تقارير

أسباب الطلاق .. وطرق علاجها

 

كتبت : أميرة طارق – إيمان محمد 

يعتبر الطلاق ظاهرة عامة موجودة في جميع المجتمعات باختلاف البيئة والعصر ،  فيشكل الطلاق خطراً كبيراً علي تفكك الأسرة وضياع الأطفال ،فالمجتمع المصري يعد واحدا من أكثر المجتمعات التي تتزايد فيها نسب الطلاق بشكل كبير،حيث تحتل المرتبة الأولى عالمياً في ارتفاع نسب حالات الطلاق وذلك أن معدلات الطلاق في مصر وصلت من 46 إلى 50% .

حيث بدأت حالات الطلاق ترتفع بنسبة 60% خاصة في السنة الأولى من الزواج بمعدل 250 حالة في اليوم أي كل دقيقتين ونصف إلى ثلاث دقائق .

 

 

تتعدد أسباب الطلاق وتختلف بسبب تنوع أحوال الناس واختلاف المجتمعات حيث ينتج عن قرار الانفصال العديد من الآثار السلبية والأضرار التي تؤثر علي الأسرة.

وإليك بعض الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق : ومنها

 

 

1- قد يتجة الكثير من صغارالسن في أوائل العشرينات من العمر إلي الزواج المبكر ، فالزواج بعمر صغير يعني عدم توفر الوعي والنضج لدى الطرفين ،فيترتب على الزواج المبكر العديد من النتائج السلبية التي تؤثرعلي المجتمع فيما بعد .

2- ومن الأسباب الهامة لانفصال الزوجين الخيانة ، حيث يمكن لأحد الطرفين الدخول في علاقة أخري بغرض الصداقة أو القرابة فتتطور لتصبح علاقة عاطفية .

3- من الأسباب الرئيسية لانفصال الزوجين تعاطى أحدهما المخدرات وبسبب ذلك قد يخرج المتعاطى عن السيطرة للعنف فيؤذي شريكه .

4- إجبار الزوج زوجته على الإنفاق وهذا لا يحق له بل عليها الإختيار .

 

5- زادت نسبه الطلاق في الأرياف بسبب جهلهم وتحكمات الاهل  في اختيار شريك الحياة دون النظر علي أنه قادر أو غير قادرعلي تحمل المسؤليه  وأيضا تزويجهم  للخوف من أن تحمل الفتاه لقب عانس .

6- تدخل الاهل والاصدقاء والجيران في الحياه الزوجيه وتحيزهم لطرف دون الآخر فقد أكدت محاكم الاسره أن ٩٠% من طلبات الخلع بسبب تدخل الآخرين بحجه حل هذه المشاكل .

 

 

 

7- عدم اختيار الشريك المناسب بتأني وكأن يكون في اختلاف في السن او في التعليم او أن يكون هناك فروق اجتماعيه بين الزوجين او تغاضي أحد الزوجين عن صفات سيئة في أحدهم بحجه تغيير هذه الصفات بعد الزواج او عدم اكتشاف هذه الصفات بسبب مده فتره الخطوبه، وتشير الدراسات الي أن الزواج السريع يقف خلف سرعه الطلاق في السنه الأولي، لتكشف الأرقام انه لم تتعدي مده الزواج أكثر من ٥سنوات بنسبه ٤٠%.

 

8- أكدت محاكم الأسرة أن 90% من طلبات الخلع والطلاق ، كل ذلك وراء إشعال الأهل فتيل الخلافات الزوجية.

9- صدت محكمة الأسرة 860 دعوى بسبب إنشغال الأزواج في العمل طول الوقت والإهمال بأسرهم ، كما رصدت أيضًا محكمة الأسرة في إمبابة أن 22% من أسباب الطلاق يرجع إلي عدم الإهتمام بالمظهر والنظافة .

10-بعد الزواج تختلف الأولويات حتي وان كان الزواج عن حب  فاختلاف الأولويات تخلق نوع من الغضب وعدم الرضا ،او جعل الأولوية للابناء بتفضيل  أحد الزوجين الاطفال عن شريك الحياة بالرغم من أن الاطفال يحتاجون الاهتمام إلا أنه يجب علي الأزواج  ترتيب الأولويات.

11-العلاقه الزوجيه من اسباب الطلاق حيث أكدت ٢٢%من الزوجات أن السبب  وراء طلبهن الخلع  تدهور العلاقه الخاصه بينهم وبين أزواجهم.

12-رصدت محكمة  الأسره ٨٦٠ دعوي بسبب انشغال  الأزواج في العمل بأكثر من وظيفه طوال الوقت وعدم الإهتمام  بأسرهم  وإدمانهم العمل .

