حضارة وتاريخ

مركز سمنود محافظه الغربية عاصمة مصر في عام 380 قبل الميلاد

 

 

كتبت : إنجي محمود

 

سَمَنُّود، مدينة مصرية، تتبع محافظة الغربية إدراياً، والمدينة عاصمة مركز سمنود. تعرف من عهد الفراعنة ب “سبننوت” ، حيث وجد فيها الكثير من آثار قدماء المصريين. وكانت عاصمة لمصر كلها عندما تولى نخت انبو الأول عرش فرعون مصر في عام 380 قبل الميلاد وتبعه نخت انبو الثاني من الأسرة المصرية الثلاثين ، نحو 360 قبل الميلاد. وانتهى عهد الفراعنة بهذا الفرعون الأخير من أصل مصري في عام 343 قبل الميلاد.

 

عرفت في النصوص المصرية القديمة باسم (ثب–نثر)، ثم أصبحت في اليونانية (سبنيتس)، ثم سمنود في العربية. كانت عاصمة الإقليم الثاني عشر من أقاليم الوجه البحري. وقد اختلفت مساحة الإقليم من عصر إلى آخر. وقد انقسمت في العصر الروماني إلى جزئين، جزء شمالي وآخر جنوبي. اشتهرت مدينة سمنود في الأسرة الثلاثين حينما أصبحت عاصمة لمصر كلها، حين أسس هذه الأسرة (نخت نبف) الأول، وموطنه سمنود. وقد اهتمت هذه الأسرة بمحاكاة فن الأسرة السادسة والعشرين.

 

وكان المعبود الرئيسي لسمنود الإله “أنوريس”، وكان له معبدا بالمدينة لا زالت آثاره باقية متمثلة في بعض الأحجار الجرانيتية المتناثرة خلف المستشفى المركزى بمدينة سمنود الحالية. الآثار التي عثر عليها تحمل اسم (نخت نبف) الثاني، والاسكندر الرابع، وفيليب أريدايوس، وپطلميوس الثاني.

 

ويمكن تقسيم المنطقة الأثرية إلى منطقة معابد، ثم المنطقة السكنية القديمة، وأخيرًا منطقة الجبانات، ويطلق عليها الآن منطقة (سيدي عقيل)، والتي عثر فيها على بعض توابيت ضخمة من الجرانيت. كما عثر على تابوت من الجرانيت الأسود (شب مين) ابن (عنخت)، وهو كاهن الإله “أنوريس” .

 

وقد نقشت على جوانب التابوت الأربعة من الداخل والخارج مناظرا ونصوصا من كتاب (إمي دوات)، أي كتاب “ما هو كائن في العالم الآخر”، وكتاب البوابات.

 

ويدور موضوع هذه الكتب حول رحلة إله الشمس في العالم السفلي أثناء ساعات الليل الإثنى عشرة. وقد عثر على هذا التابوت عام 1921، ويعرض حاليًا بالمتحف المصري بالقاهرة. كما عثر على تابوت للمدعو”عنخ حور” ابن الكاهن، السابق ذكره، وهو منحوت من الجرانيت الأسود، وموجود بالمتحف المصري.

 

وقد عثر الباحث “دارسي” على مائدة قرابين من الحجر الجيري من الأسرة الثالثة عشرة، وقد أودعت بالمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية. كذلك عثر على بقايا عناصر معمارية من المعبد ؛ عبارة عن أجزاء من أعمدة وتيجان أعمدة، وكورنيش، وأعتاب لأبواب، وقطع حجرية من واجهة المعبد، كما عثر على جزء من جدار من الطوب اللبن.

 

وقد اكتسبت سمنود شهرة أخرى، حيث أنها موطن المؤرخ المصري “مانيثون” أول مؤرخ كتب تاريخ مصر القديم، وذلك في عهد الملك بطليموس، وقد كتبه باللغة اليونانية، وإليه يرجع الفضل في تقسيم التاريخ إلى ثلاثين أسرة رتبها زمنيًا، وهذا التقسيم لا يزال يعتمد عليه إلى حد كبير حتى الآن.

والمعروف أن الكتاب قد حرق ضمن مخطوطات مكتبة الإسكندرية التي احترقت حوالي 48 قبل الميلاد. ولا تزال توجد الآثار الباقية لمعبد “أنوريس-شو” تحت أساسات وخلف مستشفى سمنود المركزي – التي تم اكتشافها بالصدفة عند الحفر في فناء المستشفي العام. وبدلاً من أن يتم ازالة البناء وتسليمه إلى هيئة الآثار المصرية، حدث أن تجاهل المسئولين الأكتشاف تماماً، وقاموا باستكمال البناء علي أنقاض تلك الآثار، ضاربين عرض الحائط بعراقة حضارة المدينة وحاضرها المنكوب الذي -بعملهم هذا- دمروا آثاره وهويته التاريخية.

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights