حضارة وتاريخ

“سبيل محمد علي” بالعقادين تحفه معماريه في القاهرة الفاطمية 

 

 

 

كتبت : شيماء ياسر

 

تحتضن العاصمة المصرية القاهرة الكثير من الأسبلة التي تشير إلى ارتباط العمارة الإسلامية بالحياة اليومية لدى المصريين، ولعل أكبرها وأشهرها هو سبيل محمد علي الموجود في منطقة العقادين على رأس حارة الروم المتفرعة من شارع المعز لدين الله الفاطمي، والقريب من مسجد المؤيد شيخ في حي الغورية، وعلى بعد 100 متر من بوابة باب زويلة، حيث شنق السلطان طومان باي آخر سلاطين المماليك في مصر.

 

نبذة عن الأسبلة:-عرفت الأسبلة في العصور السابقه تحديدا العصر المملوكي ثم تطورت اكثر في العصر العثماني وكان السبيل بمثابة عمل خيري ليشرب منه الماره ومن لا يستطيع شراء الماء من السقايا».

 

ومن اشهر الاسبلة التى انشأها محمد علي هذا السبيل الذي انشأؤه عام 1820م كصدقة جارية على روح ابنه احمد طوسون باشا اثر وفاته بمرض الطاعون وكان شابا عشرينيا ويقع السبيل بحارة الروم بالعقادين في منطقة الغورية وبناه ع الطراز العثماني الموجود في تركيا ويتكون من طابقين الطابق الأول يقع تحت الأرض على عمق 9 أمتار لتخزين الماء وسقفه من رخام لتبريد المياه والطابق الثاني فهو كتاب لتعليم الأطفال القراءة والكتابة ويتميز السبيل برفرفه الخشبي الذي بني ع الطراز الاوروبي وفناؤه الواسع وتطور بعد.ذلك.السبيل ليصبح في عهد الخديوي إسماعيل مدرسة ابتدائية إلى ان تغيرت معالمه ع يد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وتحويله كامل ليصبح كمدرسة ابتدائية وظل ع هذا إلى ان حدث زلزال 1992وتم.اغلاقه خوفا ع الأطفال من انهياره الى ان استطاع مركز البحوث الأمريكي إعادة المكان كما كان عليه عام1998 ليصبح مزارا سياحيا.

 

يقع هذا الاثر في منطقة العقادين رأس حاره الروم المتفرعة من شارع المعز لدين الله الفاطمي اسسها محمد على باشا والذي يعتبر مؤسس دولة مصر الحديثة وكما ذكرت بعض المصادر التاريخية ان هذا السبيل قام محمد علي بانشائه صدقة على روح ابنه طوسون الذي توفي بمرض الطاعون عام 1816م – 1231هـ حيث كان عمره وقتها 22 عاما. ومن المعروف تاريخا ان الامير طوسون كان احب ابناء محمد علي باشا له.

ويعتبر هذا الأثر قيمة معمارية عظيمة وكانت حديثة على معمار مصر آنذاك حيث تأثر محمد على بطراز العمارة الذي كان سائدا في اسطنبول في ذلك الوقت والذي يعتبر هو ذاته تحويرا عثمانيا لطراز معماري أوروبي.

 

الواجهة الرئيسية للسبيل:

يتجلى الطراز الإسطنبولي في الواجهة الخارجية حيث كانت مقوسة بها باب مدخل السبيل وبها ايضا خمس شبابيك، كسيت الواجهة الخارجية بالرخام الأبيض، أما الشبابيك فهى من النحاس المحلى باشكال زخرفية.

يعلو كل شباك لوحة من الرخام الابيض كتبت عليها بعض النصوص باللغه التركية والتي تتحدث عن الماء وأهميته. ويغطى كل تفاصيل الواجهة الخارجية رفرف بارز صنع من الخشب ومحلى بالنقوس والزخارف

 

الغرفة الأولى:

ومن باب المدخل يصل إلى الغرفة الأولى للسبيل وهذه الغرفة يعلوها من الداخل قبه نقشت عليها زخارف ونقوش ملونة، ويوجد بهذه الحجرة الأن عدد من الحوامل الخشبيه التى تحمل لوحات كتب على كل واحدة منهم نص من النصوص التركيه التي حفرت على جدران أو واجهة الأثر وقد ترجمت هذه النصوص على هذه اللوحات إلى اللغه العربية واللغة الانجليزية

 

غرفة الصهريج:

توصل الغرفة الأولى للغرفة الثانيةه والتي تسمى غرفة الصهريج والصهريخ هو مكان على عمق كبير تحت المبنى الأصلى وكان يستخدم قديما لتخزين المياه. تحتوى غرفة الصهريخ على فتحة في الأرض وبها سلم خشبي ليصل الغرفه بباطن الصهريج وتحاط هذه الفتحه بسور دائري صنع من الخشب.

كما توجد بكل من الغرفة الأولى والثانية فتحة صغيرة مغطاة بالزجاج القوى تتيح النظر إلى داخل الصهريج.

 

صحن السبيل:

تؤدى غرفة الصهريج إلى صحن السبيل المكشوف وهذا الصحن يفتقد لوجود تفاصيل كثيره فعيتبر اكبر التفاصيل الموجودة به هو باب جانبي يفتح على حارة الروم.

وبالواجهة الشمالية للصحن نجد خمس حنيات علق بمنتصفهم صوره لمحمد على باشا كما ان باب الصحن المؤدي لغرفة الصهريخ يعلو نص كتابي يقول: “من الماء كل شئ”

وفى هذا الصحن مدخل للسلم المؤدى للطابق الثانى الذى به الكُتَّاب.

الواجهة الخارجية للسبيل

مدخل الكتاب فى الطابق الثانى

الكتاب ولوحات حياة محمد علي باشا:

اما الكتاب يتكون ممن ممر طويل وغرفة واحدة. والغرفة تحتوي على بعض نماذج الكتب التي كان يتم تدريسها وبعض النبذات عن اهتمام محمد علي بالتعليم في مصر في زمن محمد علي.

أما الممر فقد احتوى على عشرون حامل خشبي كل حامل عليه لوحه تحمل رقم ففي عشرون لوحة لخصت حياة محمد علي من المولد والنشأة إلى الوفاة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights