حضارة وتاريخ

“الدولة الأموية” عاش في حكمها ثلث سكان العالم وسقطت في كربلاء

 

 

كتبت : هند الفقي

يعد عصر الدولة الأموية من أبرز العصور التاريخية التي مرت في تاريخ الإسلام، فقد شهدت الدولة الأموية الإسلامية توسعاً كبيراً حول العالم حتى وصلت أطراف الصين من الشرق، ومن الغرب وصلت إلى جنوبي فرنسا، كما لا يمكن نسيان الأندلس التي فتحت وازدهرت بشكل كبير في عصر الأمويين، وقد بدأ عصر الأمويين عام 41 هجري عندما تمت مبايعة معاوية بن أبي سفيان مؤسس الدولة الأموية بالخلافة، لحقن دماء المسلمين، وقد تنازل الحسن بن علي رضي الله عنهما بالخلافة لمعاوية بن أبي سفيان.

 

هذا وقد امتدت الخلافة الأموية إلى 90 عاماً تقريباً، ويمكن تقسيم عمر الدولة الأموية إلى أكثر من قسم بحسب قوة الدولة وازدهارها: القسم الأول هو عصر القوة والازدهار، ويمتد هذا العصر من تاريخ قيام الدولة الاموية في الاندلس على يد معاوية بن أبي سفيان، إلى نهاية خلافة ابنه يزيد بن معاوية بن أبي سفيان عام 64 هجري، أما عصر القوة الثاني فهو يمتد من عام 86 إلى عام 125 هجري، أما القسم الثاني فهو عصر ضعيف وقصير وقد امتد من عام 125 إلى 132 هجري وهو تاريخ انتهاء خلافة الأمويين وسقوط دولتهم.

 

التطوّرات والإنجازات في عهد بداية الدولة الأموية:

1-رجعت حركة الفتوحات الإسلاميّة من جديد.

2-أصبحت مدينة دمشق عاصمة للدولة بدلاً من الكوفة. 3-استعاد المسلمون أراضي أرمينيا.

4- تطور ديوان البريد، وأنشأ ديوان الخاتم.

5-إلغاء نظام مجلس الشورى.

6-تأسس نظاماً للشرطة.

 

السكان في الدولة الأموية:

حسب إحصائيات عام 750م بلغ عدد سكانها 34,000,000 مليون نسمة، ويتحدّث سكانها اللغة العربية التي تعتبر اللغة الرسمية في الدولة، بالإضافة إلى عدد من اللغات المحليّة الخاصّة ببعض الأقليات كاللغة الكرجيّة، والآراميّة، والأمازيغيّة، والأرمنيّة، والعبرانيّة، والتركيّة، والكرديّة، والروميّة، والفهلويّة، والقبطيّة، والمستعربة.

أمّا ديانة السكان فكان الدين الإسلامي هو دين الغالبية، ويوجد بعض الأقليات التي تدين بالديانة الصابئية، والديانة المسيحيّة، والديانة المجوسية، والديانة اليهودية.

 

أبرز معالم الدولة الأموية:

كان قيام الدولة الأموية وأبرز خلفائها في بلاد الشام له أثر كبير في تطوّر الحضارة الإسلاميّة، وازدهار العمارة كذلك، وهذا نتيجة طبيعية لدولة كان التوسع من أسسها الرئيسة، وفيما يأتي أبرز معالم الدولة الأموية؛

1-الجامع الاموي :

وهو جامع بني أميّة الكبير الذي كان نصفه كنيسة والنصف الآخر مسجد، حتى جاء الخليفة الأمويّ الوليد بن عبد الملك وحوّله بالكامل إلى مسجد، وهو يقع في بلاد الشام في العاصمه دمشق.

2-قبة الصخره:

من أبرز معالم العمارة الأموية في فلسطين، وقد أمر ببناء قبة الصخرة الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وانتهى بناء قبة الصخرة عام 72هـ لتكون من شاهدًا على العمارة في العصر الأمويّ.

 

أبرز خلفاء الدله الامويه:

*معاويه ابن ابي سفيان..

معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، هو مؤسس الدولة الأموية عام 41 هجري، كان والياً على الشام منذ عشرين عاماً قبل مبايعته بخلافة المسلمين، مما أكسبه خبرة سياسية كبيرة، كما أن جميع المسلمين بايعوه وشهدوا له وأثنوا عليه وعلى فترة حكمه، وتوفي معاوية في دمشق عام 60 هجري.

 

عمر بن عبدالعزيز :

يعد عمر بن عبد العزيز أحد أشهر وأهم الخلفاء المسلمين، نظراً لما يعرف عنه من العدل والتقوى والإخلاص في الحكم، وقد تسلم عمر بن عبد العزيز الخلافة بعد وفاة ابن عمه سليمان بن عبد الملك عام 99 هجري، وقد عمل عمر بن عبد العزيز على نشر العلم والدين بين الناس.

*عبدالملك بن مروان:

تسلم عبد الملك بن مروان الخلافة عام 65 هجري، ، وكان همه الأول والأخير هو توحيد الأمة الإسلامية فقام بفرض سيطرته على الشام والعراق والحجاز لتوحيدها، وكان عبد الملك بن مروان هو أول من قام بتعريب دواوين الخراريج، وصك عملة إسلامية موحدة، وقد توفي عبد الملك بن مروان عام 86 هجري.

الوليد بن عبدالملك:

تسلم الوليد بن عبد الملك الخلافة بعد موت أبيه عام 86 هجري، وكان الوليد محباً للقرآن والجهاد في سبيل الله، وقد شهدت الدولة الأموية في عهده الكثير من الازدهار والتوسع حتى وصلت حدود الصين والأندلس، وتوفي الوليد بن عبد الملك عام 96 هجري.

 

اسباب سقوط الدوله الامويه:

توسّعت الدولة الاموية لتصبح من اكبر الامبراطوريات في التاريخ حيث عاش في حكمها ثلث سكان العالم في ذلك الوقت، وعلى الرغم من الإنجازات الكبيرة التي حققتها الدولة الاموية، إلا أنَّها لم تستمر إلّا تسعين عامًا تقريبًا ومن أهم *أسباب سقوط الدولة الأموية* :

1- معركه كربلاء..

تعدّ معركة كربلاء إحدى أهم أسباب سقوط الدولة الأموية، وهي المعركة التي قتل فيها الحسين بن علي ومجموعة من آل البيت النبويّ، فأصبحت غالبية المسلمين ضد الحكم الاموي بعد هذه المعركة.

2-الشيعه والخوارج..

الذين حاربوا كل حاكم أموي تقريبًا، وكان لهم مناصريهم من الشعراء ومن عامّة الناس، مما أسهم في إضعاف الأمويين، فكانت ثورتهم إحدى أسباب أهم أسباب

سقوط الدولة الأموية

3-الخلافات القبيلة..

وانتشار العداء بين القبائل بسبب دعم الدولة الأموية لبعض القبائل بما يناسب مصالحها.

4-الحكومة المتسلسلة..

وتوريث الحكم في الدولة على عكس ما يرغب به المسلمون.

5-معارك الخزر..

وقد كانت المعارك بين الدولة والخزر في بلاد القوقاز كبيرة مما اضطر الأمويين إلى إرسال معظم جيوشهم بعيد عن الشام، وقد استغلّ العباسيون هذه الظروف كلّها، واستطاعوا في نهاية المطاف من إسقاط الدولة الاموية وقتل الأسرة الأموية كلّها، ولم ينجُ منهم سوى حفيد هشام عبد الرحمن الأول الذي هرب إلى الأندلس، وأقام دولة إسلامية فيها، وأعلنها تتمة لخلافة الامويين.

 

نتائج سقوط الدوله الاموية

بعد معرفة أسباب سقوط الدولة الأموية لا بدّ من الحديث عن نتائج سقوطها، وقد ضعفت الدولة الاموية في زمن الخليفة الاموي مروان بن محمد، وكثرت الثورات في جميع أنحاء الدولة الاموية ظهرت ثورة العباسيين في منطقة خراسان، زحف الخليفة لإخماد ثورة العباسيين في جيش كبير إلى منطقة الزاب التي تقع في شمال العراق والتقى بجيش العباسيين بقيادة عبد الله بن علي بن عبد الله وهو عم أبو العباس عبدالله السفاح، انتصر جيش العباسيين وهرب مروان بن محمد وتبعه العباسيون الى مصر وقتلوه في سنة 132هجريّة، 750 ميلاديّة.

 

وكان من نتائج هذه المعركة ظهور الدولة العباسية وقوتها التي بدأت تلاحق الامويين وتقتلهم حيثما وجدوا، ولم ينجُ من الأمويين إلّا الأمير عبد الرحمن الداخل الذي تمكن من الهروب الى الأندلس وأعلن استقلاله بها بذلك تمكّن الأمويون من البقاء فأسّسوا دولة جديدة في الأندلس التي بقيت تحت الحكم الأموي زهاء ثلاثة قرون، وقد أقام عبد الرحمن حكمه في الأندلس على أسس بعيدة عن القبلية والعنصرية فحجّم نفوذ القبائل وجعل سلطة الدولة ممثلة بالأمير فقط، وبدأت الأندلس بمسيرة الحضارة والرقي.

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights