حضارة وتاريخ

“تل اليهود”كنز أثري مهجور ببلبيس في الشرقية

 

كتب الاثري: محمود صقر

تقع “تل اليهود” المعروفه بتل غيته والمعروفه سابقا “عزبة الأعصر” في مركز بلبيس بمحافظة الشرقيه والتي تبعد عن الزقازيق 20 كيلو متر.

حيث تحصل الشرقيه علي مواقع أثرية عديدة ومتنوعة وعواصم إدارية ودينية بالنسبه للمصريين القدماء، ومقرا للأسر (التاسعه عشر الي الأسرة الثانيه والعشرين ) وتعد الشرقيه ممر للأنبياء والصحابة حيث تعد هيا البواب الشرقيه لمصر وكان يمر بها فرع النيل ((التانيسي )) والتي عرب الي الفرع البوبستي والذي كان يتصل من الطرف الشرقي بحيره المنزله ومصب مجري بحر ((مويس)) الموجود حاليا في مدينه الزقازيق حاليا ويقال ان الشرقيه بها تلت اثار مصر

 تل اليهود ((تل غيته))

الأهمية التاريخية اشتق اسم غيته من الجنود اليونان الذين كانو يقيمو بيها القلاع وتحصينهات هذا الموقع

اكتشافاتها اجرت حفائر بها في الخمسينات بمعرفه العالم الانجليزي (( جرد دنكان)) وايضا اجريت حفائر مواسم 1975-1978-1986 وعثر بها علي اواني فخاريه – وقواعد من الحجر الجيري وبعض المتعلقات الشخصيه

 

أولاً يطلق عليها اسم ((تل اليهود)) نحن لا ندري من اين جاء هذه التسميه ولاكن هوا تل رملي متسع وتنتشر اجزاء الفخارعلي سطحه العلوي بكثره ويبعد عن بلبيس بحوالي عشره كيلومترات تقريبا

بدأ التل يتناقص في السنين الاخيره بسبب الاصلاح الزراعي المستمر حتي ثبت المساحه التابعه لوزاره الاثار والتي تبلغ مساحتها ثمانيه وعشرون فدانا ويمكن ان نلاحظ ذالك عند الاقتراب من الموقع فنري الاراضي الزراعيه تحيط بالتل الاثري من كل جانب والمنازل من الجانب الاخر

ويبدو ان اسم ((غيته)) الذي اطلق علي البلده القائمه بالمنطقه الاثريه وكذالك التل يرجع _ كما اوضح ((دنكان)) الي ان الاسم اشتق من الاسم اليوناني لبعض الجنود المرتزقه الذين كانو يقيمو في قلاع الموقع وتحصيناته بغرض الدفاع عن الحدود الشرقيه للبلاد

 

وبالرغم من ان ((دنكان)) قد قام ببعض المجسات بالموقع كشف فيها مبدئيا عن طبيعه المكان , كما استطاع ان يكشف علي الجبانه ونشر نتيجه محجساته في مؤلف ((بتري)) عن ((الهكسوس والمدن اليهوديه )) الا ان العمل السريع الذي قام بيه ((دنكان)) يجعلنا نشك في مضمون النتائج التي وصل لها خصوصا اذا اخذنا في الحسبان اتساع التل وصعوبه نقل الرمال من الموقع مع قصر المده التي امضاها ((دنكان)) بالمنطقه الاثريه حيث استغرقت اقل من شهر

 

واوضح دنكان بأن الابنيه القديمه التي كشفت عنها مجساته هي تحصينات حربيه تشبه تحصينات بلده(( الشغمبه )) القريبه من بلبيس وبين ايضا ان القلاع كانت تمتد الي مسافات كبيره وانها تحصينات عظيمه وقد بذل الكثير في تدعيمها وتقويتها علي مر الزمن وان تاريخها يرجع الي عصر الاسره الثانيه والعشرين , واوضح ((دنكان)) بخصوص الفخار الموجود بكثره انه يرجع في ذالك للعصر الروماني مما يدل علي ان الرومان اهتمو بالمواقع واعادو استخدامها مما يدل علي ان ((تل الياهود )) عاصرت فتره كبيره جدا في عهد المصريين القدماء

 

اما جبانه المنطقه فلم يقيم ((دنكان)) بتنظيفها تماما بل اكتفي بحفر بؤرات للوصول للنتائج سريعا موضحآ بأن جانب منها استعمل مدفن للجنود ويظهر ان اصلهم يوناني ويستدل علي ذالك مما وجد معاهم من متعلقات تخصهم .

 

ومن خلال هذه النتائج يوجد دوافع ليتم العمل علي ضروره حفر التل حفرا علميا منظما قبل ان تضيع البقيه

 

المصدر / كتاب الدكتور إبراهيم كامل (شرق الدلتا )

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights