ناشونال إنتيريست : موسكو تتسلح بشروط من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط .

ترجمة : سلمى خالد رأفت .

أوردت صحيفة (National interest ) ، أن روسيا لديها مكانة قوية في منطقة الشرق الأوسط ، حيث أجرت مفاوضات مع طرفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي . ولذا فأنها تتعامل بحذر في إطار تسوية عملية السلام ، حيث يمكنها زيادة نفوذها في المنطقة شريطة أن تقوم بتحقيق عملية السلام .

كما نشرت الصحيفة ، أن النزاع في قطاع غزة يحتدم بشكل كبير ، غير أن الكرملين يتعامل بحذر ، وذلك للحفاظ على وزيادة مصالحة الضخمة في الشرق الأوسط .

يقوم كل من إسرائيل وحماس بضرب أهداف بعضهم البعض . وكما ذكر الخبراء ، أن الوضع هذة المرة هو الأخطر منذ عام ٢٠١٤م . وفي الوقت ذاته تواجه إسرائيل موجة من الاحتجاجات الداخلية والمذابح ، التي قام بها الفلسطنيون .

وجديرٌ بالذكر ، أن القلق يسيطر على جهات مختلفة في المجتمع الدولي بشأن الوضع القائم ، إلا أنه يوجد القليل منهم ، الذي يستطيع تقديم حلول سياسية ملموسة . كما أن الإدارة الأمريكية برئاسة بايدين تلتزم بالعديد من الاتفاقيات بشأن عملية الأمن على مدى سنوات طويلة مع إسرائيل ، إلا أن هناك في الوقت ذاته مجموعة من الديمقراطيين في الولايات المتحدة يعربون عن دعمهم لفلسطين . ولذا فأن واشنطن تكتفي فقط بالدعوة إلى وقف العنف.

وبدوره ، دعا الرئيس التركي ، الذي يحاول الظهور فعليًا كزعيم للعالم الإسلامي المجتمع الدولي إلى ضرورة التصدى لإسرائيل وتعليمها درسًا . حيث ناقش مع بوتين فكرة إنشاء قوة دولية لحماية فلسطين .

ونشر كاتب المقال ، أن الكرملين يتعامل مع هذا الوضع بهدوء شديد ، وبذلت إدارة بوتين العديد من الجهود لإقامة شراكة عمل إقليمية مع إسرائيل . ويُعزى ذلك إلى أن إسرائيل في حالة اضطراب شديد بشأن دعم أي مبادرات قد تهدد أمنها ، إلا أن روسيا كانت بحاجة إلى إسرائيل عندما كانت تقوم بإجراء عمليات عسكرية في سوريا . وفي الوقت ذاته لم تصنف روسيا بالإختلاف عن الدول الأخرى حماس باعتبارها منظمة إرهابية ، كما أنها قامت في وقت سابق باستقبال الوفود التابعة لحماس .

وقد أشار كاتب المقال ، أن بفضل سيادتها في المنطقة والثقة ، التي منحها لها الطرفان المتحاربان ، تعتبر روسيا أنها تمتلك مكانة فريدة من نوعها وتستطيع من خلالها أن تؤثر على عملية المصالحة بين إسرائيل وفلسطين ، كما أشار الخبراء الروس إلى أن روسيا تستطيع أن تحقق ذلك شريطة أن تتعامل بشكل صحيح مع هذا الوضع .

وقد أورد أحد الصحفيين ، أن الكرملين ليس لديه أي رغبة أو وسيلة لكي يأخذ على عاتقه مسئولية إجراء مبادرة بشأن تسوية السلام للنزاع الحالي . وفي الوقت ذاته ، تحاول موسكو زيادة نفوذها داخل المنظمة الخاصة بهذة التسوية . ولذا دعا السيد لافروف رئيس الوزراء الروسي إلى اجتماع طارئ للجنة الرباعية المعنية بقضايا الشرق الأوسط ، والتي تضم منظمة الأمم المتحدة ، والولايات المتحدة الأمريكية ، والاتحاد الأوروبي ، بالإضافة إلى روسيا .

علاوة على ذلك ، قدمت روسيا مقترحًا حول توسيع هيكل اللجنة الرباعية بإضافة إليها مصر ، و الأردن ،و الإمارات العربية المتحدة ،و البحرين ، و إسرائيل ، وفلسطين ، فضلا عن المملكة العربية السعودية ، التي قامت في عام ٢٠٠٢م بوضع خطة بشأن إقرار السلام في المنطقة العربية . وجديرٌ بالذكر ، أن تركيا غير مدرجة في هذه المجموعة ، لأنه أصبح واضحًا أنها تحاول بشدة فرض السلام على إسرائيل .

وجديرٌ بالذكر ، أن موسكو تتعامل مع عملية المصالحة الشائكة بين فلسطين وإسرائيل وفقًا لشروط. و أعرب السفير الفلسطيني في موسكو عن ثقته في أن روسيا تستطيع أن تنقل بصدق مصالح فلسطين إلى إسرائيل ، حيث صرح قائلًا : ” فروسيا تحمى مصالحنا . وكما أشار نظيري السفير الأردني ،أن العلاقات القوية التي تجمع بين روسيا وإسرائيل تسمح لروسيا بممارسة نفوذها على إسرائيل .

وقد أشار كاتب المقال إلى أن الأمر لا يكون كذلك ، ولكن يمكن اعتبار مثل هذه التصريحات علامة جيدة على جهود المجتمع الدولي. ويُرجح أن الفلسطنيون سيجلسون على طاولة المفاوضات ويقبلون نتائجها ، حال رؤيتهم أن مصالحهم يتم تمثيلها هناك .