معاناة شديدة يعيشها أهالي قرية كفر الباشا بمحافظة الشرقية يوميًا منذ سنوات طويلة؛ من أجل الحصول على حقهم في رغيف الخبر؛ فعددهم يقترب من خمسة آلاف نسمة، وحصة المخبز غير كافية؛ ويضطرون للتزاحم عليه بقوة والوقوف في طوابير طويلة، تحت أشعة الشمس الحارقة في الصيف أو وسط مياه الأمطار في الشتاء.
ولتخيف المعاناة نسبيًا؛ بدأت سيارة تابعة للمحافظة منذ عدة أعوام توفر حوالي5800 رغيف أبيض آلي في كل مرة؛ ولكن المشكلة أن هذه النوعية من الخبز لا تناسب الكثير من المرضى، وكذلك اضطرت 200 أسرة للاستعانة بسيارة أهلية لتحضر لهم الخبز البلدي يومياً من الزقازيق باشتراك شهري 40جنيها بخلاف ثمن الخبز.
وكان محافظ الشرقية (رئيس اللجنة العليا للمخابز بالمحافظة) قد اعتمد قرار لجنة المخابز بانشاء مخبز بكفرالباشا ضمن القرى الأكثر احتياجا، وعاينت لجنة المخابز بمديرية التموين في 1/4/2022 المكان وتبين مطابقته للشروط والمواصفات المعمول بها لانشاء مخابز مستجدة ( مساحة – ارتفاع – مسافة).
واضطر صاحب الترخيص لاقتراض 370 ألف جنيه ( ثلاثمائة وسبعون ألفًا) من بنك القاهرة بتاريخ 7/4/2022؛ بقسط شهري 4370 جنيها، ولكن بعدما اشترى المعدات والآلات وجهز المكان تم الطعن عليه؛ فقامت اللجنة بمعاينة مكان ثان يملكه ومرخص برقم 245 لسنة 2021 في الوحدة المحلية بصفط زريق، ومستوفي جميع الشروط والمسافة بينه وبين المخبز القائم 600 متر ومساحته 68 مترا مربعا وارتفاعه 4.50 متر وكامل التهوية.
كما اضطر صاحب الترخيص لانهاء عمله بالسعودية نهائيا لاستيفاء الاجراءات وتجهيز المكان وتركيب المعدات والآلات وتشغيله.
وظن الأهالي أن معاناتهم الشديدة طوال السنوات الماضية ستنتهي بتشغيل المخبز الجديد، وسرعان ما أرسلوا برقيات الشكر للدكتورعلي مصيلحي؛ وزير التموين على تخفيف العبء عليهم باعتماد مخبز بلدي آخر للقرية؛ ولكن سرعان ما أصدر الوزير قرارًا بوقف اجراءات تشغيل المخبر؛ لتصبح المعاناة لأهالي القرية وصاحب الرخصة أيضًا.
وأصبح الجميع يسأل: من يستطيع تخفيف معاناة أهالي القرية من أجل رغيف الخبز ؟!