13-وأيضا رصدت محكمة الأسرة أن الخلافات الناتجة عن الأنفصال هو انشغال الزوجين بوسائل التواصل الإجتماعي ، وقد وصلت لـ15%

14- وآخراً يحدث الطلاق بسبب عدم وجود وازع ديني عند الزوج أو الزوجة، والتقصير في أحد واجبات المنزل من قبل الزوجة ، أو استخدام الزوج لأسلوب العنف في بيته، أو ضرب الزوج لزوجته ، أو البخل، أو سهولة نطق كلمة الطلاق عند الأزواج في جميع الأمور، والتعصب والغضب لأتفهه الأسباب.

كل ذلك يؤدي إلى انفصال الطرفين وتفكك الأسرة .

والجدير بالذكر أن الأسباب التي تم رصدها عن طريق المحاكم ماهي إلا ٥% المتعارف  علي أسبابها  وأن ٩٥%من حالات الطلاق غير معروف أسبابها.

كثير من المشاهير قد تعرضوا للطلاق لأسباب مختلفة منهم ” تيم حسن ” الذي قام بخيانة زوجته الفنانه  ” ديما بياعة ” مع الفنانة ” نسرين طافش ”

قد ذكر أنه اكتشفت خيانته لها عند طريق رسالة من شخص مجهول أخبرها بوجود علاقة بين تيم و الفنانة نسرين طافش و وأكدت ديما أن تيم اعترف لها بخيانته بعد أن واجهته بالأمر, وكان قد حاول كثيرا الصلح بينهما ولكنها رفضت وانتهى الأمر بالطلاق .

ومن بعض أسباب الطلاق عدم التفاهم بين الزوجين , أمثال ذلك : أحمد فلوكس , هنا شيحا

فقد كان الزواج بينهم لم يدم بفترة أكثر من تسعة أشهر وانتهي الامر بالطلاق .

وكان من أغرب قضايا الخلع أمام محاكم الأسرة .. سيدة تخلع زوجها بسبب إدمانه لعب ” البلاي ستيشن ” , وأيضا سيدة ثلاثينية تخلع زوجها بعد 44 يوم بعد قضاء شهرالعسل ،  وأخرى خلعت زوجها بعد ستة أشهر من زواجهما بسبب مساعدته لها في أعمال المنزل .

 

 آراء دكاترة استشاري علم النفس والعلاج الأسري حول مشكلة الطلاق :

 

قالت الدكتور “إيمان عبدالله ”  إن ارتفاع معدلات الطلاق في السنة الأولى أو للمتزوجين حديثا يعود لعدم مراعاة طبيعة اختلاف الشخصية، وأن لكل طرف طبيعته السيكولوجية أيضا، موضحة أنه ليس لدى المتزوجين حديثا الوعي الكافي بمفهوم الزواج، وكيفية اختيار الشريك، وعدم إدراك أن الزواج مشاركة ومسؤولية.

وتابعت ” عبدالله ” أن عدم التصالح مع النفس وتقبلها يؤدي لحدوث مشاكل ومنها عدم الاهتمام وحب الطرف الآخر، مشيرة إلى ما تقدمه وسائل الإعلام من صور غير واقعية للحياة الزوجية، وإنجاب الأطفال في العام الأول يستحوذ على وقت واهتمام الزوجة وشعور الزوج بالفراغ العاطفي وعدم الاهتمام به.

أما عن تراجع عقود الزواج؛ فتوضح أن الحالة الاقتصادية كما هي سبب في الطلاق فهي أيضا سبب في العزوف عن الزواج، ولجوء البعض لتفريغ الطاقة الجنسية من خلال العلاقات غير الشرعية، وساعد على ذلك انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي سهلت الحرام  وتراجعت القيم الدينية والأخلاقية، مشيرة إلى خوف البعض من تجارب الآخرين التي انتهت بالطلاق.

وأشارت إلى أن الشباب أصحاب الشهادات العليا – حسب الإحصائية – أقل إقبالا على الزواج من أصحاب الشهادات المتوسطة بسبب ثورة الاتصالات وانتشار القيم الفردية وتغييب القيم والعادات الأخلاقية الحميدة وتدني الوعي الديني، والانشغال بسوق العمل الذي يحلم به أصحاب الشهادات العليا وزيادة الدخل، موضحة أن سبب عزوف الشباب أصحاب المؤهلات العليا أن بعضهم يعاني من البطالة ما يجعلهم غير مهتمين بالزواج.

وأضافت استشاري علم النفس والعلاج الأسري، إلى أن التركيز في زواج الفتيات في الفئة العمرية من 20 إلى 25 عاما لأن هناك اعتقاد بأنه السن المناسب للزواج والحمل وتربية الأبناء وتحمل الأعباء، وهو السن الأكثر نشاطا وحيوية، لافتة إلى أن إطلاق لفظ العنوسة من عمر الثلاثين فما فوق ليس للدين ولا العلم دخل فيه بل العادات البالية والثقافات الموروثة وتراجع الفكر المنطقي وهو أن الفتاة ليس لها ذنب في تأخر زواجها بل الشباب غير قادر على الزواج فبالتالي يمر العمر بالفتاة، وبعدة ذلك يبحث الشاب عن الفتاة الصغيرة.

