حضارة وتاريخ

الحاكم مؤيد شيخ

 

كتبت: زهو عبدالحميد

 

سوف أخبركم اليوم ف هذا المقال عن حاكم مملوكي لم يعرفهُ الكثير منّا، بل الكثيرُ منّا لم نسمع إسمهُ من قبل وهو السلطان ” المؤيد شيخ”

 

نسبهُ:

هو الملك المؤيد أبو النصر الشيخ بن عبدالله المحمودي الظاهري.

 

_إتلقب بالمحمودي نسبة لأستاذهُ الخواجا ” محمود شاه”.

_وبالظاهري نسبة لأستاذهُ ” الظاهر برقوق ”.

_ولقب ايضاً بسلطان الروم.

 

نبذه عن المؤيد الشيخ :

 

المؤيد الشيخ قدم الي مصر وهو عمرهُ 12 عاماً وكان ذكياً جميل الخِلقة.

هو من سلاطين الدولة المملوكيه ‘الشركسية’ في مصر، حكم وهو عندهُ حوالي 44 سنة وظل في الحكم إلي ان توفاهُ الله.

 

سبب مجيئهُ إلي مصر :

 

قبل مجيئهُ إلي مصر عينهُ السلطان فرج بن برقوق ف الحرس السلطاني ثم جعلهُ أميراً للحج ثم نائباً للشام.

_بعدما أصبح برقوق حاكماً أعتق المؤيد الشيخ، وقرر تعينهُ في الحرس السلطاني، وأرسلهُ للشام لإخماد حركة تمرد هناك، فعاد منها فارساً ذا هَيبهْ؛ بعدما كان فيها من قبل فيها عبداً مملوكاً، وعند نزولهُ إلى مصر منتصراً حدثت فتنة غيرّت الوضع تماماً، حيثُ نزل الأمير ” منطاش” من الشام بجند كثيفهْ لكي يخلع السلطان برقوق، وأمر بالقبض على المؤيد، لأنهُ أحد أهم رجالهُ، وألقاهُ في أحد أبشع سجون القاهرة في ذلك الوقت وهو ” خزانة شمائل ” الذي لقي فيه من التعذيب صنوف كثيرة، فنذر في نفسهِ إذا خرج من هذا السجن أن يحولهُ إلي مسجد، وبعد فترة لم تدم طويلة، إستطاع برقوق التغلب على ” منطاش” وعدمهُ على باب زويلة، وبعدها خرج المؤيد شيخ من السجن.

 

تولية المؤيد شيخ حكم مصر:

 

بعد مقتل السلطان فرج برقوق تولى ” العباسي المستعين بالله” الحكم لمدة ستة أشهر، ثم قام” الأمير شيخ المحمودي” بتعين “المؤيد شيخ” نائباً للملك، ثم عينهُ شريكاً ف الملك؛ ثم استطاع الملك المؤيد الإنفراد بالسلطة.

 

تمرد الشام:

 

بعد أن تولى السلطة بذل جهود لكي يرضي الأمراء، والمماليك والعساكر، فأغرقهم بالهبات، والإقطاعات؛ وبهذا إستطاع تثبيت نفسهُ على عرش مصر.

 

ولكن بعد ذلك واجهتهُ مشكلة كبيرة في الشام، حيث قام الأمير ” نوروز” بالتمرد عليه ورفض أن يعترف بسلطتة، وهددهُ، فذهب إليه ” المؤيد شيخ” بعسكر مصر وأعدمهُ.

وذُكر أن نوروز إستسلم لهُ، وأخذ منهُ الأمان بحضور القضاه والأمراء ووعدهُ المؤيد أن يسامحهُ، ولكن بعدما قبض عليهِ أعدمهُ بحجة، أن طلب الأمان لم يكن واضحاً.

 

_لم يكن تمرد النوروز الوحيد الذي واجهه الملم المؤيد، ففي الشام أيضاًحدث تمرد ثاني قامت بهِ الإمرات التركمانية، فخرج المؤيد شيخ مرتين بعسكر مصر لإخضاعها في عام 1415 وعام 1417.

_تمرد علية التركمان مرة أخري سنة 1419 فبعث إليهم إبنهُ إبراهيم بالعسكر ونجح في إخضاعهم.

 

الأحوال بعد السيطرة على تمرد الشام:

 

بعد أن تخلص من مؤامرات الشام استقرت الأحوال في مصر، فعمل عدة أمور:

_عمل إصلاحات نقدية.

_وسك العملة ” المؤيدية”.

وعلي الرغم من أنه لغي ضرائب وخفف علي الناس لكن وضع ضرائب أخري أرهقتهم أكثر.

_ في ظل هذه الظروف إنتشر الطاعون في مصر، وسوريا وشمال افريقيا، وكل الشرق الاوسط، وتبعهُ غلا ف الأسعار، وانتشر الجوع.

 

_إتعرضت مصر لأزمة عيش كبيرة عند وجود السلطان المؤيد في الشام، لمحاربة المتمردين؛ بسبب نقص توريدات القمح من الصعيد وذلك بسبب هجمات العربان على القرى، التي دمرت المخزون القمحي، وقلت مياة النيل، وإزدحمت الناس أمام المخابز وماتوا أيضاً لكي يدافعو عن الخبز.

 

اتسببت أزمة العيش، في إرتفاع أسعار الأكل بصفة عامة.

 

_لما رجع المؤيد إلي القاهرة عمل جاهداً لإنهاء هذه الأزمة وبُعتت عساكر، إلي الصعيد لمحاربة العربان، فبدأت توريد كميات كبيرة من القمح، فأصبح الخبز بكميات ضخمة ف الأسواق، و المخابز.

فإستطاع المؤيد شيخ ان يقضي علي هذه المجاعة.

 

وفاتهُ:

 

ظل الملك المؤيد شيخ في الحكم إلي ان توفي من المرض يوم الإتنين 13 يناير سنة 1421م.

بعد أن حكم 8سنوات ، وخمسة أشهر.

وكان يبلغ من العمر خمسة وستون سنة.

 

_بعد وفاتهُ تولى إبنهُ شهاب الدين بوصية منهُ وهو عمرهُ أقل من سنتين فكان أصغر سلطان تولى عرش مصر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights