الحلقة السادسة عشر من المسحراتي..ليالي رمضان في شارع المعز
كتب : أحمد عثمان عوش
سنتكلم عن بعض الطقوس والعادات للمصريين في شهر رمضان
يتميز شهر رمضان في مصر عن غيره من الدول الأخرى، بتقاليده المستمدة من تاريخ عريق، التي تجعل من كل مظهر له عند المصريين، حكاية طويلة، فرمضان في مصر فرصة للتقرب والتجمع؛ حيث اللقاءات والعزائم والاجتماعات الأسرية ولقاءات الأصدقاء على المقاهي أو داخل الخيام الرمضانية.
ومن الطقوس التي تميز الروح المصرية، وبشكل خاص تميز عادات شهر رمضان في القاهرة، إذ يختلف عن حاله في المناطق الأخرى. «الفرح والبهجة، إنشاد الأغاني الخاصة، رفع الزينة في الشوارع وعلى الأبنية».
طقوس ثابتة عند المصريين طوال شهر رمضان الكريم؛ حيث تتفنن الأسر في وضع الإضاءات المتنوعة وتزيين الشوارع والنوافذ المنزلية لتكون شوارع القاهرة خلال رمضان، أشبه بلوحة فلكلورية بسيطة تعبر عن الروح المصرية العاشقة للشهر الكريم.
هذا بخلاف انتشار الفوانيس بتصاميمها البديعة وألوانها الخلابة، حيث أخذت الفوانيس المعلقة في الشوارع والبيوت هذا العام ملمحاً خاصاً، من حيث عودة الفانوس الرمضاني بتصاميم مصرية خاصة وبعيداً عن الفانوس الصيني الذي لم يعد له مكان كما كان في الأعوام السابقة.
خيام وحفاوة
أما عادات المصريين خلال الشهر الكريم فلها ما يميزها أيضا، حيث تقسم هذه العادات إلى عدة أقسام تختلف باختلاف أيام رمضان؛ فأول الشهر تختلف عاداته عن نهايته ووسطه. البداية تكون مع العزائم والخيام الرمضانية؛ حيث لقاء الأسرة والأصدقاء على الإفطار، وتعج القاهرة بالخيام الرمضانية العديدة التي يلجأ إليها المصريون لقضاء ساعة إفطارهم، كما يفضلون الإفطار في أعداد كبيرة؛ للشعور بروح الشهر الكريم الذي يجمعهم حول مائدة الإفطار.
ولا ينتهي الحال عند العزائم والإفطار في الخيم الرمضانية، بل يتفرد تصرف ونهج تقديم المصريين أطعمة للجيران يرسلونها بالصحن الذي يجد له مكاناً دائماً على مائدة الجيران فيما بينهم، إذ تتباين الأصناف فيه؛ حيث يظل هذا الصحن سائرا من بيت إلى بيت ومن عائلة إلى أخرى ويحمل بداخله أصنافاً مختلفة، تعبر عن التكافل بين الناس ووعيهم بروح رمضان وهدفه.
ومن العادات ايضا زياره شارع المعز الذي يعد متحفا مفتوحا للاثار الاسلاميه
يبرز شارع المعز الأثري بالقاهرة كوجهة مفضلة لقضاء الليالي الرمضانية بين ومضات التاريخ الإسلامي وسحر العمارة الفاطمية وجاذبية الطراز الأثري المبدع.
ومن بوابة دخول الشارع من ناحية منطقة باب الشعرية والتي تعرف بـ”باب الفتوح”، رصدت بوابة زحام رواد الشارع عقب الانتهاء من صلاة التروايح بالمساجد القريبة من المنطقة، كما انتشر هواة التصوير بين جدران المباني الأثرية الشاهقة.
وعلى باب الفتوح يبرز مقام أثري معروف بمقام العارف بالله “حسن الذوق” حيث يتجمع حوله المارة دائما لالتقاط أول صورة في شارع المعز ، ويقال إن صاحب المقام كان رجلا صالحا شهيرا بإصلاح ذات البين، وعندما قرر الخروج غاضبا من مصر تُوفي عند باب الفتوح فبُني له مقامٌ، ومنذ ذلك الحين والمصريون يستخدمون المثل الشعبي “الذوق مخرجش من مصر”.
والشارع الذي يعتبره مؤرخون أكبر متحف أثري مفتوح بالعالم، لا تُفرض أي رسوم خاصة عند دخوله، كما يمكن للزائرين التجول بحرية بين معالمه ودخول الحفلات في بيت السحيمي مجانا.
وتنتشر قبل صلاة الفجر تجمعات الأصدقاء، والأسر لتناول السحور، ثم أداء الصلاة في مسجد الحاكم، ليبدأ يوم جديد مع اشراق شمس المعز.