عروس النيل … أسطورة وهمية !
فارس حسني
امين عام نقابة السياحيين مصر
«#عروس_النيل» أسطورة رسختها الأفلام
ترك الأجداد المصريين القدماء لمصر الكثير من العادات والأعياد والمناسبات، منها المندثر عبر السنين وبعضها استمر معنا حتى الآن لنحتفل به على غرار أجدادنا، ومن هذه الأعياد الباقية حتى اليوم “وفاء النيل”.
احتفل قدماء المصريين كل عام بعيد وفاء النيل، والذي يوافق 15 أغسطس، وهو الشهر الذي يأتي الفيضان محملا بالطمي والماء، وفي احتفالية كبرى كانت تقام سنويا لهذا الحدث الكبير نظرا لارتباط المصري القديم بالنيل الذي هو شريان الحياة لمصر القديمة كانت توجد تمثال “حعبي” رمز النيل المقدس في كل منصة وتمثال زوجته “ريبت”، تمثال وكان يقام الاحتفال في صورة لائقة وحضارية كبيرة، وكان يتم إلقاء الظهور والورود في النيل، ولم يرد في أي مرجع تاريخي لا في بردية ولا حتي علي جدران المعابد المصرية التي حكت وسطرت لنا احتفالات الاجداد الهامه في مصر القديمه كعيد الاوبت او غيره من الأعياد عن إلقاء قربان بشري او عروسة بشرية في النيل بل وحتي لم يذكرها كبار المؤرخين الذين أرخوا لتاريخ مصر مثل هيرودوت وتيودور الصقلي وبلوتراك وكليمان السكندري، لم يتناولوا حكاية عروس النيل”. وغيرهم من المؤرخين .
او حتي بعد اكتشاف شامبليون لأسرار اللغة المصرية القديمة عند اكتشاف وفك رموز حجر رشيد .وبدأ الباحثون في دراسة جادة لتاريخ المصري القديم ومن بين هؤلاء الباحث الفرنسي بول لانجيه، الذي تفرغ لدراسة قصة عروس النيل، وخرج الباحث من دراسته بأن المصريين القدماء كانوا لا يلقون بفتاة في النيل،وانهم كانوا يلقون الورود ونوع من الأسماء النيليه وهي سمكه .(الاطم) في هذا الاحتفال.
وبالبحث عن اصل هذه الأسطورة تجدها اول من اطلقها هو المؤرخ أبو القاسم عبدالرحمن بن عبدالحكم المذكورة في كتابه “فتوح مصر والمغرب”، والذي لم يعاصرها بل كتبها بعد مرور 230 عاما من فتح عمرو بن العاص لمصر. والذي ذكر فيها .
ونقلها ابن اياس الذي كان يعيش في عهد المماليك في مصر وذكرها في كتابه .(بدائع الزهور في وقائع الدهور) . والذي كذبه الكثير من المؤرخين المسلمين وحتي الشيخ بن باز.نفسه شكك في صحه ما ورد به
فما كانت من الدراما الفنية الا ان تلقفت القصه
صورتها لتشويه الحضارة المصرية بهذه الصورة التي لا تنم الا عن جهل متقع بمصر وتاريخها العريق.
وبنظره تأمل بسيطة للتاريخ المصري يمكن ان تنسف كل هذه الادعاءات الكاذبة علي أمه شهد لها القاصي والداني برقي تعالميها منذ القدم.
.أن الحضارة المصرية التي كانت تؤمن بوحدانيه الإله الواحد وان هناك يوم اخر يقف فيه الجميع أمامم ميزان لا يعرف غير العدل لكي يحاسب المرء علي كل ما صنعت يداه
لا يتخيل لها ان تقتل او تضحي بإنسان وفي تعالميها ودستورها المقدس. انا لم أقتل برئ .
إن التعاليم الأخلاقية التي تدعوا الي تقديس أي ظاهرة كونية لمجرد انها تبعث بالحياة ،لايمكن لها ان تكون سبباً في إزهاق ارواح البشر من معتنقيها
ان المصريين القدماء كانوا يعتبرون النيل هو الحياة ويحترمون الإنسان والجماد بل وحتي الأحجار، ولم يقدموا قرابين بشريه لا لنهر النيل العظيم ولا غيره مثلما فعلت نظيرتها من الحضارات القديمة . وهذه الاسطوره ماهي الا محاولة لتقبيح كل ما يتعلق بالحضارة المصرية الخالدة .التي أضاءت العالم القديم بعظمه انجازتها ورقي اخلاقها منذ القدم .