وذكرت أن الأسرة هي التي زرعت في الشاب اختيار العمر قبل أي شيء في المجتمع، ما أفرز ظاهرة العنوسة والتي تهدد بالتفكك الأسري وانهيار البناء الاجتماعي، منوهة على أن بعض الفتيات تتأخر عن الزواج بسبب عدم اقتناعها بالشخص الذي يتقدم إليها وأيضا الخوف وعدم الثقة بالآخر.

أما عن زيادة نسبة الزواج للحاصلين على الشهادات المتوسطة، فتقول “عبدالله “، إن الحاصلين على شهادات متوسطة ليس لديهم مشكلة في قبول أي عمل  يعود عليهم بأجر، وهم أقل في درجات الوعي من الحاصلين على الشهادات العليا وبالتالي التي يتزوجها تكون مطالبها أقل.

وكذلك عن زيادة الزواج في الريف عن الحضر، فتشير استشاري علم النفس والعلاج الأسري، إلى أن الثقافات الموروثة لها دور في الزواج المبكر والإنجاب؛ وبالتالي قلة تكاليف الزواج والحياة المعيشية البسيطة غير المعقدة ومعظم أهل الريف يعيشون في بيت واحد متعدد الطوابق، وبذلك تقل تكاليف الزواج، أما الحضر فالحياة صعبة ماديا، ولها ثقافتها التي تحكم عادات وتقاليد الزواج.

ولفتت إلى أن الطلاق في الحضر أعلى من الريف لعدم التكيف مع الظروف المعيشية وعدم تحمل مسؤولية الزواج، وإفشاء المشاكل الزوجية وعدم احتوائها والانفتاح الغربي والبعد عن الدين وتدخل الأهل في المشاكل الزوجية والتحيز لطرف دون الآخر.

وذكرت ” عبدالله “، أن الأسباب تتعدد والطلاق واحد؛ فالزمان المبنى على المصالح والطمع وعدم الاختيار المناسب ينهار  ويفشل، لاسيما  تراجع التحمل والطاقة النفسية بين الزوجين ما تجعلهم لا يستوعبان المشاكل فتفشل حياتهم، كما أن التعارف الإلكتروني والزواج عن طريقه كثيرا ما يفشل، مضيفة أن الخيانة الزوجية واختراق الخصوصية وانتشار الفواحش أدى إلى تفكك وانهيار الأسر .

 

صرحت حقوقيات خليجيات ان جائحة كورونا قد جاءت وأظهرت كل الخلافات والمشاكل الأسرية التى كانت مخفية قبل الجائحة، مما نتج عن ذلك زيادة في قضايا الطلاق والعنف ضد المرأة التى وصلت إلى حد جرائم القتل .

وقالت “بعد فترة الحظر وفتح المحاكم لم نكن نتوقع العدد الكبير من القضايا الاسرية على اختلافها من قضايا الطلاق والنفقات والمشاكل الاسرية ،مؤكدة تم فتح المراكز الاجتماعية للرؤية منذ اقل من شهر احكام بفعل الضغوط التى مارسها الحقوقيون.

 

 

واليك بعض الحلول لفض هذه الخلافات التي تؤدي إلي إنفصال الزوجين , وهي

 

– حل الخلافات والمشاكل وتدوينها على شكل قائمة ثم العمل على حلها وإيجاد طرق مختلفة لتجاوزها معا , وإيجاد لغة حوار بينهم .

– حسن اختيار شريك الحياة .

– معرفة كل ما يخص عن الآخر وكل عيب يخل به في فترة الخطوبة .

– اعتراف كلا من الزوجين بالخطأ والٱجتهاد في إصلاحها .

– نشر الوعي في الريف بعدم تزويج البنات في سن مبكر, وعدم زرع الأسرة في الشاب اختيار العمر قبل أي شيء في المجتمع .

– الحد من استخدام السوشيال ميديا ، وتخصيص وقت كافٍ للأسرة .

– احترام كل واحد منهم خصوصيات الآخر والتفاهم ،وعدم إفشاء أسرار الآخر  ،وتدخل  الأهل والأصدقاء .

برغم كل هذه الحلول وطرق الوقاية من الوصول إلى الطلاق ، فهناك معظم المشاكل لايوجد لها غير اللجوء إلى الطلاق .

لقوله تعالي ” الطلاق مرتان فامساك بمعروف أو تسريح باحسان ” سورة البقرة رقم 229 .

وفي آخر مسارنا نسأل الهداية والسعادة لكلا الزوجين .

” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآياتٍ لقوم يتفكرون ” سورة الروم . آية 21 . لكلا الزوجين .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights