حضارة وتاريخسلايدر

المسحراتي الحلقة الخامسة ..عظماء الإسلام ” حاكم مصر الصحابي الجليل مسلمه بن مخلد”

 

كتب : أحمد عثمان عوض

 

تعريفه:

هو الصحابى الجليل مسلمة بن مخلد بن الصامت الأنصارى الصحابى الخزرجى

 

ولد مسلمة عند مقدم النبى صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة وكان عمره عشر سنوات حين موت النبى صلى الله عليه وسلم وجاء إلى مصر ضمن المدد الذى طلبه القائد عمرو بن العاص من الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنهما وكان جيش عمرو يومئذ يبلغ أربعة آلاف جندى.

ولما أبطأ الفتح على عمرو بن العاص كتب الى الخليفة عمر بن الخطاب يطلب منه المدد فأمده بأربعة آلاف رجل على كل ألف رجل منهم رجل مقام الألف وكتب إليه عمر يقول إنى قد أمددتك بأربعة آلاف رجل على كل ألف رجل منهم رجل مقام الألف وهم الزبير بن العوام والمقداد بن الأسود وعبادة بن الصامت ومسلمة بن مخلد وأعلم أن معك اثنى عشر ألفاً ولا يغلب إثنا عشر ألفاً من قلة هذا طبقًا لدراسة أثرية للباحث فى الآثار الإسلامية أبو العلا خليل والذى يعرض منبر الحضارة جوانب من هذه الدراسة الهامة.

ويحكي ريحان، كان المسلمون يحاصرون القوات البيزنطية المتحصنة داخل حصن بابليون ويذكر إبن ظهيرة فى كتاب الفضائل الباهرة (فأحاط المسلمون بالحصن ولما رأى الزبير بن العوام خللاً فى الحصن نصب سلماً وأسنده إلى الحصن وقال إنى أهب نفسى لله عز وجل فمن شاء فليتبعنى فما شعروا إلا والبطل العربى الزبير بن العوام ومعه مسلمة بن مخلد على رأس الحصن يكبر ومعه السيف واندفع الناس على السلم وكبر الزبير فأجابه المسلمون من الخارج وعمد الزبير وأصحابه إلى باب الحصن ففتحوه واقتحم المسلمون الحصن.

تولية مسلمه بن مخلد

ولي علي مصر عام 47 هـ من قبل الخليفة الأموى معاوية بن أبى سفيان بعد عزل الوالى عقبة بن عامر الجهنى ويذكر إبن تغرى بردى فى كتاب النجوم الزاهرة قدم مسلمة بن مخلد على معاوية بدمشق فولاه مصر وأمره أن يكتم ذلك عن عقبة بن عامر ثم سيره إلى مصر وأمر معاوية عقبة بغزو رودس ومعه مسلمة بن مخلد المذكور وخرجا الى الإسكندرية ثم توجها فى البحر فلما سار عقبة استولى مسلمة على سرير إمرته.

 

بناء كنيسة الفسطاط

 

ويشير الكندى فى كتاب الولاة والقضاة فبلغ ذلك عقبة بن عامر فقال عقبة مالى أرى الأمر أبطأ على قالوا ولى مسلمة بن مخلد فقال عقبة ما أنصفنا معاوية عزلنا وغزانا ودامت ولاية مسلمة على مصر مدة خمس عشرة سنة وأربعة أشهر وفى أيامه بنيت اول كنيسة بفسطاط مصر والحديث للسيوطى فى حسن المحاضرة فأنكر ذلك الجند على مسلمة وقالوا له أتقر لهم أن يبنوا الكنائس حتى كاد أن يقع بينهم وبينه فاحتج عليهم مسلمة يومئذ فقال إنها ليست قيروانكم وإنما هى خارجة فى أرضهم ويقصد أرض مصر فسكتوا عن ذلك .

