حضارة وتاريخ

هل تعلم أن كلمة “حانوتي” كلمة فرعونية تعنى التعبير عن فلسفة الخلود؟

كتب دكتور/ ياسر أيوب ثابت

 

 

تعد كلمة “الحانوتي” إحدى المصطلحات المشهورة والكلمات الدارجة لدى جميع المصريين، وتشير إلى “متعهّد تكفين المَوْتَى ودفْنِهم”، فمن أين جاء هذا المصطلح وما أصله؟

ويعود مصطلح “الحانوتي” اصطلاحًا في قاموس المعجم الوسيط، إلى (ح ن ت) ويعني صاحِبُ الحانوتِ، وجمع الكلمة “حانوتيَّة”.

 

أما أصل الكلمة فهو أمر مختلف وفق ما جاء في كتاب “التحنيط.. فلسفة الخلود في مصر القديمة”، للدكتور أحمد صالح.

 

 

وفي الكتاب يؤكد “صالح” أن أصل كلمة “حانوتي” هي “حانوطي”، وهي كلمة فرعونية في الأساس تم تحريف حرف الطاء واستبداله بالتاء، وتطلق على الشخص الذي يقوم بغسل الموتى وتحضير النعش.
ويضيف صالح: التحنيط كلمة عربية اشتقت من “الحنوط”، وهي مواد الحفظ التي كانت لها خاصية عطرية واستخدمها المحنط العربي في دهن النعش والجسد مثل العنبر والمسك والكافور، ومن كلمة الحنوط جاءت لفظة “الحانوطي” وهو الشخص الذي يقوم بدهن النعش والجسد.

 

 

ويعد التحنيط أحد أهم الأسرار التي تميز الحضارة المصرية القديمة وتمنحها سحرا وبريقا من نوع خاص بين الحضارات القديمة وحتى الحديثة، ورغم مرور آلاف الأعوام يظل هذا العلم الفريد بمثابة أيقونة تميز به المصريون القدماء، يحمل بريقا وغموضا لا مثيل له، ويعرف العلماء معنى كلمة تحنيط بأنها “الحفاظ على الجسد”.

 

 

أما فلسفة الخلود عند القدماء المصريين , فاعتبر المصري القديم أن هناك نوعين من الموت: الموت الأول، والموت الثاني. الموت الأول وهو مفارقة الحياة أي مفارقة الروح البدن والدخول إلى عالم غامض ولكنه لم يعتبره نهاية الحياة وإنما مرحلة انتقالية لحياة أخرى. أما الموت الثاني يعني تحلل الجسد وفساده. ولم يكن المصري القديم يخشى الموت الأول ولكن اعتبر الموت الثاني حائط وسداً يمنعه من العبور إلى الخلود والحياة الأبدية في العالم الآخر .

 

ِِAKmal ELnashar

صحفي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights