حضارة وتاريخ

المعمارى المصرى أعظم البنائين فى التاريخ الإنسانى

بقلم / عبدالله مهدى

 

 

 

جاء اكتشاف ممر خفى فى الهرم الأكبر للملك ” خوفو ” وما فجره هذا الكشف ، من دهشة ، حول تلك الحضارة التى مازالت تبهر الدنيا كلها بأسرارها ، وتؤكد للجميع مدى عبقرية المعمارى المصرى القديم .
فقد تمكن المصرى القديم قبل غيره من بنى الإنس ، من السيطرة التامة على البناء بالحجر ، فبعد أن كانت مقابر الملوك الأوائل ، تبنى بالطوب اللبن ، تحت مستوى سطح الأرض ، قفز المعمارى المصرى القديم قفزة عبقرية فى القرن التاسع والعشرين قبل الميلاد بإقامة المعمارى ( أمحوتب ) ، للملك زوسر ، أول بناء بالحجر ، فبنى له الهرم المدرج بسقارة ، على هيئة مصاطب ، يعلو بعضها البعض وارتفاعه نحو ٢٠٠ قدم ، ويعد هذا الهرم أقدم بناء حجرى فى العالم مازال قائما حتى الٱن .

 

 

 

وقد بنى المعماريون فى مصر القديمة ، على فكرة ( أمحوتب ) ، فشيدوا المقابر الملكية على شكل هرمى ، وبعد أقل من قرن واحد أقام المعماريون المصريون الهرم الأكبر ( هرم خوفو بالجيزة ) ، ورغم بناء عدد كبير من الأهرامات بعد ذلك العهد بلغ أكثر من سبعين هرما ، ، إلا أن هرم الجيزة الأكبر يعد أقدمها ، وأعظمها ، فهو أحد عجائب الدنيا السبع القديمة والباقية حتى الٱن دون غيرها .
فأهرامات الجيزة تعد أضخم عمل إنشائى نفذ قديما وحديثا حتى الٱن .
فالهرم الأكبر تبلغ مساحة قاعدته ثلاثة عشر فدانا ، وهى مساحة كافية لاستيعاب كلا من كاتدرائيات ( فلورانس — ميلانو — القديس بطرس فى روما — ويسمنستروسان بول فى لندن ) وكلها من أضخم المبانى التى أقيمت فى العصور الحديثة وأشهرها .
وقد بنى الهرم الأكبر بكتل من الحجر الجيرى يبلغ عددها حوالى” ٢٣٠٠٠٠٠ حجرا ” مليونان وثلاثمائة ألف حجرا .
متوسط وزن الحجر منها طنان ونصف .
وقد أورد المؤرخ الشهير ” هيرودت ” رواية عن بناء هذا الهرم وهى : أن مائة ألف عامل ظلوا يعملون فى بنائه عشرين عاما .

 

 

ومن البديهى أن ندرك أن بناء بهذا الحجم والضخامة يحتاج إلى تصميم هندسى محكم وتخطيط فنى دقيق وإلى إشراف فى التنفيذ على أعلى مستويات الخبرة والكفاءة .

 

 

 

ومازالت الأرض المصرية تنبت معماريين على درجة عالية من الكفاء والوطنية على نحو : المعمارة الوطنى / مجدى غبريال ) صاحب الكشف الأثرى المهم بكنيسة ( كفر الدير بمركز منيا القمح محافظة الشرقية ) .
والمعمارى الفنان أمحوتب الحاضر / أيمن خليل ( الذى أعاد لمكتب البريد الرئيسى بالعتبة واجهته الحضارية والتراثية ) وبقى على موسسات الدولة الاستعانة بهؤلاء المعماريين المتميزين ، لصبغ مبانينا بالروح الحضارية والجمالية الراقية .

 

 

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights