تحقيقات

إذا كان وجودهم غير مجد ٍ فما الداعي لوجود كليات الصيدلة في الجامعات الحكومية؟؟

كتب جمال حامد

علم الصيدلة باختصار شديد يبحث فى العقاقير وخصائصها، وتركيب الأدوية وتأثيراتها المختلفة.على الإنسان … وتشمل مهنة الصيدلة العديد من الأدوار التقليدية، مثل: تركيب الأدوية وصرفها والتصنيع الدوائي ، بجانب الخدمات الحديثة المتعلقة بالرعاية الصحية، بما في ذلك الخدمات السريرية، واستعراض سلامة وفعالية الأدوية، وتوفير المعلومات اللازمة عن أي دواء.
ومن المعلوم بالضرورة أن طلاب كليات الصيدلة من المتفوقين علميا والحاصلين على أعلى الدرجات في الشهادة الثانوية ولا يفرقهم عن طلاب كليات الطب إلا نصف في المائة وأحيانا أقل وقد يكون هذا الفارق الضئيل بسبب رؤية لمصحح في مادة المهم ليس هذا موضوعنا الآن لكن ما نريد التأكيد عليه أن طالب كليات الصيدلة يظل طوال العام يبحث في المراجع ويجري التجارب ويتابع في المراجع الطبية الخاصة بالصيدلة لمدة خمس سنوات يحمل معها أسرته العبء الأكبر في السهر والمصاريف فطالب الصيدلة بالنسبة لأهلة زهرة في بستان له مكانته وموقعه على محيط الأسرة والنسق الاجتماعي
هذه النظرة الكبيرة التي تنظرها الأسرة لطالب كلية الصيدلة نظرة حالمة بعض الشيء عندما تصطدم على صخرة الواقع بعد التخرج فطالب الصيدلة أكثر الناس دراية بالتركيبات الدوائية وتصنيع الدواء كما أسلفنا القول ولكن
ما هو الهدف من كليات الصيدلة ؟
يتميز تخصص الصيدلة عن غيره بأنه يهيئ الطلاب لمجموعة من الأهداف التي نتعرف عليها في الفقرات التالية وهي كل من:
1. أنها تُعد الطلاب وتأهلهم في الاختصاصات والمهن الصيدلية بشكل كامل من أجل خدمة المجتمع.
2. الهدف الثاني هو متابعة الأدوية التي يتم طرحها في قطاع الصيدلة والتأكد بشكل دائم من توافق هذه الأدوية مع الحالات المرضية.
3. تقديم النصيحة والمساعدة للمرضى من قبل الشخص الصيدلي ونصائح حول العقاقير التي يمكنها معالجة ما يعاني منه الناس ووصف العقاقير العلاجية المناسبة.
4. يُعلم تخصص الصيدلة كل الطلاب المساهمة في تعزيز دور الخدمات الطبية مع مرور الوقت وكيف يمكن أن تكون أفضل في الوقت المقبل.
5. الإشراف بشكل كامل على عمليات تصنيع الدواء والتأكد من أنه يطابق المواصفات العلاجية والطبية وأنه صالح بالفعل من أجل الاستخدام.
6. ضمان توفير الدواء بشكل دائم وخاصة الأدوية التي يحتاجها المرضى .
فإذا كانت دراسة كلية بهذه الأهمية بالنسبة للفرد والمجتمع لاسيما وأنها متعلقة بصحة الناس فهل يجد طلاب كليات الصيدلة العمل المناسب لهم بعد تخرجهم ؟
والذي يحاول ان يجد اجابة على هذا السؤال سوف يجد نفسه أمام مشكلة جسيمة يقف أمامها عاجزاً للأسباب التالية :
وزارة الصحة تعزف عن تكليفهم :
عجزت وزارة الصحة عن استيعاب الخريجين من طلاب كليات الصيدلة في الأماكن المناسبة لهم وذلك لعدم توافر اماكن لهم في العمل بها ونتيجة لوجود كليات الصيدلة في الجامعات الخاصة التي يتخرج فيها سنويا آلاف مما يؤدي الى زيادة الأعداد بطريقة غير مقبولة ومن المؤسف والمؤلم أن طلاب الجامعات الخاصة من المفترض دخولهم الى هذا المجال ليس لنباهة أو تقدم علمي فطالب الصيدلة في الجامعة الحكومية يكون في التقدير العلمي عند حصوله على الثانوية العامة أعلى درجات من الطالب الذي يلتحق بكلية الصيدلة في الجامعات الخاصة مفارقة أخرى يعانيها خريجو اكليات الصيدلة من الجامعات الحكومية أن طالب الصيدلة الخاص لديه ولدى عائلته القدرة المالية التي تيسر أمامه كل الصعاب فمعظم الذين تم تكليفهم هذا العام من طلاب كليات الصيدلة بالجامعات الخاصة وبقى الكثير من خريجي كليات الصيدلة الحكومية يتجرعون مرارة الانتظار للتكليف دون جدوى وتعنت من وزارة الصحة ومن المفترض والبديهي أن تكون لهم الأولوية في التكليف فهم الذين شقوا طريقهم بجهدهم وعرقهم لا يعتمدون على موارد أسرهم ولسنا هنا بصدد التقليل من قيمة أحد بقدر ما يهمنا أن نضع الأمور في نصابها الصحيح الأب القادر على ان يدفع لإبنه مئات الألوف ليدخل جامعة خاصة قادر على أن يفتح لابنه صيدلية واثنين أما الذي يحفر في الأرض ويسعى بالشقاء ليجلب قوت أبنائه واستطاع أن يرسم ملامح المستقبل في بسمة للأسرة بدخول أحد أبنائه كلية الصيدلة جامعة حكومية يستحق أن يكون في مقدمة الذين يتم تكليفهم مهما كانت الظروف .
معالي وزيرة الصحة : أنت مسئولة أمام الله عن هؤلاء الشباب من خريجي كليات الصيدلة من الجامعات الحكومية لاسيما وان الكثير منهم الذين لم يجدوا فرصة عمل ينتظرون فرصة التكليف إعدلي يا معالي الوزيرة هو أقرب للتقوى .
تعسف وعزوف شركات الأدوية
يعاني الخريجون في كليات الصيدلة من عزوف شركات الأدوية عن تشغيلهم ويفضلون عليهم الخريجين في كليات العلوم وهذه قمة الاستهانة بصناعة الدواء أن يفضل الخريجون من كليات العلوم على الخريجين من كليات الصيدلة الذين أفنوا 6 سنوات من أعمارهم في كيفية تصنيع وتركيب الأدوية .
تفضيل الشباب على البنات
رغم أن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي أولى عناية خاصة بالمرأة والفتاه إلا أن المسئولين عن شركات الأدوية يفضلون الشباب عن البنات لأسباب تافهة وواهية منها ورديات العمل المسائية والزواج قمة الاستهانة بمستقبل الفتيات ومن هنا أناشد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بوصفه أباً لكل المصريين أن تكون للفتاة نصيبها في العمل في شركات الأدوية وان يتم إلغاء هذا التصور البغيض عن عمل الفتاة .
شركات الأدوية والوراثة قمة المصائب :
آفة الوراثة التي ابتليت بها مجتمعاتنا أصابت شركات الأدوية شأنها شأن جميع المؤسسات فنجد أن أي موظف في شركة يجلب اليها جميع أفراد عائلته للعمل بها وليس مهما أن يكون متخصص أو غير متخصص فكل قانون له ثقب يتم النفاذ منه ورحم الله العقاد
فواعجبا كم يبلغ السؤل خاطب خلي
ويذوي عن هواهُ عميدُ

أصحاب الصيدليات الخاصة :
أما عن الصيدليات الخاصة فحدث عن مآسيها ولا حرج حيث يتعمد أصحاب هذه الصيدليات إلى الاستعانة بمساعد صيدلي حاصل على دبلوم أو حتى إعدادية أو أي موظف يسعى لزيادة دخله بالعمل في صيدليته ويرفض وجود الخريج في كلية الصيدلة وإذا قبل أن يعمل معه خريج صيدلة يعطيه راتب 400 جنية إذا كان كريما في الشهر منطق مقلوب ومعكوس في الوقت الذي يتعامل فيه مع مساعد الصيدلي الذي لا يحمل أي مؤهل براتب مجز ونسبة من المبيعات لأن مساعد الصيدلي همه الأول والأخير أن يبيع وليس مهما أن يكون الدواء محظوراً بيعه أو غير محظور ( فالضريبة) يتهافتون على نوعيات من الأدوية ويجدون ضالتهم في مساعدي الصيادلة غير المؤهلين .
ومن المصائب الكبيرة التي تقع من هؤلاء المساعدين عدم درايتهم بقراءة الوصفة العلاجية ( الروشته) التي يكتبها الطبيب فيقدم للمريض أي علاج وقد يؤدي هذا الخطأ الى نتائج غير حميدة بل يمكن أن يؤدي الى وفاة المريض في كثير من الأحيان .
كما يقوم هؤلاء المساعدين أحيانا بخدمة حقن المريض وأحيانا لا يجري اختبار حساسية على المريض قبل إعطائه الإبرة فتؤدي إلى الوفاة في الحال وهناك الكثير من الحالات التي يتسبب فيها هذا الجهل بنهاية مؤسفة .
وما نريد التأكيد عليه هنا :
إذا كانت وزارة الصحة غير قادرة على توفير فرص عمل ملائمة لهؤلاء الشباب والفتيات وشركات تصنيع الأدوية تعزف عن توظيفهم وأصحاب الصيدليات الخاصة يرفضون الخريجين في كليات الصيدلة في الجامعات الحكومية فمن الأولى ( غلق كليات الصيدلة في الجامعات الحكومية إذا كان وجودهم غير مرغوب فيه في أي عمل في نطاق تخصصهم)
وللحديث بقية بإذن الله تعالى ،،

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights