حضارة وتاريخ

أسرارالمقابر المصريه القديمه ومراحل تطويرها

 

 

بقلم الباحثه : أسماء طنطاوي

 

تعرف في اللغه المصريه القديمه ” بر إن جت” ويعني بيت الأبديه أو ” بر انت نحح ” مقر الأبديه فكانت المقابر بالنسبه للمصري القديم هي البيت الابدي وذلك يرجع الى عقيده المصريون القدماء بالبعث والخلود اي الحياه الحقيقيه التي تأتي بعد الموت فكان يعتقد ان الانسان سيحيا حياه اخرى اكثر نقاءاً بعد الموت ولذلك سعي لحفظ جسد الميت سليما وذلك عن طريق التحنيط وحفظ الجسد من في مكان يليق به.

ومرت عمليه بناء المقابر بعده مراحل:

 

المرحله الاولى: وهي حفره بسيطه في باطن الارض وذلك في فتره ما قبل الاسرات وهي عباره عن حفره بيضاويه ضحله العمق وكان أحيانا يوضع كوم من الرمال والحصي على شكل تل صغير وكان يوضع مع المتوفي بعض الاواني التي بها طعام و شراب.

 

اما المرحله الثانيه: فوق الارض وعرفت بالمصطبه

وذلك في عصر الأسره الأولى والثانيه وكانت المقبره عباره عن بني مستطيل ينقسم الى قسمين القسم العلوي عباره عن مصطبه والقسم السفلي عباره عن حجره الدفن و كانت تبنى بالطوب اللبن واحيانا يوجد غرفه اخرى بها مقتنايات وبعض الاواني والنقوش الخاصه بالميت وكان في تلك الفتره يضعون الملك في توابيت حجريه او خشبيه ولكن المقابر كانت تتعرض لتلف بسبب عوامل التعريه الهوائيه والامطار.

 

المرحله الثالثه: المقبره الهرميه: وكانت بدايتها ست مصاطب المصطبه الاولى هي الكبري وما فوقها يصغر تدريجيا مما يشكل هرماً صغيراً وهذا الشكل الهرمي يظهر في عصر الدوله القديمه “الاسره الثالثه” وأشهر نموذج هو هرم سقاره المدرج لزوسر الذي صممه المهندس “إيموحتب”

وهو يتكون من ست مصاطب من الحجر الجيري ويوجد هرم أخر لأخر ملوك الأسره الثالثه الملك حونى في ميدوم بمحافظه بني سويف يعرف بالهرم الناقص لموت الملك قبل إتمامه وهي محاوله للوصول للهرم الكامل وكان أول من بني هرماً حقيقياً كان الملك سنفرو في دهشور وعرف بالهرم الاحمر لانه يميل إلى الحمره يصل ارتفاعه الى 100 متر تقريباً ومع بدايه الأسره الرابعه ظهر الهرم الكامل بشكله البديعي والمتمثل في ثلاث أهرامات على هضبه الجيزه المعروفه باهرامات الجيزه الهرم الاكبر هو للملك خوفو صممه المهندس “حم ايونو” واستمر الشكل الهرمي للمقبره الى الاسره الخامسه في عصر الملك أوناس يوجد على جدران حجره الدفن النصوص بالخط الهيروغليفي من تراتيل وأدعيه تساعد الميت لمروره للحياة الأخرى ويطلق عليها نصوص الاهرام.

 

والجدير بالذكر ان الشكل الهرمي أرتبط بالعقيده الدينيه عند المصريين فكان يمثل لهم طريق الصعود الى السماء لمقابله “الاله رع” قرص الشمس.

 

وهناك موع أخر من المقابر أطلق عليها المقابر المنحوته في الصخور وهي تبني في الجبال وعباره عن فناء امام مدخل المقبره ثم صاله عريضه بعدها صاله طويله في نهايه الصاله يوجد بئر يؤدي الى حجره الدفن وهي منتشره جدا في صعيد مصر.

 

اما المرحله الرابعه: المقابر أو المقاصير الجنائزيه التي كانت تشيد داخل المعابد فهو بناء جمع بين المقبره والمعبد في مبني واحد حيث تم تشييد مقبره الملك على هيئه هرم داخل القلب المعبد وكان يتم الحفر بشكل عميق و على سفوح الجبال ليصعب الوصول اليها و قام بها الملك منتحوتب الثاني حيث شيد معبد ضخم في الجبل الغربي من طيبه “الاقصر” بطريق صاعد من أسفل الساحه الى مقبره مخفيه في باطن الارض وكانت مقابر مليئه بالنقوش والكتابات والممرات الداخليه وأنتشر هذا الاسلوب في الدوله الوسطى.

 

اما المرحله الخامسه والاخيره: فعرفت بالاراضى المخفيه وراء الهضاب فيما يعرف بوادي الملوك وكان هذا تطور طبيعي بعد انتشار سرقه المقابر في أساليب البناء السابقه فبحثو على طريقه اكثر أماناً من الاسلوب الهرمي الذي يجذب اللصوص وكان وادي الملوك هو افضل مكان حيث يتميز بالانعزال وأنعدام الحياه فيه وطرق الوصول إليه صعبه وكان أفضل الأماكن لأخفاء جثث الملوك وكان يتم البناء والدفن في ظل تكتم شديد وحفر بها الملك تحتمس الثالث مقبره ضخمه تحت الارض وكان ينحت على جدرانها الأدب الجنائزي مكتوب بالخط الهيروغليفى والأدب الجنائزي في الدوله الحديثه يختلف عن الكتابات في الدوله القديمه وكان مأخوذ من كتاب الموتى.

 

ورغم هذا الحذر الشديد في إخفاء جثث الملوك وعدم الوصول اللصوص إليها الى أن الكثير تعرض لسرقه ولم تفتح مقبره كامله إلا مقبره الملك توت عنخ امون عام 1922م.

 

وتفيد المقابر الباحثين والمتخصصين من الناحيه التاريخيه حيث أن صحاب المقبره دون على مقبرته سيرته الذاتيه وعلاقته بالمجتمع وأسرته ووتدرجه في وظيفته ومن الناحيه الدينيه يشير ايضا صاحب المقبره الى مدى تدينه وتقواه و تفيد الباحث في مجال الفنون حيث وجد في المقبره المئات من الاواني وأدوات الزينه التي تفيد الباحث.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights