حضارة وتاريخسلايدر

طريق التعدين بسيناء جدير بالتسجيل تراث عالمى باليونسكو

كتب د. عبدالرحيم ريحان

أعلنت وزارة السياحة والآثار عن كشف البعثة الأثرية المصرية العاملة بموقع وادي النصب بجنوب سيناء عن ورشة لصهر النحاس وعدد من المباني الإدارية ونقاط المراقبة والسبائك النحاسية المتعددة الأشكال والأحجام مما يدل على وجود نظام صناعي متطور لصناعة وصب النحاس قبل نقله إلى وادي النيل لاستخدامه في الأغراض الحرفية والعسكرية والإدارية.
وفى ضوء ذلك نوضح أن هناك عدة طرق للتعدين بسيناء وقد عثر على نقش بتل الضبعة (حات وعرت – أواريس) وهو نقش (r w3ty ) بمعنى فم الطريقين، والمقصود الطريقان الى سيناء طريق حورس الحربى بسيناء الشمالية والآخر طريق وادى الطميلات المؤدى الى جنوب سيناء.

وأما الطريق الثالث فقد ارتبط بالعاصمة منف حيث يبدأ من ميدوم بمصر الوسطى عبر وادى عربة حتى خليج السويس ثم العبور إلى الساحل الشرقى للخليج عند سهل المرخا الذى يقع على الجانب الآخر وقد اكتشفت البعثة الفرنسية العاملة فى منطقة وادى جرف على خليج السويس (حوالى 140كم جنوب السويس الحالية) آثارًا تعود إلى الدولة القديمة وميناء ووثائق،

مما يؤكد أهمية طريق وادى عربة الذى ينطلق من ميدوم باستخدام الدواب فى قوافل ثم إلى وادى سنور ثم بئر بخيت وأخيرا ساحل البحر عند موقع وادى جرف حيث ترسو السفن لينطلقوا بها صوب الميناء فى سهل المرخا وذلك طبقًا لما جاء فى دراسة أثرية للدكتور مصطفى محمد نور الدين المدير العام بآثار جنوب سيناء عن معالم الطريق البرى للتعدين إلى منطقة معبد سرابيط الخادم بجنوب سيناء.

مغارات التعدين

أشارت الدراسة إلى وجود طريق آخر نقطته المحورية هى العين السخنة حيث اكتشف الدكتور محمود عبد الرازق نقوشًا صخرية فى العين السخنة على ساحل خليج السويس،الأمر الذى اتبعه قيام بعثة مشتركة من جامعة قناة السويس والمعهد الفرنسى للآثار الشرقية منذ عام 2002 بالعمل بالموقع،حيث كشف به عن 9 مغارات لاستخراج المالاكيت وبجوارها أفران لصهر المعدن ومنازل العمال.
بالإضافة إلى وجود مركب محترق داخل إحدى المغارات وتدل الآثار المكتشفة على أن موقع العين السخنة أحد مناجم تعدين النحاس من عصر الدولة القديمة حتى العصر المتأخر كذلك وجدت به نقوش قبطية ويونانية ونبطية وهذا الموقع كان له ميناء (لم يتم العثور عليه حتى الآن) وذلك نظرا لوجود مراسى سفن من الحجر بالاضافة إلى السفينة المحترقة.

العين السخنة

نوه الدكتور مصطفى محمد نور الدين إلى أن العين السخنة كانت منطلقًا لرحلات إلى سيناء حيث أن بعض الأسماء لقادة الحملات المذكورة بالعين السخنة على النقوش الصخرية أو اللوحات أو مداخل المغارات وبعضها موجود فى المغارة بجنوب سيناء.
وأن نتائج الدراسة أشارت إلى أن الوصول إلى العين السخنة كان يتم من الاتجاهين الاتجاه الشمالى ،حيث وادى الطميلات والإقليم الثامن ومن الغرب حيث العاصمة منف ووادى النيل، حيث أنها تقع على نهاية طريق القطامية حاليًا وللوصول إلى العين السخنة من وادى الطميلات يتم سلوك طريق الرطابى، المسخوطة سرابيوم، جبل أبو حسة، القلزم ، بئر عديب ثم العين السخنة،والوصول إلى العين السخنة عبر الطريق إلى الغرب.

فقد اكتشفت منطقة آثار السويس عام 2005 ثلاثة مواقع على هذا الطريق غرب العين السخنة بهم شواهد أثرية هم الحروس، الرسيس والخافورى وأبعدهم على بعد 30 كم غرب العين السخنة ولم تستكمل الأعمال حتى وادى النيل مما يؤكد أهمية هذا الطريق كطريق مباشر من العاصمة منف فى الدولة القديمة ومن ايثت تاوى عاصمة الدولة الوسطى ( قرب الفيوم) حتى العين السخنة.

كما حرص قدماء المصريين على إرسال البعثات لتعدين الفيروز والنحاس بسيناء منذ عهد الدولة القديمة وبعد ذلك عدّنوا الفيروز فى سرابيت الخادم والنحاس فى وادى النصب الغربى وكانوا يستخدمون ميناء أبو زنيمة عند التوجه إلى سرابيت الخادم وميناء أبو رديس عند التوجه إلى وادى المغارة.

وأطالب بترميم وتطوير محطات هذا الطريق والتى تقع فى مواقع جذب سياحى من العين السخنة إلى سرابيط الخادم وشرح لكيفية تشغيل أفران التعدين القديمة كمتحف مفتوح لمعالم الطريق وربطه سياحيًا بالطريق الحربى بشمال سيناء “طريق حورس” والقلاع العسكرية التى تقع عليه والطريقين قيمة عالمية استثنائية لا مثيل لهما فى العالم ويطالب بإعداد ملف لضم الطريقين تراث عالمى باليونسكو.

عبدالرحيم ريحان
طريق التعدين سيناء تراث عالمي
عبدالرحيم ريحان
طريق التعدين سيناء تراث عالمي

خدمات ومتابعة إضافية من الدليل نيوز

كن جزءًا من مجتمع الدليل نيوز وتابع أهم المستجدات:

لتبقى على اطلاع دائم بآخر الأخبار الفنية وقضايا المشاهير، انضم إلينا عبر منصاتنا:

لا تفوت آخر الأخبار والمستجدات من “الدليل نيوز” تابع أسعار العملات العالمية:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights