تقارير

التبرع بالسعادة… ترتيل توفيق تغير مفهوم الصدقة في برنامج نعطي الخير من أجل أن نحيي حياة

التبرع بالسعادة !
قد يبدو العنوان غريباً ؛ وقد يكون غامضا بعض الشيء ؛ لكن سيزول عجبك عزيزي القاريء عندما تقرأ هذا الخبر .
اعتاد الناس على صور نمطية من الصدقة ؛ قد تكون تبرعا بمال لفقير ؛ أو دواء لمريض ؛ وما شابه ذلك من أنواع التبرعات ؛ وتنتهي تبرعاتنا بمال في يد فقير أو طعام في بطن جائع أو دواء لمريض أرهقه ألم المرض ؛ نفعل كل ذلك لإدخال السرور والسعادة على نفوس ألفت معاني الشقاء والحرمان .
إذا فالهدف ليس سد الجوع أو تسكين المرض فقط إنما الهدف السامي للصدقة هو إسعاد المحتاجين ؛ ونقلهم ولو لساعة واحدة إلى عالم يسعد قلوبهم .
قد تكون سعادة شخص في أن يجلس في مطعم محدد ليأكل من الطعام فيه ؛ وربما مر أياما أمام أبوابه ؛ وحالت ظروفه المادية دون ذلك ؛ فمثل هذا لن يسعده الطعام كما سيسعده أن يأكل في هذا المكان.
قد تكون سعادة شخص آخر ؛ في مكان للترفيه ؛ وربما لو خيرته بين طيب الطعام وبين مثل هذا المكان لفضله على الطعام ؛ فالترفيه ليس مطلبا لأصحاب الأموال فقط ؛وانظر لطفل فقير ؛ وخيره بين دخول مدينة للملاهي وبين طعام وشراب وتفكر في أي شيء ستكون سعادته .

هذه ببساطة فكرة برنامج ” نعطي الخير من أجل أن نحيي حياة ” ؛ تلك الفكرة التي تشبعت بها ترتيل توفيق ؛ فهي تؤمن أن الناس مذاهب في السعادة ؛ وما يسعدك أنت قد لا يسعد غيرك ؛ فجعلت من برنامجها تبرعا بالسعادة .
تبدأ رحلة العطاء للبرنامج بزيارة فريق العمل للحالة الإنسانية ؛ وبعد تقديم المساعدة لها والتي تقوم بالكامل على الجهود الذاتية ؛ ينتهي التبرع المادي ليبدأ التبرع المعنوي والذي سميته التبرع بالسعادة ؛ قد تفاجيء ترتيل مضيفها بمطعم فاخر أو بمكان ترفيهي جميل ؛ ربما لم يخطر ببال هذا المضيف أن يخطو خطوات لمثل هذه الأماكن ؛ لأن حياته مليئة بضرورات الحياة التي يجب أن يواجهها ؛ فتأتي هذه المفاجأة لتسعده ولو لساعة في وسط زخم عناء الحياة.
إن إسعاد الناس غاية دعت إليها الأديان السماوية ؛ فالله يحب أن يرى عباده رحماء متراحمين ؛ يوزعون السعادة على قلوب أرهقها الشقاء ؛ واعتقد أن هذا البرنامج خطوة جميلة في هذا الطريق الموفق ؛ فانثروا لآلئ الخير هذه بين الناس، ليعلموا أن خالق الناس أبقى فيهم قلوبا تحبهم كنفسها، ونفوسا فطرتها تأبى أن تستجيب لنداءات البعض أن هلك الناس، وضاع الخير بينهم!!
فعيشوا طاقة نور، وإن كثرت الظلمات…
فالشمعة الصغيرة.. تنير غرف بيت كبير… لذا قال الله:
“وجعل الظلمات والنور”
فالظلمات الكثيرة يبددها نور ضئيل، فكيف لو كان ساطعا كهذه الصورة؟!

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights