المواطنون مقبرة الشباب ؛ شباب دفعتهم الحاجة وقلة فرص العمل ؛ إلى الدخول لهذا المجال ؛ استغلتهم شركات المقاولات والمقاولين ؛ يربحون من وراءهم الملايين ولا يوفرون لهم أدنى سبل الأمان في العمل فضلاً عن قلة العائد ؛ كم سمعنا عن شباب فقدوا حياتهم أثناء العمل ؛ أخبار تهتز لها القلوب وتفيض لها العيون ؛ فمن أجل يومية لا تزيد عن 150 جنيه لا تكاد تسد مصاريف العامل اليومية ؛ ربما فقد حياته أثناء ذلك العمل الخطير ؛ ولكن ما الحيلة وطرق الرزق مغلقة ؟ ؛ اختار هؤلاء المساكين طريق الموت ؛ كي يجمعوا الأموال لغيرهم أو يكونوا آلة لحصد الأموال لمن لا يشبعون منها ؛ فالموت لهم والثراء الفاحش لأصحاب الشركات الذين لا تعرف قلوبهم للرحمة سبيلاً .

مشروعات كبرى تحصد شركات المقاولات من وراءها الملايين ؛ بالكسب السريع الذي لا يرحم عاملاً خرج من بيته للحصول على القوت الضروري فقط ؛ فلم توفر لهم هذه الشركات أي إجراءات للأمان أو تأمين للموقع ؛ فما أجر العامل الذي تقاضاه أهله ثمناً لعمره ؛ هل أشركه أصحاب الشركات في الربح ؟ ؛ هل سعت تلك الشركات في التأمين على حياة أولئك العمال الذين يتعرضون للموت ويشربون من كأسه ؟ ؛ أم تركتهم الشركات كقطعان الأغنام في الصحاري ينجو منهم من ينجو ويموت من يموت ؛ غارات من الحزن تنزل على رؤوس المهمشين والفقراء بمقتل شاب كل فترة في هذا العمل الذي ضاع العدل فيه حتى أطلق عليه الناس مقبرة الشباب دون مقابل ؛ بل حتى الأجر اليومي الضعيف لا يتحصل عليه العامل إلا بعد معاناة من المطالبة والذل والمهانة .

رسالة إلى وزارة العمل ؛ لا تتركوا عمال الصرف الصحي نهبا لأصحاب الشركات والمقاولين ؛ لا تتركوهم لتفترسهم وحوش الطمع والجشع وجمع الأموال ؛ أقل مطالبهم توفير وسائل الأمان من شدات خشبية وتأمين لمواقع العمل ؛ إضافة إلى تأمين على العمال الذين يحملون أرواحهم كل يوم من أيام العمل على أكفهم ؛ لسنا ضد أن يتكسب الناس ويربحوا ويستثمروا اموالهم ؛ لكننا ضد أن يكون ذلك على حساب شهداء لقمة العيش .

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights