هل اكتشف المصريون القدماء الكهرباء منذ آلاف السنين ؟
توماس إيدسون , بنجامين فرانكلين , أليساندرو فولتا , مايكل فارادي , وغيرهم الكثير … علماء كانت لهم صولات وجولات في تاريخ اكتشاف الكهرباء , ولكن ماذا لو أن الكهرباء كانت معروفة منذ وقت طويل لأولئك الذين عاشوا في أبعد العصور قدماً وأقلها إمكانيات …
مصر القديمة والكهرباء
– أثارت الحضارة المصرية إعجاب الكثير من العلماء والمؤرخين والناس على حد سواء على مر الزمان .. ولم يخفى على أحد ذاك الفضول الذي اقترن بكل أثر يكتشفه علماء الآثار في تلك الأرض التي عاشت لأكثر من 7 آلاف عام , ومن بين تلك الألغاز المحيرة بشأن الآثار الفرعونية , كانت المقابر التي تميزت بكمالها الفني وسط الظلام الدامس , فلا يعرف العلماء على وجه اليقين كيف استطاع المصري القديم الرسم والنحت بتلك الدقة على جدران المقابر الفرعونية في ظلام دامس وفي تلك الممرات الضخمة القابعة تحت الأرض في أماكن مختلفة تحت أرض مصر !
وكيف تمكن المصري القديم من إدارة كل تلك الأعياد التي ذُكرت في نصوصهم القديمة بدون مصدر ثابت للضوء ؟
تلك الأسئلة تمت الإجابة عنها جزئياً من قبل علماء الآثار والمؤرخين و ولكم لم يتم قبول تلك الإجابات من قبل الجميع .
فقط ظهرت فرضية مثيرة للإعجاب, حيث زعم عدد من الباحثين أنه تم اكتشاف الكهرباء في العالم القديم , وكان الكهنة في مصر القديمة هم أول من استخدم الكهرباء في إنارة المقابر تحت الأرض , وما عزز فرضيتهم تلك ما تم العثور عليه من نقوش غطت جدران زاوية مظلمة تقع في سرداب في معبد حتحور في دندرة .
نقوش معبد دندرة
أحد تلك النقوش جذب انتباه مهندس نرويجي كان من زوار المعبد , والذي لم يكن لديه شك في أن ما رآه بالفعل لم يكن غير مصباح كهربي .
انتشرت تلك الفرضية سريعاً , وأثارت تلك النقوش فضول المهندسين والباحثين على حد سواء , وبعد دراستها , أكدَّ العديد من الباحثين أن تلك الصورة على جدران معبد حتحور تبدو بالفعل كمصباح كهربائي من نوع ( أنبوب كروكس ) – وهو عبارة تجربة كهربائية قديمة تم فيها استخدام أنبوب تفريغ مُفرّغ جزئيًا أجراها الفيزيائي الإنجليزي وليام كروكس ومساعدوه بين عامي 1869-1875 م، وقد اكتشف خلال التجربة وجود الأشعة المهبطية أو تيار الإلكترونات ( أشعة الكاثود ) .
أنبوب كروكس
وعندما يكون الأنبوب قيد التشغيل , يتم إنتاج حزمة من الطاقة ( الإلكترونات ) التي تدخل إلى أنبوب الكاثود حتى تصل إلى نهاية الطرف المقابل .
في صورة المعبد : نجد أنه تم تمثيل حزمة الإلكترونات بأفعى متوجة طويلة يمتد ذيلها كسلك يتصل بقاعدة على شكل وردة اللوتس وموصولة بسلك يدخل في جسم مربع الشكل يبدو وكأنه بطارية , وبالقرب من ذلك الشكل المربع يجلس شخص يرمز لآله الهواء عند المصريين القدماء , مع وجود ثلاثة أشخاص تحت ذلك النقش وقرد يحمل ما يشبه السكاكين في الجهة المقابلة للمصباح , ويعتقد العلماء أن ذلك القرد الحامل للسكاكين يبدو كعلامة للتحذير من خطر الصعقة الكهربائية إذا تم لمس الأسلاك والمصباح , وجدير بالذكر أن الأفعى في مصر القديمة كانت ترمز للطاقة الإلهية .
وفقاً للباحثين فإن أوجه التشابه هائلة بين تلك النقوش وأنبوب كروكس الذي نعرفه اليوم .
مناصري تلك الفرضية يعتقدون أن تلك المصابيح المصرية القديمة هي مفتاح اللغز لكيفية تصميم تلك المنحوتات المعقدة , واللوحات والنقوش الجدارية على طول جدران المعابد القديمة والمقابر الفرعونية .
وعلى الرغم من ذلك يرى الباحثون التقليديون أن الفراعنة المصريين استخدموا الفوانيس والمصابيح الزيتية العادية على مر السنين , ولكن العلماء فشلوا في العثور على آثار السخام الناتج عن مصابيح الزيت .
اعتقد البعض أيضاً أن الفراعنة استخدموا الإضاءة المنعكسة على المرايا المصرية القديمة , ولكنهم وجدوا أنها قد تكون غير فعّالة للغاية لأن تلك المرايا كانت مصنوعة من النحاس المصقول ولا يمكنها أن تعكس الضوء بشكل كافي لكي يرتد من سبع أو ثمان مرايا لتوصيل ما يكفي من الإنارة إلى الغرف الموجودة تحت الأرض , ولم تكن المرايا فقط هي القضية , ولكن بالنظر إلى حقيقة إن الشمس تتحرك عبر السماء كل يوم , فكان لا بد على المصريين القدماء أن يضبطوا باستمرار وضع المرايا لتعكس الضوء بدقة .. مما يجعل تلك النظرية أيضاً ليست خياراً جيداً .
إذاً فهل توصل المصريون القدماء بالفعل إلى تلك الطاقة الكهربائية منذ آلاف السنين ؟
هل ستكشف لنا آثارهم يوماً ما عن تلك الحقيقة التي ربما ستعيد كتابة التاريخ من جديد ؟
لا أحد يعلم .. فأطنان من الخبايا والأسرار مازالت قابعة هناك منذ آلاف السنين تحت تلك الأرض العتيقة بانتظار من يكشف عنها الستار .