 

مسلمة وجامع عمرو

 

ويوضح ريحان ، أشارت دراسة الباحث فى الآثار الإسلامية أبو العلا خليل إلى أنه أثناء إمارة مسلمة بن مخلد نزل الروم بالبرلس عام 53هـ فخرج المسلمون إليهم وردوهم براً وبحراً ويعد مسلمة بن مخلد صاحب أول زيادة فى جامع عمرو بن العاص حين ضاق المسجد بأهله فزاد فيه من شرقيه ومن بحريه وجعل له رحبة كان الناس يصيفون فيها كما يعد مسلمة أول من جعل المآذن فى المساجد الإسلامية عام 53هـ وكانوا قبل ذلك يؤذنون على ظهر الجامع أو على بابه وتتضمن عمارة مسلمة لجامع عمرو بن العاص بناء صومعة عند كل ركن من أركانه وجعل فيه منائر وزاد عدد المؤذنين وأمرهم أن يؤذنوا للفجر اذا مضى نصف الليل وأمر ألا يضرب فيه ناقوس عند الفجر كما كان يضرب أولاً

 

استقبال السيدة زينب

 

ويشير الخبير الأثاري الدكتورريحان يقع ضريح مسلمة بن مخلد بشارع سوق مسلمة قرب جامع عمرو بن العاص حيث يشير إلى بعض المصادر التى تنسب إلى الوالى مسلمة بن مخلد استقباله للسيدة زينب إبنة الإمام على بن أبى طالب وحفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم التى اختارت الإقامة بمصر عقب مقتل أخيها الحسين وعن ذلك يذكر العبيدلى النسابة فى كتاب أخبار الزينبات (لما أمر يزيد بن معاوية بتفريق أهل البيت فى الأقطار اختارت السيده زينب الإقامة بمصر فلما اتصل خبر ذلك بوالى مصر مسلمة بن مخلد الأنصارى توجه هو وأعيان مصر للقائها ووافق دخولها رضى الله عنها مصر أول شعبان سنة 61هـ وأنزلها الوالى مسلمة بداره بالحمراء القصوى فأقامت بها أحد عشر شهراً ونحو 15 يوماً من شعبان.

 

وفاة السيدة زينب

 

ويتابع ريحان بأن محمد بن أسعد الجوانى ذكر فى كتاب الجوهر المكنون فى ذكر القبائل والبطون (ولما أحست السيدة زينب بدنو أجلها طلبت مسلمة ليجهز لها مخدعاً بمحل سكنها فى داره وحدث أن استقرت تقرأ القرآن به ولما أكملت عدة قرائتها إحدى عشرة مرة دخل عليها مسلمة فقالت له يا مسلمة إنك بعدنا وتوفى مسلمة بعد السيدة زينب رضى الله عنها وكانت المدة بينهما هى إحدى عشرة يوما فقط.

 

قبر مسلمة

 

ويستطرد الدكتور عبد الرحيم ريحان أكدت هذه الدراسة الهامة للباحث فى الآثار الإسلامية أن قبر مسلمة بن مخلد يقع بشارع سوق مسلمة بمصر القديمة بمذبح الجمل وعن ذلك يذكر السخاوى فى كتاب تحفة الأحباب (وبمصر الموضع المعروف بمذبح الجمل فيه قبر الرجل الصالح مسلمة بن مخلد) ويضيف إبن الزيات فى كتاب الكواكب السيارة فى ترتيب الزيارة (ولم يكن بمصر قبر أصح من قبر مسلمة بن مخلد بمذبح الجمل) ويذكر المقريزى فى الخطط قول مجاهد (كنت أرانى أحفظ الناس للقرآن حتى صليت خلف مسلمة الصبح فقرأ سورة البقرة فما ترك ألفاً ولا واوا) ويقول الحارث بن زيد (كان مسلمة بن مخلد يصلى بنا فيقوم فى الظهر فربما قرأ الرجل البقرة) ويضيف الواقدى ( أن مسلمة كان إذا قرأ فى المحراب يسمع سقوط دموعه على الأرض) وكان سيدى مسلمة بن مخلد الأنصارى والحديث للنبهانى فى جامع كرامات الأولياء مجاب الدعوة بدعاء صاحب الشرع صلى الله عليه وسلم ” اللهم علمه الكتاب ومكن له فى البلاد وقه العذاب ” ومن كراماته أنه كان إذا نزل وادياً ولا ماء به دعا الله تعالى فيسقون فى الوقت وكانت ولاية مسلمة بن مخلد من عام 47 إلى 68 هـ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights