كتبت الباحثة: تسنيم البيلي
أجمع المؤرخون علي أن الديانة اليونانية من أعقد الديانات الوضعية القديمة. وتعتبر الأساطير اليونانية القديمة هي المصدر الرئيسي للفكر الديني اليوناني بما تحويه من قصص عن أصول الآلهة وأسمائها وأشكال الطقوس وأسس العبادات.
الآلهة عند قدماء اليونانين:-
أرتبطت فكرة الألوهية عند اليونان بطبيعة البلاد فقد خافوا من الطبيعة وحاولوا التأقلم معها وقدسوا الأشياء التي مثلت لهم مصدر خير منها وأعتقدوا ان لها إله يجب ان يقدموا له القرابين ويقدسونه حتي يضمنوا بقاء هذا المصدر من الخير . وكانوا يسمون الكهوف الموجودة في الجبال بأسماء آلهة ويقدسونها خوفا منها. وكان لهم معبودات سماوية ومن أشهرها الإله “جوبيتر” الذى كان إذا حدث برق ورعد ظن اليونانيون أنه غاضب عليهم. وبالنسبة للآلهة البحرية كان “نبتون” هو رئيس ألهة البحر وله عربة في شكل صدفة بحرية عظيمة تجرها أفراس. أما رئيس آلهة الأماكن السفلى فكان أسمه “بلوتو” وكان يجلس علي حجر من الكبريت وفي يده صولجان واليد الآخري مفتاحان. وبالنسبه لطبيعة بلاد اليونان السياسية كانت تقضي بوجود معبود قوي لكل مدينة يقوم بحمايتها ضد الغزاة ويحافظ علي الأسرة وتضامنها وقد نصب الإسكندر نفسه إله عام 323ق.م وكان اليونانيون يؤلهونه ويقدسوه.
كان الإله “زيوس” هو كبير الآلهة في بلاد بلاد اليونان وكان يصور علي هيئة رجل مستند علي يده اليمني ممسكا بيده اليسرى صولجان وهو ركز السلطان، ويكل رأسه تاج من الزيتون. وأيضا كان اليونانيون يقدسون أبطالهم ويرفعونهم إلي مرتبة الألوهية أو أنصاف الألهة. وهذا يرجع إلي الأقاصيص الخرافية والحكايات الأسطورية التي صورت بعض الأشخاص في هيئة اصحاب الكرامات والمعجزات التي تفوق البشر، والربط بين معتقد عبادة أرواح الأسلاف وبين عبادة الأبطال مستندا علي القوى الغيبية التي كانت تنبعث من مقابر الموتي والتي كان اليونانيون يؤمنون بوجودها.
تأثر اليونانيين بديانات الشرق:-
اتاحت فتوحات الإسكندرالعسكرية فرصة تغلغل الثقافات الشرقية في الفكر اليوناني وطبعه بطباعها فعبدوا آلهة المصريين بجانب آلهتهم بعد تسميتها بأسماء أغريقية وأشهر هذه الآلهة “بتاح” الذى أصبح هيفايتوس (أمون:زيوس)، (حورس:أبولو)، (خونسو:خرقل)، وأقيمت المعابد المشتركة وأطلق علي الإله أسم “سيراتيس”، وكان يجمع بين صورتي “أوزيريس” معبود المصريين و “زيوس” كبير آلهة اليونان.
الكتب المقدسة عند قدماء اليونانيين:-
1-الألياذة والأوديسة: التي ألفها هوميروس الذى يعد المؤسس الحقيقي لعالم الآلهة اليوناني. والألياذة تشمل 15537 بيتا وتنقسم إلي24أنشودة، أما الأوديسة فهي إحدي الملاحم التي أنبثقت عن الألياذة أذ تروي رحلة أوديسيوس(أحد ابطال الألياذة) إلي وطنه وقد تناولت الملحمة الكثير من القيم الأخلاقية والعادات الأجتماعية.
2-الأعمال والأيام: وهي قصيدة تحتوي علي828 بيتا نظمها “هزيود” وهي تنقسم إلي أربعة أقسام، يتضمن القسم الأول قصص تاريخية أسطورية، والثاني مجموعة من القواعد الزراعية والملاحية، والثالث مجموعة من النصائح المالوفة في الزواج والسلوك الحسن، والرابع بتحديد الأيام السعيدة والمشئومة عند اليونانيين.
3-أنساب الآلهة: وهي اولي القصائد التي تكشف عن تصور اليونانيين لفكرة نشأة الكون وتطوره من الفوضي إلي نظام ووجود الموجودات.
أهم المعتقدات في الديانة اليونانية:-
1-الجن والعفاريت: فقد أعتقد اليونانيون في وجود الجن ككائنات يمكن الأستعانة بها لكف الشر، وأعتقدوا أنها تعيش في الهواء في منزلة بين الآلهة والبشر وهي أقرب للأنسان في سلوكها من حيث الميول والرغبات والانفعال.
2-العرافة والتنبؤ: فكان اليونانيون يؤمنون بالمعرفة المكتسبة اللي يستخدمها العراف في معرفة الامور القادمة، والمعرفة التي تتم من خلال نزول شخص الاله في شخص العراف بطقوس معينة فيتلقي منه التعليمات والأخبار.
3-التطير والخرافة: فكانوا يعتقدون في الفأل الخير والحظ ويربطون مصير بعض الاحداث والتواريخ ويشترطون ساعات معينة للقيام بأفعال معينة.
أهم الطقوس في الديانة اليونانية:-
1-التضرع والصلوات: فكان لليونانيين طقوس معينة لتعبد والدعاء منها التضرع والتوسل للإله بترديد أسمائه وصفاته والتبرك بأضرحته.
2-المراسم والأعياد: فقد أرتبطت اعياد اليونانيين بعالم الآلهة ومن أشهر أعيادهم عيد ميلاد الربة أثينا، وعيد زيوس الذى يعد مهرجانا رياضيا، وعيد القطع الذى ينحر فيه خروف ورحلة للتنزه.
3-الموت والطقوس الجنائزية: يعد الموت من أكثر الموضوعات غموضا في الديانة اليونانية حيث يخافون منه لأعتقادهم بإن الموتي سوف يتحولون إلي أشباح لا دماء في عروقها. الأمر الذى يبرر تقديسهم للأفعال البطولية التي تكتب للأنسان الخلود وترفعه إلي درجة الآلهة. وكان اليونانيون يسرعون في دفن موتاهم عقب الوفاة بحجة أن الميت قد أنتقل من هذا العالم بروحه وتبدأ اولي المراسم الجنائزية بعويل اهل بيت المتوفي والنحيب من المتخصصات من الندابات.
